المجموعة الشعرية السادسة للشاعر والكاتب المسرحي عفيف إسماعيل
منوعات – الشاهد :
هناك .. حيث تنام العاصفة بلا غطاء
متزامناً مع احتفالات شعوب السودان بانتصاراتها الإبريلية على الدكتاتوريات الغاشمة، صدر عن دار الريم للنشر والتوزيع الكتاب الشعري السادس للشاعر والكاتب المسرحي عفيف إسماعيل بعنوان ” هناك .. حيث تنام العاصفة بلا غطاء”، وكتب مقدمة الكتاب على سبيل المحبة الأستاذ عبد الله محمد عبد الله، الغلاف والتصميم الداخلي الفنان محمد الصادق، المراجعة والتدقيق اللغوي محمد المهدي الأمين، فوتوغراف الغلاف الخارجي الخلفي الفنان التشكيلي تاج السر الملك، و فوتوغراف داخلي للمصور الفنان نادر النذير.
وقد كتب الشاعر والكاتب المسرحي عفيف إسماعيل في إهداء الكتاب:
“إلى صديقي الموسيقار ربيع عبد الماجد
ظلَّ يعدو في عمرِه القصير، ليس هارباً من الفناء الذي تبارت في صناعته الدكتاتوريات في السودان منذ استقلاله، خاصة الثلاثين عاماً الكالحة من عنف الدولة الإسلاموية ١٩٨٩-٢٠١٩م، وقهرها الممنهج للفنون والفنَّانات والفنانين. بل ظلَّ حتى أنفاسه الأخيرة متوثِّباً ومصادماً يغنِّي من أجل الفقراء والحرية. ها هو الآن يبرق بقلبي مثل لؤلؤةٍ فينيقيةٍ تتجدَّد بأغنياتٍ للإنسان، والأمل، و الحياة والحب والثورة.
هنا:
سيبقى بيننا بستانٌ.. يا ربيع.
هناك:
في البعيد روحك المتوثبة في الأعالي، حيثُ تنامُ العاصفةُ بلا غطاءٍ، أراك تسامر في ملكوت السديم بصفاءِ الأصواتِ الهامسةِ التي تخلَّصت من ذبذبات النشاز، وتنتخب ألحانك بتفكيرٍ نغميٍّ تحرَّر من شرطية حدود المكان والزمان، ومن قلق الخرائط العاطلة، وتُغنِّي خلفك أوركسترا نورانية لكلِّ عشاقِ الكون، وتخصُّ بالهديلِ والشموخِ شهداء/ات الوطن”.
كما كتب الأستاذ عبد الله محمد عبد في مقدمة الكتاب على سبيل المحبة:
“تصدر هذه المجموعة بإهداءٍ إلى روح الموسيقار ربيع عبد الماجد الذي تغنَّى ببعضٍ من نصوصها
غَنيٌّ عن القول أن ما قام به الملحن والمغني والموزع الموسيقي ربيع عبد الماجد يُعتبرُ عملاً ريادياً. فالنصوصُ ليست هي النصوص التقليدية التي عُرِفت فيما تداول الناس من غناءٍ عاطفيٍّ أو سواه. لكن الموسيقار ربيع عبد الماجد، الذي بدأ مسيرته باكراً ضمن فريق النادي السوداني للفنون، الذي أنتج أول ألبومٍ للغناء السياسي المقاوم لسلطة هوس الإخوان المسلمين أعداء الفنون والجمال مطلع العام ١٩٩١م، ثم مؤسساً، ملحناً ومغنياً في مجموعة ساورا الغنائية الموسيقية، تعرَّض منذ بداياته للتعامل مع نصوصٍ ذات محتوى شعريٍّ مختلف، مما قاده إلى اتخاذ مسارٍ لقدراته الإبداعية ارتبط فيه الإبداع بالالتزام السياسي، مما جعله ملحناً ومؤلفاً موسيقياً ومغنياً ذا لونيةٍ خاصة.
ومن ناحية أخرى، فقد ساعدته دراسته للموسيقى في كلية الموسيقى والدراما في شحذِ أدواته الحرفية الجمالية وتعميق تجربته، مما وسَّع من دائرة نشاطه الإبداعي، فقد قدَّم المقدِّمات التصويرية للبرامج الإذاعية والتلفزيونية والأعمال الدرامية والمسرحية، ومنها بعض الأعمال المسرحية باللغة الإنجليزية للكاتب المسرحي عفيف إسماعيل، التي أنتجت بغرب أستراليا، منها مسرحية «ابن النيل» للأطفال عام ٢٠١٢م التي أنتجتها جامعة ميردوخ بغرب أستراليا، ومسرحية «ثلاث بذرات»، التي أنتجتها شركة “فنانون عاملون المسرحية» في عام ٢٠١٤م، ومسرحية «دوائر العودة»، التي أنتجتها شركة «أبنوس» المسرحية في عام ٢٠١٦م.
لقد انتقى الموسيقار ربيع عبد الماجد بعض قصائد الشاعر عفيف إسماعيل في ألبومه الأول «محنة الجلاد»، وألبومه الثاني «بيوت الطين»، وقدَّمها في صورة تنمُّ عن قدرة موسيقية فائقة في التعامل مع الشعر والألحان.
نفَّذ الموسيقار ربيع عبد الماجد معظم أعماله على البرامج الإلكتروني المعروف «Finale»، مع إضافةٍ حيَّةٍ لآلة العود وبعض الإيقاعات، أغناه برامج «Finale» عن الاستعانة بآخرين في تنفيذها، للتحايل الإبداعي للتغلُّب على الظرف الحاذق الذي فرضته السلطة الإسلاموية الغاشمة في تسليع الفنون، كاشفاً عن تمهُّره في مجال التأليف الموسيقي والتوزيع، واستطاعته تقديم ألحانٍ يمتزج فيها المزاج الخماسي بما درسه من علوم الهارموني والكاونتربوينت وشتى تقنيات التوزيع الموسيقي الأكاديمي.
احتفاءً بهذه الثنائية في عشق الحياة والوطن والأنغام والحروف، وفي المشتركات الإنسانية والإبداعية الفكرية، لقد ضمَّنَ الشاعر عفيف إسماعيل كلَّ نصوصه باللغة العربية الفصحى التي تغنَّى بها الموسيقار ربيع عبد الماجد في هذه المجموعة الشعرية، وهي:
«صباحٌ مفخخٌ، ووصية الشهيد، والجنرال فرعون، وحزن، ودوامات التجاعيد والريح، ومحنة الجلاد، والغياب، وحلم، وبيننا بستانٌ، والصفحة الأخيرة».”
وجاء ايضاً في مقدمة الأستاذ عبد الله محمد عبد الله للكتاب:
“بين يدي القراء هذه المجموعة من أشعار الشاعر عفيف إسماعيل، وهي تقدِّم ملمحاً خاصاً في التجربة الشعرية لمبدعٍ متعدِّد المواهب، فهو شاعرٌ و كاتبٌ، كما هو مؤلِّفٌ مسرحيٌّ. و اللغة في أشعار عفيف إسماعيل تتَّسم بالدقة و السلاسة، و تنأى عن التعقيد ، مما يضفي على صوره وضوحاً و ألقاً.
يجول الشاعر عفيف إسماعيل بقلمه في مساحاتٍ واسعةٍ من همومه الإبداعية و السياسية، ويطرح رؤيته في شتَّى المجالات. فمن الهموم السياسية العامة، إلى أحاسيسه المفعمة بحبِّ الوطن وحبِّ الحياة و الانحياز الى الفقراء والمتعبين، إلى قضايا الثورة ونضال الشعوب السودانية في مواجهة دكتاتورية الإسلامويين «1989-2019م»، التي التهمت عقوداً ثلاثة أفْنَت الآلاف من المواطنين الأبرياء في مختلف بقاع الوطن، يقف شاعرنا شاهداً على ذلك كله، ومشاركاً بقلمه ونشاطه اليومي. والشاعر عفيف بانتمائه السياسي ونشاطه اليومي خلال وجوده بالوطن إلى بداية عام 2001م، وعَبْرَ اغترابه القسري الطويل، الذي فرضته عليه وعلى أسرته مخالب الانقلابيين الإسلامويين ودكتاتوريتهم البشعة، ظلَّ مهموماً بما تحمله هذه المجموعة من قصائده، التي تُعَبِّر عن موقفه الثوري بلا مواربة. والثورة عند الشاعر عفيف إسماعيل هي نضالٌ متَّصلٌ تقوم به الجماهير ضد الطغاة، وليست هبَّات عفوية، هي طريق إلى النصر تحفّه أجساد الشهداء، وتحلِّق فوقه أرواحهم ونبضات أحلام رفاقهم وآلامهم، ولذا فإنَّ أشعاره لا ترتبط تاريخاً بانتفاضات 2013 و 2015 و 2018م فحسب، بل وما بينها مما تكثَّف من اعتقالات وسجون وتضحيات يومية بذلتها طلائعُ الشعوب السودانية، وهو يتخذ موقفاً متَّسقاً في الوقوف إلى جانب الثوار الذين «لا يخشون الهزيمة» و«خلف أعمارهم الشاحبة وأجسادهم النحيلة تختبئ الشموس»، إنهم أولئك الذين إذا زُجَّ بالواحد منهم في زنزانة هي «أضيق مما تبقى من عروةِ ياقةٍ في قميصٍ متسخٍ» سرت روحه إلى شوارع تحتشد بالأناشيد والهتاف، وركضت مغسولةً بالبرق والريح»، ودفاعه عن حقوق الفقراء و المتعبين.
تختصُّ هذه المجموعة الشهيد الأستاذ «محمود محمد طه» بقصيدتين، وليس هناك ما يمكن أن يقف دليلاً على تقديره لذلك الشيخ الجليل، الذي اعتلى منصَّة الخلود متسامياً عن الهوس، مبتسماً ومتسامحاً حدَّ الشموخ والجسارة المبهرة، فتناسلت فكرته حول اللاعنف لتصبَّ في نهر شعوب السودان السلمية وهي تصنع ثورة ديسمبر المجيدة التي اقتلعت هوس المتأسلمين”.
والجدير بالذكر لقد صدر من قبل للشاعر والكاتب المسرحي عفيف إسماعيل: فِخَاخٌ.. وثَمَّة أَثَر، رِهَانُ الصَّلصَال، مَمَرٌّ إلى رَائِحَةِ الخَفَاء، إنَّه طائرُك، عفيف إسماعيل الأعمال الشعرية، مُسامَرةٌ من وراء المحيط، مثلما ينامُ الضوءُ بعيداً، نثراتٌ من عطرِ الغائبين، وباللغة الإنجليزية رِهَانُ الصَّلصَال ترجمة د. عايدة سيف الدولة، وايضاً عدداً من المجموعات الشعرية والنصوص المسرحية تم تخليقها ابداعياً من خلال ورشة الترجمة الإبداعية المستمرة بينه وبين والشاعرة و الكاتبة المسرحية والممثلة الاسترالية د. فيفيان غلانص منها: هذا العالم يكذب علينا.. يا أمي، وطيور يتيمة، ومن المسرحيات: والسَّاحرُ الإفريقيّ، ابنُ النِّيلِ، وثلاثُ بذراتٍ، ودوائر العودة.
إلى جانب الإنجليزيّة تُرْجِمَت متفرّقاتٌ من النصوص الشعريّة والمسرحية والمُنمنمات الحكائية للشاعر والكاتب المسرحي عفيف إسماعيل إلى الألمانيّة والإسبانيّة والسويديّة والفرنسيّة.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …