‫الرئيسية‬ آخر الأخبار مفهوم وجود المنظمات الطوعية عند الرئيس اليوغندي
آخر الأخبار - رأي - أبريل 14, 2021

مفهوم وجود المنظمات الطوعية عند الرئيس اليوغندي

سالم الامين :

موسيفيني ديكتاتوري مثل جميع القادة في أفريقيا الذين طال بهم الأمد في كراسي السلطة ، لكن تعجبني برغماتيته في السياسة ، و العمل على ترقية حياة شعبه …
تعتبر بلاده يوغندا مقرا للكثير من المؤسسات الإقليمية ، المالية منها ، و الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية و السياحية و غيرها … تتكدس في العاصمة كمبالا ، و القرى البعيدة ، و الأرياف النائية منظمات متعددة الجنسيات ، و مختلفة الأديان ،و متباينة المهام ..

عدد المنظمات الأجنبية و الإقليمية في البلاد أكثر من فرق كرة القدم ، بالرغم من حبهم للكرة . هذه المنظمات وفرت فرص عمل ضخمة للشباب اليوغنديين و لشباب اتحاد شرق أفريقيا (حيث يتيح الاتحاد لشباب مختلف الدول حرية العمل) .. و تصطدم يوميا بعشرات المركبات في كل أنحاء البلاد ببصات تحمل العديد من الوفود المختلفة ، الكثير منهم طلاب غربيون لديهم توأمة مع واحدة من الجامعات اليوغندية المنتشرة شرقا و غربا .
الميزانيات الضخمة التي تأتي بها هذه المنظمات و الوفود من بلدانها ، عملت على ثبات و استقرار سعر صرف الدولار و العملات الاجنبية لأكثر من عشر سنوات . و رفعت نسبة الحراك الاقتصادي و القوة الشرائية في السوق العام . و كذلك إنعاش سوق العقار …
يهب موسيفيني لهذه المنظمات مساحات شاسعة من الاراضي، كي تستفيد منها في برامجها و تفيد المواطن …
منظمة الدعوة الإسلامية يقودها سوداني لأكثر من عشرين عاما ، لكثرة البرامج و المشاريع التي نفذتها المنظمة في مجال التعليم و الصحة و مجابهة الكوارث أصبح صديقا مقربا ل موسيفيني و الذي منحه الجنسية اليوغندية تقديرا للمهام لانجازاته في البلاد …
قبل أكثر من خمسة سنوات قرأت حوار لصحفي يوغندي سأل موسيفيني عن تمدد هذه المنظمات و المؤسسات في البلاد ، بالرغم من معرفتهم أن الكثير منها يقوم بدور استخباراتي يتغطى بالعمل الطوعي ..؟؟؟!!
ظلت إجابة موسيفيني للصحفي محفوظة في ذاكرتي ، و ظلت مصدرا ل آزدراء تصرفات الإنقاذ التي قامت وقتها بطرد الكثير من المنظمات الأوروبية و غيرها من المؤسسات الكنسية التي كانت تعمل في السودان ، فتشرد آلآف الموظفين ، و أغلقت أبواب المنح عن آلاف الأسر في دارفور و كردفان و النيل الأزرق ، و في معسكرات النزوح في مختلف انحاء البلاد ، و خسرت الدولة ملايين الدولارات التي كانت تضخ في شرايين الاقتصاد . لم تراعي للملايين الذين يستفيدون من هذه المنظمات ، بل كانت تغلقها و تطرد موظفيها بمجرد الشكوك حول نواياها …

موسيفيني رد على سؤال الصحفي قائلا :

( نعم معظم المنظمات الأجنبية التي تعمل في البلاد لها أجندة استخباراتية ، لكن هذا لا ينفي وجود منظمات طوعية أجندتها أجندة إنسانية صرفة . لا تستطيع أي دولة أن تمنع العمل الاستخباراتي كليا عن أراضيها . لكننا نتقبل فكرة أن تعمل هذه المنظمات في المجالات التي تدعي أنها إنسانية ، فيستفيد المواطن اليوغندي من الأنشطة الظاهرية للمنظمات ، و تستفيد الدولة من ميزانيتهم الكبيرة لتسيير العمل ، و نعمل نحن و استخباراتنا على تقليل قيمة المعلومات التي يتحصلون عليها ، بل أحيانا نحدد نحن نوع المعلومات التي نريدها أن تصل إليهم . لن تستطيع إيقاف العمل الاستخباري بين البلدان لكن تستطيع أن تتحكم فيه و تطوعه لمصلحة بلادك ) .
انتهى رد موسيفيني للصحفي .. و لقد ظلت هذه الإجابة في ذاكرتي بسبب اعجابي بها و بحنكته السياسية بالرغم من مرور أكثر من خمسة سنوات على قراءتي للحوار …

السياسة هي فن الممكن . و انا اشبهها احيانا ب فن التعايش مع اعداءك أو من تفترض انهم اعداءك ، فتستطيع أن تأخذ منهم ما يفيدك و يفيد مواطنيك ، و تقلل قيمة الأضرار التي تتعرض لها بلادك ، تستطيع أن تفعل ذلك ما دامت السلطة في يدك ….

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …