‫الرئيسية‬ آخر الأخبار الانحياز للمقصيين يعني أن نسير في طريق التغيير الثوري إلى نهاياته
آخر الأخبار - رأي - يونيو 26, 2021

الانحياز للمقصيين يعني أن نسير في طريق التغيير الثوري إلى نهاياته

علاء الدين محمود :

ما بين بخ بخ
ومرحى به
ما كل الناس بتمشي في طريق الثورة لنهاياتو المرجوة، لأنو دا طريق صعب وفجأة تلقاهو قبل عليك انت ذاتك؛ بمعنى انو حتى أكثر العناصر الثورية بتجيها لحظة تتحسس فيها موقعا الطبقي وموقفا من الدولة ومن عملية النضال، تظل الأسئلة تنقنق فوق دماغو وتمسكو الحيرة ويقوم يعبر عن دا بالقلق من المصير وفقدان الأمل، لذلك كثرين تلقاهم يقولوا انو البلد دي بالطريقة دي حتتفرتق وتصاب بالتشظي وتلحق النموذج السوري، أو أي نموذج تاني بيظهر فيهو العنف بصورة واضحة وجلية، والواضح انو أي دولة ما تقوم على وحدة حقيقية على أساس من العدالة والعيش المتساوي، لازم يحصل فيها نوع من التشظي، أي دولة بتراعي لمصالح طبقة أو مجموعة اجتماعية معينة، لكن بتجي لحظة بتصحو المطالب في الناس بالمساواة في السلطة والثروات، وبترتفع راية العدالة الاجتماعية، وبتحاصر الدولة دي، لذلك ببقى ما في طريقة رجعة للقديم، والقوى الثورية ماهي البتبتدر العنف، بل هو بكون نتيجة تراكم العنف والاضطهاد عليها، ونتاج أنو القديم عايز يقاوم ويفرض نفسو من جديد، وبالطبع القديم دا ما كيزان بس، بل كل من تضررت مصالحو وامتيازاتو التاريخية، بيحصل نوع من التحالف غير المرئي بين كل المجموعات دي من أجل إبقاء الوضع القديم مع منهج إصلاحي، لكن طبعا بكون الوكت فات والمطالب بتظل تلح وتلح.

كثير من الثوريين والمثقفين الذين كانوا يظنون أن غاية الآمال هي اسقاط دولة الكيزان، سيتفاجؤون بقطار الثورة الذي لا يريد أن يتوقف بقوة المطالب والأهداف، لذلك سيتقوفون هم عن المسير في الوقت الذي يظنون فيه أن الثورة قد توقفت، سيتقوفون لكنهم بطبيعة الحال لن يعلنوا عن مناصرتهم للقديم الذي ينتمون إليه فعليا، بل ستتملكهم الحيرة وسيصابون باليأس ويفقدون الأمل، وسيعبرون عن ذلك الموقف الذي أصابهم بالقول “إن لا فائدة ترجى”، ذلك لأن الثورة أكبر من طموحاتهم المحدودة والقاصرة، الثورة تغيير شامل وكامل وطريق طويل، سيعبرون عن خيبتهم في أنفسهم بالقول “إن البلاد ستقع في دائرة العنف”، ذلك لأنهم كانوا يبعدون العنف عن أي معادلة، لكن العنف حقيقة وتجلي وتعبير عن أزمات متراكمة ومستفحلة، لذلك لا يجب استبعاد أن عنف ما سيقع، لأن العنف الذي يعتمل في الدواخل سيخرج إلى العلن، ولكن هل هو هدم سالب بلا فائدة؟ إن جميع البلدان التي تغيرت بصورة حقيقية وشهدت ثورات عظيمة كان العنف جزء منها، وبالطبع هذا ليس من باب تمجيد العنف، بل توصيف لحقائق الأشياء والوقائع، ربما يقع العنف ويغالط الحالة السلمية، ليس لأن السلمية ليست منهجا صحيحا، بل لأن هنالك مقاومة عنيفة لها، بالتالي سينتج العنف من خلال ذلك الاستقطاب، ولكن حتى لو تعرضت بلادنا لموجات من العنف سنين عددا، فإن تلك الموجات لابد وأن تقود لواقع جديد ومختلف عن القبيح السائد.

في قضية فض المتاريس، ذكر لي أحد الأصدقاء أن هنالك أمنجية مندسين وسط الثوار، وأن هنالك من يريدون أن يستخدموا العنف، ولقد أصيب بخيبة أمل عندما أوضحت له أن من المهم أن نفرق بين أمنجية وعصابات ومجموعات عنيفة، فالأمنجية هم ضمن النظام القديم وهم أعداء الثورة، لكن المجموعات العنيفة هي تيارات لا نستطيع أن ننفي عنها صفة الثورية، ربما استخدموا الوسائل الخطأ وغير السلمية في اللحظة الآنية للثورة لكن لديهم قضية ولديهم “شوف” خاص بهم، وهذا الأمر يتوقف على قضية أخرى في غاية الأهمية، وهي ضرورة الاشتغال والعمل وسط الثوار في الشوارع، وليس الابتعاد عنهم وإدانة أفعالهم، لأن العمل وسط الجماهير من أجل التنظيم هي قضية ضرورية وملحة، وستذوب الجماعات العنيفة بفعل رؤية مقنعة وتنظيم قوي متماسك، فيما يجعل البعض يتبنى العنف هو الخوف من ضياع الثورة.

لا يوجد ما يجعلنا نفقد الأمل أو نجنح نحو التشاؤم، فلابد من اليقظة والاستعداد لأسوأ المواقف، ولابد أن نضع في الاعتبار أن الردة ليست ممكنة، وأن عودة بلادنا إلى الطريق القديم مستحيلة، وعلينا جميع تقع مسؤولية إقامة دولة على أنقاض كل القديم وعلى منظور جديد للعلاقات على أساس العدالة.
إن الانحياز للمهمشين والمقصيين يعني أن نسير في طريق التغيير الثوري إلى نهاياته وغاياته

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …