آخر الأخبار - رأي - يونيو 26, 2021

كنداكات بلادي

احمد على البشرى :

ما بين لذيذ وطلمبة في شارع عبيد ختم وكلية الطب

نادم أنا شديد الندم بأني لم أحكي هذه القصة من قبل، لكن الحمد لله ذكرتني إياها رحاب أحمد عمر يعقوب التي أحرزت المركز الأول في شهادة مرحلة الأساس بولاية كسلا، لا أريد أن أطيل في المقدمات سوف أحكي القصة مجردة.
كنا يوماً ما نتعشى في مطعم لذيذ بالعمارات شارع (1) وبصحبة أخواني المرحوم عز الدين خضر وأسامة الجعفري فأتتني بنت صغيرة في الصف الثالث (أساس) تحمل دببة صغيرة تعلق في زجاج السيارات للزينة فقالت لي: أشتري مني دب لعربيتك وقبل أن أسأل عن السعر قالت لي ثمنه خمسة جنيه لكني بجاملك وبديك ليه بأربعة اتفقنا أن نشتري منها 3 قطع بشرط أن ندفع للقطعة الواحدة 10 جنيه ورغم فرحها ردت علي أخي عز الدين خضر عليه رحمة الله (لا، لا أنا ببيع ما بشحد) فرد المرحوم بلباقة نحن حندفع عشرة لأن الدب بستاهل عشرة جنيه، فرضيت ودار بيني وبينها الحوار التالي:
أسمك منو؟
أسمي فلانة
ساكنة وين؟
الثورة الحارة 15
بترجعي كم؟
الساعة 11 – 12
بترجعي كيف ومع منو؟
برجع مع أختي وكداري لحدي العربي وبنركب حافلات الشنقيطي
وأختك وين؟
هنالك قاعدة جنب الدكان داك بتذاكر لأن بكرة عندها امتحان
أنت في المدرسة؟
ايوة أنا في سنة ثالثة وأختي في سادسة
ما صعب تشتغلوا بالليل وتقروا بالنهار؟
أحسن من نبقى شحادين
ولقد صادفتها كثيراً جداً في لذيذ، وكل ما اشتري منها دب تضحك وتقول لي أنت داير تربيهم، وأشهد الله أنها كانت في غاية البراءة والجمال رغم البؤس والتعب الذي يبدوا عليهن ولما أسألهن عقب كل امتحان كانت إجابتهن (جيت الأولى على الفصل) وعندما انقطعت عنهن لأسباب لا أعلمها كانت واحدة في سنة خامسة والأخرى في سنة ثامنة.
وفي يوم ما وبعد سنين عدة وكنت قد تزوجت وأنجبت أبنتي سارة كنت مع أخي احمد حمزة Ahmed في شارع عبيد ختم وأراد أحمد أن يزود سيارته بالوقود وبعد أن خرجنا من محطة الوقود (الطلمبة) لمحتها فطلبت من أحمد الوقوف لكنها رأتني فركضت نحوي ووسط دهشة أخي احمد حمزة بادرتني أتذكرتني يا أستاذ ياسر رديت سريعاً ايوة يا فلانة، أنت لسع بتبيعي الدببة ضحكت وردت يا زول وين بقيت أبيع المناديل ومعطر السيارات وووو أها والمدرسة واصلتي ردت بسرعة ايوة أنا في سنة رابعة طب الخرطوم، يا سلام أها وأختك؟؟ أختي برضو أتخرجت من طب الخرطوم واسع في مستشفى بحري التعليمي يعني خلتك براك في التجارة ضحكت وقالت ويييين يا أستاذ ياسر،، نجن بدري علينا لسع عندنا أختين في المدارس.
ودعتها والعبرة تخنقني ولم تنهي دهشة أخي أحمد بعد أن قصصت عليه قصتها.
حتماً هي سوف تكون الآن طبيبة ملء السمع والشوف، وأتوقع أن تكون شاطرة، فالإنسان الذي يصنع قدره بعرق جبينه، لن يتنازل عـن كمال هذا القدر.
ثلاث كسرات >>>
1- أحمد حمزة Ahmed أن شاء الله تكون متذكر اليوم دا،
2- لم تخيب حواء السودانية ظني إطلاقاً، رغم شظف العيش،
3- أنا متأكد أن بطلة هذه القصة تذهب يومياً إلى سريرها مرتاحة الضمير وتنوم ملء جفونها فهل يستطيع أن يفعل مثلها سارقي قوت الشعب السوداني رغم وثارة مضاجعهم.
ولنا عودة

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …