مفاوضات السلام ما بين الواقع المعاش وما بين التفكير الرغبوي
د .محمد جلال هاشم :
– صديقي مصطفى آدم، العائد من مفاوضات السلام بجوبا لتبشيرنا بقرب تحقق السلام. لك التحية مجددا!
حتى الآن أراك تتكلم بعمومية. كما أنك لم تذكر أي شيء بخصوص, الحركة الشعبية التي تحتل الأرض في إقليم جبال النوبة وإقليم الفونج بالنيل الأزرق، بخلاف أن هناك حوارا جاريا بين الطرفين. وهو نفس ما وصفه د. محمد يوسف في مقابلته الصحفية بأنه مجرد تضييع وقت.
بخصوص السلام في دارفور، قلت بأنه لم يتبقّ غير الترتيبات الأمنية. حسنا! هل يمكنك أن تدلنا على ما توصلت إليه الأطراف بخصوص ترتيبات عودة اللاجئين والنازحين لقراهم؟
وما هي الترتيبات التي تم الاتفاق عليها بخصوص الوافدين الذين احتلوا بلدات وزراعات اللاجئين والنازحين؟
هذا لأننا نعلم أنه لن يكون هناك سلام في دارفور بلا معالجة هذا الجند المصيري. فإذا تبقّت الترتيبات الأمنية فقط، فهذا يعني أن جند عودة اللاجئين والنازحين قد تم الفراغ منه وكذلك جند ترتيبات إعادة توطين الوافدين. فهل هذا حدث؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فأرجو منك أن تنورنا بتفاصيله. وإذا كانت الإجابة بلا، فعندها لا يمكن أن نقبل بما تقوله من أنه لم يتبقّ غير الترتيبات الأمنية في مسار سلام دارفور.
ثم نأتي للترتيبات الأمنية نفسها! ما هي الضمانات في أن الأطراف المعنية سوف تصل إلى اتفاق في هذا الشأن؟ خاصةً وأن الترتيبات الأمنية ينبغي أن تتجه في طريق تفكيك مليشيات الجنجويد التي، بحسب ما يرد في الأخبار، يوميا تحرق القرى وتنهبها بجانب التقتيل الجماعي للمواطنين العزّل. فإذا لم يتم الاتفاق حول هذه الترتيبات الأمنية القاضية بتفكيك المليشيات، فعندها في رأيك هل سيكون هناك سلام في دارفور؟
– ثم دعنا نستعرض حديثك عن حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد، هل تعتقد أننا يمكن أن نصل إلى أي سلام في دارفور من غير أن يشمل اتفاق السلام هذه الحركة الموجودة على الأرض؟
إذا كانت إجابتك بنعم، فأرجو أن تشرح لنا هذا.
أما إذا كانت إجابتك بلا، فعندها لا يجوز لك منطقيا أن تخلص إلى ما خلصت إليه من حيث التبشير بقرب تحقق السلام في دارفور.
فهذا يمكن أن ينظر إليه بوصفه نوعا من التفكير الرغبوي ليس إلا. وفي رأيي فإن آخر ما نحتاجه في هذه المرحلة الحرجة هو الهروب من مواجهة الواقع المعاش والوقوع في شرك التفكير الرغبوي .
من المؤكد والمفروغ منه أن أهلنا في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق يتمنون السلام بأكثر من أي أمنية أخرى وبأكثر من كل المجموعات الثقافية الأخرى.
لكنهم في تمنيهم للسلام هذا يريدونه سلاما حقيقيا، لا مجرد رغبات تسبح في سديم الخواطر. يا صديقي التفكير الرغبوي هنا لا يقل خطورةً من بيع الوهم للجماهير، ويدوم الود.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …