
بطانة الفرعون العاري واعداؤه
عبدالله عيدروس :
عندما اختنق نظام البشير وفقدت قيادته نفوذها وسلطتها علي اعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم وازرعه القابضة علي جهاز الدولة الإداري والسياسي ومنظماته الاجتماعية كان هذا مؤشرا علي ان النظام كان مهيئا منذ سنوات لاستبدال البشير وطاقمه المقرب وعلي رأسهم بالطبع افراد اسرته لازالة هذا الاختناق الذاتي والوطني والخارجي، لكن الحقيقة الاخري التي عرفها الجميع ان لهذا التغيير كلفة مهما تم التحسب لها فإن من العسير توقع حجمها او نتائجها ومن المعروف ان تيارا اصلاحيا مؤثرا يضم اكاديمين ورجال اعمال وشباب وطلاب وصحافيين كان قد تحرك بداخل الحركة الاسلامية وحزبها المؤتمر الوطني لانهاء ولاية البشير وعدم ترشيحه لقيادة المؤتمر الوطني او في الانتخابات العامة بعد انفصال دولة الجنوب وهي التعهدات التي كان قد قدمها البشير لقيادات حزبه وجماعته وقادة اجهزة دولته عند ابرامه اتفاقية السلام الشامل التي تضمنت “من بين تنازلات كثيرة وكبيرة قدمها النظام” النص علي تقرير المصير لجنوب السودان.
في الصراع داخل الحركة الاسلامية وحزب المؤتمر الوطني استطاع البشير ان يلتف ويسيطر علي الحركة الاصلاحية بوسائل سلطوية واستخبارية واستفاد من الزخم الذي صنعته القيادات الشابة “الجهادية منهم بالخصوص” في ضخ الدم في شرايين النظام المثقبة ولكنه مارس صغوط ترهيبية وتحفيزية ليضعف الحركة ويشتت جهدها ويمتصه داخل جسد النظام المتهالك ويجدد لنفسه دورة انتخاب جديدة واستمرار سيطرة علي جميع الخيوط اي ان يظل الوضع علي ماهو عليه.
انتهي نظام البشير إلي ما بدأ به كجهاز عسكري وامني اضعف واخترق وكتم انفاس كل مراكز الارادة الوطنية السياسية والاجتماعية والمؤسساتية الحكومية واقام علي انقاضها نظاما ظل يتورم ويتمدد مع مرور السنوات ثم لما زال الورم والانتفاخة ظهرت احشاءه كتحالف اجهزة عسكرية واستخبارية واصحاب رؤوس اموال ظلت تبحث عن عقد صفقات مرات عديدة لكنها كانت المرة الاولي التي توافق فيها امتداد الايادي للتصافح في العلن مع وصول تحالف الحرية والتغيير الي لحظة التفاوض.
كانت الاجهزة العسكرية والاستخبارية هي كل مابقي من نظام البشير وذلك يعني بالتالي انه اصلبها واكثرها تنظيما ورؤية استراتيجية وكانت قوي تحالف الحرية والتغيير هي الاقوي والاكثر تنظيما وارادة من بين جميع القوي التي شاركت في الثورة فهل سيستمر ميزان القوي علي هذا النحو؟
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …