إلى السيد رئيس الوزراء “بالواضح ما بالدس”..

حذيفة الجلاد :

لا يمكنك التنازل عن ما لا تملك.. أو التنازل عن أمانة لديك لآخر أو آخرين دون إذن مالكها.. في أي تعريف لذلك هو خيانة أمانة…

د. حمدوك.. بأي حق تنازلت عن سلطات أساسية ومحورية هي بموجب نظام الحكم لرئيس وحكومة مجلس الوزراء، وبأمارة إقرارات متعددة من شاغلي مناصب في أجهزة الحكم، سواءً كان التنازل للبرهان أو السيادي، أو مجلس الأمن والدفاع.. أو حتى لمجلس الشركاء غير المعروف مثيله في نظم الحكم الديمقراطي البرلماني.. وكل هذه الاسماء هي لذات الذات.. (المجلس العسكري السابق، أو من استمر منه في مواقع السلطة)..

لا يمكن التحجج بتداخل السلطات.. أو عدم توضيح الاختصاصات.. مثلما يفهم من بند في مصفوفة سابقة أُعلنت للشعب ووضعت سقوفات لتنفيذها ولم نلمس لها أثراً..
لا يمكن التحجج بذلك، لأن تصريحات مختلفة أعضاء من مجلس السيادة نفسه تقر بسلطات تمت ممارستها من قبلهم هي تنفيذية..
وقبولكم يبرزه رضوخكم لنتائج تلك الممارسات سواء على مستوى لجان الطوارئ (صحية واقتصادية)، أو على مستوى الاطلاع بمفاوضات ملفات السلام، أو على مستوى السياسة الخارجية ومقابلة السلطات التنفيذية للدول الأخرى (التطبيع مع إسرائيل ضمن اتفاقيات أبراهام للمدعو ترامب).. أو تمرير منح سلطات اصدار قرارات ملزمة لمجلس الوزراء إن جاءت من مجلس الشركاء..
لا يمكن التحجج بتمثيلكم في اي جهاز آخر كعضو أو نائب أو حتى رئيس..
ولا يمكن التحجج بالضعف الواقعي أمام المكون العسكري.. والتمرير بحجة البراغماتية…
فقديماً هجا محمد المكي إبراهيم ابن الملوح
قائلاً:

لماذا والخيل تصاهلت شوقاً إلى التسواح
وسيف شبابك الضاري سنين الحد
وألف مثابة للهاربين على معاقل نجد
لماذا لم تعشش كالنسور مع هواك
علي تعاظم نفرةٍ وجماح
ولم تأخذ حياتك من فخاخ الناهشين ومن يد السفاح؟

وخيولك كانت لا تلزمك الهروب، فلا هي جفالة في ميادين الثورة، لتهرب ..ويشهد أصبع عبدالعظيم.. ولا “نجد” كانت ماثلة بعيداً عن شوارع الخرطوم والمدن في كافة الأقاليم، والقرى من معسكرات كلمة وغيرها حتى قرى الجزيرة والصعيد.. كانت وربما (ما زالت)، تنتظر منك فقط إشارة تقول “إن أمانتكم يعبث بها”..

وغير سلطاتنا المدنية.. ومن الأمانة التي في يديك.. برنامج الثورة..
فأي برنامج هو الذي ينفذ الآن.. ومن واضعوه؟!!

العهد الأمانة، في نص الوثيقة أن ينفذ برنامج ق.ح.ت..
والشعب كله يعلم أن برنامج ق.ح.ت المعني موجود وموضوعة خطوطه بنود في ميثاق الثورة..
الذي ما زال يزين صفحات موقع حزب الأمة على الإنترنت بعنوان (ميثاق نداء السودان لإعادة هيكلة الدولة السودانية)..

لا عبرة بالقول إنك إنما تحاول العبور بسلام في ظل الشراكة، لأن أبجديات الحرص أن يوصلك للمحافظة على تنفيذ عهدك الأمانة.. وأي أمانة، أمانة الثورة والثوار لك..
الحرص يعني ويتطلب عدم التفريط..
وأي تنازل عن سلطات مجلس الوزراء وعن بنود البرنامج الأول الذي قامت على هداه مطالب للثوار هو تفريط..

عُرف اسمك للكافة عندما جاء به معتز موسى مرشحاً كوزير ضمن مخطط الهبوط الناعم الرامي لتوسيع قاعدة المشاركة على المستوى التنفيذي بالتعيين في حكومة رئاسية يرأسها البشير، وكان توسيع قاعدة المشاركة على المستوى التشريعي سيتم عبر صفقة انتخابات ٢٠٢٠، والأعمى فقط من يظن أن الدعوة لخوض انتخابات ٢٠٢٠ غير متفق عليها في إطار صفقات سياسية واتفاقيات بين حكومة البشير ومجموعات نداء السودان المنضوية وقتها في مفاوضات خارطة الطريق،
أي جيء باسمك في إطار تنفيذ مخطط هو باب خلفي مموه عليه لتنفيذ الذي تنفذه حكومتك الآن..

فهل أنت رجل الثورة؟! ..
أم خيار المجتمع الدولي لتنفيذ الهبوط الناعم؟!!.
وهل ثمة أمل أن تعود من تغريبتك، إلى مسار الثورة؟!
أو أن تقر بمفارقتك الدرب الموضوع وتسلمها لأصحابها الأمانة..
فدربك الحالي المماطل الذي تفحمنا فيه رغم أنف الثوار ومسيراتهم.. ليس إلا امتداد جديد بمسوح ديمقراطية لعهد الإنقاذ.. في تحالف مشين مع الغرب.. ورهان ذليل على طاعة دول المحاور الإقليمية.. ومنها ذات الدول العربية التي رعت المصالحة الوطنية قديماً، ورعت مؤسسات الإسلام السياسي المالية (الطفيلية) وكانت ضمن أبواب ومداخل الغرب إلينا قديماً حين دشن مع النميري مشروع المصالحة الوطنية وارتمينا منذ ذلك وحتى الآن في أحضان مؤسسات الغرب المالية وسياساته الاقتصادية لنا.. ننفذها سواء بعد ممانعة أو برضوخ كامل..
___
(وأخيراً …
صافح قادتنا الأعداء ، ونحن نحارب
ورأيناهم ، ناموا في الجيش الآخر ، والجيش يحارب..)
_مظفر النواب_