‫الرئيسية‬ آخر الأخبار تركيا لن تهدر مصالحها من اجل عيال البنا
آخر الأخبار - رأي - مارس 24, 2021

تركيا لن تهدر مصالحها من اجل عيال البنا

محمد يوسف احمد محمد :

من ابجديات السياسة انه لا عداء دائم ولا صداقة دائمة انما مصالح تحكم وتوجه والدولة الاذكى والافضل هى تلك التى تقوم على المصالح . الشعارات والحنجورية والهتافات والشعبوية واللعب على عقول السذج قد تحقق مكاسب على المستوى الشعبي ويجذب المغفلين والسذج لكنها لا تخلق دولة وكل الدول التى قامت على الشعارات اما انها انهارت او تدهور حالها ولنا فى السودان اسوة ,, 30 سنة عشنا على شعارات جوفاء فارغة وعداءات مختلقة لا ناقة لنا فيها ولا جمل وحنجورية وهتافات تتحدى الجار والبعيد والنتيجة اننا دفعنا ثمنا باهظا دولة منهارة فى كل الجوانب تعيش القرون الوسطى وفى النهاية بعد فشل تلك التجربة سعوا اخر ايامهم ليكسبوا ود من عادوهم وقدموا من التنازلات الى درجة انهم ذهبوا يحبون ويركعون تحت اقدام من كانوا يهتفون ضدهم بالموت فلا نالوا تلك ولا هذه وكان السقوط الشنيع ولا زلنا ندفع ثمن غباءهم وهطلهم جوعا وفقرا ودولة فى حالة اللا دولة .
عندما اتخذ الاخوان المسلمون تركيا مقلب قمامة وحاضنة لسفهاءهم ومشرديهم زينوا للسذج والبسطاء ان تركيا هى كعبة المظاليم وان اردوغان هو خليفة المسلمين وان دولة الخلافة وعد وانهم لمنتصرون .
حينها تحدثنا ان هذا مجرد غباء سياسي وانه لا تركيا ولا اردوغان تهتم بشعاراتهم الدينية ولا احلامهم الوردية وان تاريخ تركيا واردوغان تحديدا تاريخ معروف بانها دولة مصالح .. اردوغان سعى وفعل المستحيلات السبع فى بداية عهده للتقرب الى اوربا والدخول فى اتحادها وقدم من التنازلات ما لم يطلبه حتى الاوربيون .
بعد فشل تركيا فى الانضمام الى الاتحاد الاوربي صادف قيام الثورات العربية التى حولت وجهة اردوغان نحوها .. ولم يكن هدف تركيا من هذا التوجه لا حبا فى العرب وثورتهم ولا نصرة لمظلوم ولا اى شئ من هذا الخيال الغبي فى عقول اصحابه .. تركيا وجدت فى هذا الامر ورقة ضغط تلعب بها مع الكبار وتحديدا اوربا ونجحت فى ذلك كثيرا الى درجة انه الى هذه اللحظة تستغل ورقة اللاجئين ضد اوربا مع كل خلاف .
لكن لان السياسة دائما فيها متغيرات اكتسب خصوم تركيا ممثلة فى مصر واليونان وقبرص وحلفاءهم الاوربيون فى مشكلة البحر المتوسط ورقة اقوى من ورقة الشعبوية التى يلعب عليها اردوغان ورغم محاولات تركيا تمزيق هذه الورقة عبر الدخول فى ليبيا وفرض سياسة الامر الواقع ( ليس كما اعتقد الاغبياء ان دخوله ليبيا نصرة للمظلوم ) لكن حتى هذه الورقة احبطت بالتدخل المصري وفرض الاتحاد الاوربي ومجلس الامن قرارات من شانها اعادة ضبط ليبيا باتفاق جديد وباخراج كافة الدول منها .
تركيا حاليا قررت اعادة توجيه سياساتها من عداء كادت ان تخسر بسببها اهم مصلحة لها الى تحالف قد تكسب منها الكثير خصوصا فى غاز المتوسط ,, ليس حبا فى مصر ولا اعجابا باليونان ولا عشقا فى عيون الاتحاد الاوربي لكن لان مصلحتها تقتضي ذلك وهنا ناتى للنقطة التى يجب ان تكون درسا للسذج والمغفلين :
اردوغان ليس خليفة للمسلمين ولا هو مهتم بشعاراتكم الساذجة وتركيا دولة علمانية صرفة لها نظامها وطبيعتها التى لن تتغير من اجل عيون جهلاء فتحوا محطات تلفزية هناك وبثوا منها شعارات الخلافة وعقلية القرون الوسطى ,, وتركيا لم تبيعكم لانها لم تشتريكم اصلا كل ما فى الامر انها لعبت لصالحها عبركم وورقتكم احترقت ولم تعد صالحة للاستعمال وهذه طبيعة الدول الكبرى وليس تركيا لوحدها فقط انتم بغباءكم تعيشون فى جهل الشعارات والهتافات واهواء عفى الزمان عليها .
فى البداية كانت مصلحة تركيا مع الاتحاد الاوربي وفى سبيل ذلك فعلت كل شئ ثم كانت مصلحتها مع جماعات الثورات العربية والاخوان المسلمين تحديدا واستغلتهم خير استغلال كورقة ضغط والان مصلحتها فى التهدئة والتحالف مع مصر ودول المتوسط لكى لا تخسر ثرواتها ,, تماما كما تفعل فى سياستها مع روسيا وامريكا فكلما غضبت من امريكا بخصوص الاكراد ارتمى فى حضن روسيا وعندما تختلف مع روسيا فى مصالحها بسوريا عاد لحضن امريكا وهكذا ..
هذه هى السياسة لا اكثر ولا اقل اما السذاجة التى فى عقولكم فهى مجرد تخاريف تيوس يبثونه لكم من على منابر المساجد التى حولوها الى منابر جهل .
كسرة :
اخونج الخليج ومصر لهم سنوات يعيشون فى بحبوحة بتركيا ,,قطر تدفع لهم وتسمنهم كما العجول وتركيا تستغلهم من اجل شعارات شعبوية ,, اليوم الذى فكر فيه كيزان السودان اللحاق بالركب والتقلب فى نعيم الجماعة حل الفقر بالاخوان فى تركيا واتت القرارات ضدهم .
الكيزان اينما حلوا حل الفقر لعنهم الله

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …