أنا علمانية
جمانة مصطفى :
هذه مرجعيتي في الحياة حين أتوه وأحتار، وحين يمسي رأيي مخالفاً لآراء معظم من أحبهم.
هذا منشور ذاتي، ليس وطنياً ولا دينياً، فليس لي أن أتحدث بلسان أحد أو بالنيابة عن أحد بمن فيهم من فقد حياته أو جزءاً منها في الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
ولأنني علمانية، لن أقف ولو لثانية مع مشروع حركة الإخوان المسلمين في المنطقة، لأنه مشروع استعماري بدوره يسعى لإقامة دولة الخلافة الإسلامية ولو ادعى غير ذلك مرحليا.
للمشروع خطابه الذي يتلون في كل بلد بحسب أوضاعها، شاءت الظروف أن يأخذ في فلسطين صفة المقاومة.
لكن مفردات المقاومة والثورة ليست من الإسلام، هناك جهاد، الجهاد ضد أتباع الديانات الأخرى.
وأنا سأقف دائماً ضد أي مشروع ديني، إسلامي يهودي مسيحي أو سيخي. لا فرق.
لذا لا أجد فرقا جوهريا بين دوافع حماس ودوافع إسرائيل في ادعاء الأحقية بهذه الأرض، في الحالتين هو وعد إلهي وواجب ديني.
فلسطين للفلسطينيين لأنها وطنهم وليس لأنها مقدسة، لكل الفلسطينيين، من مسلمين ومسيحيين ويهود ودروز وبهائيين وحتى ملحدين.
الدين ليس عنصراً من عناصر المواطنة، ولا الوطنية بالمناسبة.
وكي لا أترك مجالاً للتأويل، أنا أقف ضد الإسلاميين وليس المسلمين.
أن أقف اليوم مع حركة إسلامية يعني أن أخرس لاحقاً لضرب كوادر حماس لفتاة غير محجبة، لاضطهاد المسيحيين في غزة، لمصادرة الآراء، للإعدامات الميدانية بدون أدلة وبدون محاكمة بحجة الخيانة.
أن أقف مع حماس يعني أن أضع كل أفكاري عن دولة القانون والمواطنة والحريات الاجتماعية وحقوق المرأة وحقوق الإنسان في سلة المهملات
أن أقبل بوطن يحكمه الدين والفتاوى كمرجعيات لا القانون.
وأن أرضى بفلسطين يستبدل بها الثوب المطرز بالجلابيب والوجوه المبتسمة باللحى المتجهمة.
أن أقبل أن يكون ثمن كرامتي الأطفال الموتى.
وأن أخسر حقي بالحزن على كل هذا الدمار لأنه ثمن للنصر والكرامة.
وأنا أفضل الذل عن أن يدفن طفل في سريره تحت الأنقاض ليستعيدها لي.
ذل يرتاح له ضميري ولا كرامة هذا ثمنها.
لن أخنع لأدبيات الإخراس التي سادت مؤخرا.
أن تصبح الخيانة وجهة نظر
فليقل خيراً أو ليسكت
فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
وطبعاً السخرية والتخوين من أصحاب الرأي المخالف.
فلتكن خسارة مدوية إذا.
وأخيراً، فلسطين التي أحلم بها ستعود، وستكون حرة كقصائد محمود درويش، وكدبكة الشباب والفتيات، وديمقراطية كديمقراطيات العالم الأول، وجميلة كما يجدر بها أن تكون.
لا تحكمها تركيا وإيران وقطر عن بعد
ولا تحكمها الديكتاتورية الدينية عن قرب
هذه وطنيتي
وهذه مرجعيتي
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …