هواء طلق .. لن تفلتا من العقوبة والعدالة وإن استعنتما بأصدقاء في اوراونوس وعطارد

فتحي البحيري:

عندما يتمادى مجرم قاتل في نشدان الافلات من العقوبة كل هذا التمادي فانه يثبت أن ثمة فساد في عقله وعقيدته مفاده الظن الآثم الغبي ان الله لن يقدر عليه وكفى بتلك مصيبة ستورده في اخر الامر المورد الذي ظل يحاذر … بارتياح … وبالموسيقى كما يقولون.

حالة الغباء المستحكم هذه تبدو اشد وضوحا عندما نتبين ان هذا التمادي البائس اليائس الاخرق اختار ان يشتغل في تضاد مع حركة الثورة السودانية ..تلك الحركة التي أدرك القاصي والداني والاحمق والقطن انها غير قابلة للتحكم والاستيعاب والتوجيه .. وبالتالي اختار هذا التمادي منذ البداية ان يفشل.

وأسوأ ما فعله قتلة السودانيين بأنفسهم هو انهم وضعوا أنفسهم منذ البداية في فلك اسمه فقدان القدرة على الإنكار … فالقتل السخي للمحتجين السلميين منذ 25 اكتوبر وحتى الآن هو عجز عملي للانقلابيين برهان و حميدتي على إنكار التهمة فيما يتعلق بمجازر 3 يونيو 2019 والتورط في ابادات منهجية جديدة في دارفور عجز عملي على انكار التهمة فيما يتعلق بتهمة الابادات القديمة وهكذا

على ان الملمح الاوضح على فقدان القدرة هذا على الإنكار يتجلى في لجوء حميدتي إلى إلباس كل من استطاع الباسه زي الدعم السريع من أهله ومحاسبيبه وموظفيه ومعارفه وأطفاله والظهور بهم يوم العيد … كأنه يريد أن يقول أنني أكبر بكثير من ان تتم مقاومتي واسقاطي … وأن جنودي وجنجويدي عصيون على الحل كما يطالب الثوار .. ولأن حميدتي ليس له أدنى إلمام بعلم اسمه التاريخ … التاريخ الواااحد دا. .. فإنه لا يعي انه قد حرر شهادة وفاته السلطوية والسياسية بهذا الحشد الذي سوف تتسارع تداعياته ونتائجه السلبية الكارثية باعجل مما يتوقع هو ومستشاروه الأذكياء المخلصون كثيرا

وزيادة على ذلك فإن سوء الطالع القرآني أبى الا أن يلاحق الصور التي تم بثها .. فهي لا تحاكي إلا مشهد فرعون إذ خرج على قومه في زينته ومشهد كفار قريش الذين خرجوا يطرا ورياء الناس وفي كلا المشهدين لم تكن العاقبة واللحظة التالية سوى الهلاك النهائي الجذري المدمر