الكلام المباح بين الجد والمزاح
عبدالرسول النور إسماعيل
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على سيدنآ محمد وعلى آله وصحبه مع التسليم..
الكلام المباح بين الجد والمزاح..
هل زيّن لهم المتزلفون.. ليأكلوا من الشجرة المحرمة.. شجرة الخلد وملك لا يبلى!؟
كلما طال بقاء الحاكم في السلطة ترهلت الدولة وضعفت اجهزتها وتراخت قبضتها وفسدت البطانة وانشغلت بالانغماس في متع الحياة وملذاتها واصيبوا بداء التملك.. وتفرقوا الي مراكز قوي متنافسة يكيد بعضها لبعض.. وتحاول كل مجموعة ان تتقوى بالرئيس وتثير شكوكه ومخاوفه من المجموعات الأخرى وفبركة المؤامرات وحبكها لضربها والانفراد به.. خاصة أجهزة الأمن التي توهمه بانها هي الوحيدة القادرة على حمايته.. فيصبح ويمسي وهو في حيرة من أمره وشك مريب.. فيسلم امره لها ويسلس قياده لامرها.. فيصبح حاكما بامرها ينفذ ما تريد.. فتغرقه في الفساد وتبتزه ليغض الطرف عن فسادها وظلمها واخطائها وخطاياها.. فلا يستطيع فكاكا منها واذا حاول ضربها بمراكز قوى أخرى انكشف ظهره و أضحى حملا وديعا بين ذئاب تتربص به الدوائر فيزيد انغماسه في المفاسد جميعها ويزيد بذلك ابتزازه وتخويفه فيحيط نفسه بعائلته واصدقائه واهله ويترك لهم الحبل على الغارب فيوجهونه حيث شاءوا. فيحجبوه ويحكموا عزلته فيصير لا يرى ولا يسمع الا ما يرون ويسمعون..
وبما ان طبائع الاستبداد واحدة والمستبدون ملة بعضها من بعض.. كذلك نهاية الاستبداد عندما تكتمل الهيمنة على الحاكم من بطانة السوء والفساد.. ولعل الجملة التي خرجت عفوا من الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي عندما قال مخاطبا شعبه الثائر.. (. الآن فهمتكم).. وكانت إلى جانبه زوجته ليلى الطرابلسي التي يقال انها جمعت ثروة تزيد على ثروة قارون وزوجته.. وكان المتملقون والبطانة الفاسدة يسعون لتمديد فترة ولايته! انهم كانوا لأنفسهم يمهدون! وهم اول من لبس لبوس الثورة وتقدموا صفوف الثوار دون حياء او وجل.. وكذلك الحال في الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيدا.. كانوا يريدون ان تنتهي فترة ولاية الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.. وكفي االله المؤمنين القتال ولكن بطانة السوء الفاسدة سعت لاطالة فترة حكم الرئيس المريض لمزيد من النفوذ والثراء عبر رموز من عائلته مما عجل بالثورة الشعبية السلمية الهادرة التي وضعت حدا للنظام المتداعي.. وهو نفس السيناريو الذي حدث في مصر بعد ثلاثين عاما من حكم حسني مبارك ارادوا مواصلة حكمه عن طريق التلويح بترشيح ابنه جمال.. فهاج الشارع وماج بالرغم من طمأنة الرئيس السابق حسني مبارك له بانه لا يعتزم ترشيح نفسه او ابنه بعد انتهاء ولايته ولكن سبق السيف العزل فقد قرر الشعب إنهاء المهزلة وسرعان ما انضم الانتهازيون والمستهبلون الي ركب الثوار..
اما الرقيب علي عبدالله صالح في اليمن فقد وصف حكمه الذي استمر ثلاثين عاما بانه كان رقص علي رؤوس الأفاعي حتى لدغته الافعى الحوثية السامة.. وتفرق الانتهازيون الذين كانوا حوله إلى فرقاء الساحة اليمنية وحلفائهم..
اما في السودان فبالرغم من تردي الاوضاع وتفشي الفساد كان الناس ينتظرون نهاية ولاية البشير قبل انتخابات2020م.. ولكن اصحاب المصلحة في استمرار البشير ضامنا لسيطرتهم على مفاضل الدولة سارعوا عبر المستفيدين من بقاء البشير ان يحركوا جماعات الضغط لترشيحه للانتخابات القادمة بعد ان اعلن مرارا وتكرارا عن عدم رغبته في الترشيح مما اشعل غضب الشارع فانهت الثورة العارمه حكمه قبل موعد الانتخابات المحدد.. فالطمع ودر ما جمع..( لانه مشى يتفولح جاب ضقلها يتلولح).. اما الانتهازيون والمتملقون والفاسدون فقد تقدموا صفوف الثوار والبعض من لجانه الامنية صاروا مكانه يلعنونه صباح مساء وهو قابع في السجن ولعله يردد في نفسه.. (دا درس للمستقبل! )..
وهونفس ما حدث في تشاد فبعد حكم شمولي قابض استمر إلى ما يزيد من ثلاثين عاما اخلد بتشاد إلى الارض ولم يجن الشعب المسكين الا الدماء والدمار.. الا ان النخبة الحاكمة والبطانة الفاسدة تريد مزيدا من الاستمرار لولاية الرئيس الراحل ادريس دبي الي ولاية سادسة نجحوا في تزوير نتائجها لصالحه ولكن الضحايا ومن خلفهم اختاروا ان يغيروا النتائج المزورة بالرصاص.. له الرحمة والمغفرة.. وهذا حدث سيكون له من بعده أحاديث.. وكل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده.. كما يقولون.. فهل من مدكر؟!فما اكثر العبر واقل الاعتبار!
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …