السلام الحقيقي هو الذي تعقد اتفاقياته الجماهير
علاء الدين محمود :
كانوا يظنون أننا كارهين للسلام، فكانوا يمدون ألسنتهم لنا ويقولون: السلام سمح. كانت تقفز في رأسي دائما صورة هبنقة في كتاب المطالعة للمرحلة الابتدائية، “السلام سمح”، تلك حقيقة لا يختلف معها حتى أكثر الديكاتوريين دموية في التاريخ، وهو سمح عندما يقف صوت البندقية تماما، ويسكت السلاح، لكن أن يتحول السلام إلى مساومات ومناصب وصراع على توزيع السلطات والثروات وحصص الوزارات، فذلك ابتذال لواحد من أهم شعارات الثورة، و”السلام سمح” عندما يعقد مع ثوريين حقيقين وممثلين حقيقين لقضية حقيقية لا مزيفين، لقد رأينا كيف أن بعد الحركات دخلت في سباق محموم نحو الاستقطاب وتجنيد الشباب، وللمفارقة، يحدث ذلك بعد توقيع اتفاق السلام، لماذا؟ لأن معظم جنودهم في ليبيا واليمن يلعبون دور المرتزق، فبالله عليكم أي ثائر، وأي باحث عن العدالة يرضى أن يكون مرتزقا؟ وفيما الاختلاف مع نظام الإسلاميين؟
كانوا يظنون أننا ضد السلام لأننا رفضنا أن تغش جماهير شعبنا وأقوام شعبنا في كل أنحائه، كما ظنوا أننا ضد المدنية لأنها مشاركة زائفة لمدنيين يزينون سلطة العسكر، إنهم كقطع الحلوة التي تزيين مناضد البيوت والتي تقدم للضيوف، وهم في ذات الوقت ليسوا سوى مدنيين انتهازيين، ليسوا أبرياء ولا مغرر بهم، بل واعين لمصالحهم وعلى استعداد للتحالف مع الشيطان من أجل تلك المصالح.
إن السلام الحقيقي، هو الذي تعقد اتفاقياته مع الجماهير نفسها، تلك التي شاركت في دارفور والشرق وكل أنحاء السودات في يوميات الثورة في مناطقها، لتزيح بعض تلك الحركات جانبا وتعلن عن نفسها في سياق ثورة سلمية “” جماهير تعلم أن الحرب أوقدها التهميش والظلم والاقصاء من معادلة السلطة والثورة، بالتالي هي تدري أن السلام لن يتحقق إلا عبر العدالة السياسية والاجتماعية والمشاركة الحقيقية في الحكم.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …