سيرة وانفتحت ..وانبشقت

شاكر سليمان حسين .. أبوبلسم :

بيوت الأشباح وصف دقيق من أحد ضحايا بيوت إنتهاك إنسانية الإنسان وآدميته ، وهو مغمور بفرحة عارمة عند وصوله إلى سجن كوبر هو وأصدقاءه فى حالة يرثى لها ( تحنن الكافر ) مجيبا على سؤال مدير السجن الذى ذهل من هول وبشاعة المظهر بقوله ( إنتوا جاين من وين ) ، لا يمكننى أستقبالكم بهذا الوضع المزرى ، فكان ظن الضحايا أن إدارة السجن بصدد إرجاعهم إلى حيث جاءوا ، إلى المصير المظلم ، فدب اليأس والإحباط ، وإعتصر الألم القلوب ، فما كان منه إلا الرد بغضب عارم : ياخى جاين من بيوت الأشباح …
من هنا ٱطلق المسمى لأسوأ مكان سئ السمعة والصيت ينتهك فيه كرامة من كرمه خالقه ، وكر لصناعة الموبقات المستحدثة لعقليات معجونة بموية العفاريت والأباليس ، مكان : السجن أهون وأرحم منه حيث في السجن تأديب وإصلاح وهناك الإذلال والإحتقار , وكل ما يغضب الخالق الجبار متاح ، حيث لا شعائر ولاعبادة تقام …

الحلقة الأولى بثت في القناة السودانية والمتابع لسرد وقائع المواقف المؤلمة يظل مشدوها طيلة زمن البرنامج لهول فظاعة وبشاعة الأحداث ولسانه من حسبنة إلي حولقة إلي إستغفار حتي نهاية الحلقة ، وإن لم ينم على وضوء هاجمته كوابيس وعفاريت بيوتهم القذرة فأرقت منامه …

جريرة الضحايا المغضوب عليهم ليس إرهابا على شاكلة داعش والقاعدة ، أو فتوى ضالة بجواز قتل ثلث الشعب إن لم يكن النصف ، ولا قطع طرق وهمبتة على طريقة سوق المواسير ، أو إبادة جماعية على مكونات محددة صرخت لها الٱمم وعصبتها ، أو سرقة المال العام ونهبه حتى إفقاره ، أو حبك مؤامرات على الدولة داخل غرف مغلقة كشفتها وفضحتها تسجيلات سرية صورة وصوت .. فقط إختلاف سياسى وإختلاف فى الرأي ، نتيجته إما إغتيالا داخل جحورهم المظلمة وإن نجوت تلازمك آهة مستديمة وتلاحقك تهديد ووعيد فى الأهل والأبناء . فعلا من إين أتى هؤلاء …

سيرة سيئة ومسيئة للأنسانية ومرفوضة لكل الأديان ومدانة لكل الأعراف ومخجلة لأنها إنفتحت وبان المستور للمغيبين المؤمنين بالمشروع الحضارى الكاذب ، وللبسطاء المخدوعين بغرة الصلاة ورفع السبابة والوسطى متبوعة بالتكبير والتهليل فى كل المناسبات حتى فى التحلل من السرقات ، وإنبشقت بشقت شوال السمسم على رأي المثل المصرى ( الما يشترى يتفرج ) …

عد أسبوعا كاملا ومرت الحلقة الثانية والفظاعات ألوان وأشكال ومنابر الدعاة والأئمة فى سكون ، وهيئة علماء السودان مشغولة ببيانات الدعوة إلى فك إرتباط الشعب بحكومته الإنتقالية ، علما أن الظلم هو الظلم لا تجزأة فيه ..
إنها الدنيا ( دوارة ) لكن معدن الشعب السودانى الذى تربي على القيم ومصدرها الدين والعقل والمجتمع المتماسك بأخلاقه تأبى لهم المعاملة بقانون الغاب ، تلك البربرية والهمجية دخيلة عليهم ، تسللت إليهم فى زمن أغبر . حيث القانون والعدالة أساس التحكيم . سيحاكمون بما إقترفته أيديهم وسينعمون بحقوقهم القانونية والإنسانية فى السجون بمنتهي الكرامة ، كما ينعم بها فلولهم فى الخارج من حرية كاملة الدسم .. فشتان ما بين الزمنين .. فذاك أغبر ظالم ، والمدنية إنفتاح وإصلاح …