هل نحن أمام نموذج علوي سوري في السودان؟؟

بشرى احمد علي:

من الممكن حدوثه ولم لا؟؟
لا يمثل العلويين اكبر طائفة في سوريا ولكنهم نجحوا في حكم هذا البلد المتنوع الثقافات والاعراق والسبب لأنهم رفعوا شعارات القومية العربية والتي كانت جاذبة في ذلك الزمن…
لعب العلويون على تناقضات المشهد العربي..
وقفوا مع إيران ضد العراق
ووقفوا مع أمريكا ضد العراق في حرب الكويت..
استخدموا القومية العربية ضد الأكراد..
ثم العلمانية ضد الاخوان
سيطر العلويون على مفاصل الدولة مثل الجيش والامن والمخابرات، ولكن نجاحهم الأكبر برز عندما منحوا (السنة) تسهيلات تجارية جعلتهم يحسون بأنهم جزء من الدولة
لكن الخطر الذي هدد دولتهم ظهر عندما أصبحت الأقلية هي الدولة..
فتحولت صورة الرئيس حافظ الأسد وأفراد أسرته الي مستقبل لحكم سوريا..
لكن الجنرال حميدتي والطامح لحكم السودان لا يملك مخزوناً ثقافياً او كاريزما مثل آل الأسد، وهو يدشن المرحلة الحالية في ظهور أبناءه وهم في صلاة العيد وبزي قوات الدعم السريع ،لكن يبقى القاسم المشترك مع آل الأسد هو هذه الصورة، ولا تخفي الصورة الاحتشاد القبلي والسمة الجهوية التي اربكت الصورة ،لذلك يُمكن ان يتحقق حلم حميدتي بحكم السودان ولكنه سوف يكون دولة داخل دولة
يسيطر على الثروات والمعادن السودانية
يبايعه قادة القبائل واساتذة الجامعات
يهدم الهيكل المدني للدولة السودانية ليبني عرشه الخاص القائم على مبدأ شراء الذمم والنفوس..
ولكن حتى هذا الحلم تعترضه بعض الاعاصير، فلا زال حميدتي هو رجل المليشيا الذي لا يثق الا في قبيلته، وقد ارتكب خطأً فادحاً عندما تحالف مع روسيا، وهو يزحف نحو السيطرة على الدولة السودانية ولكن بنحو مكشوف، فلو انهار الأمن والسلام في دارفور سوف يصبح مصير حميدتي مثل مصير ابليس عندما نهاية الدنيا، وقد طاردته الملائكة وهو يحاول البحث عن قبر سيدنا آدم ليسجد عليه لعله يتدارك خطأ رفض السجود لآدم عندما أمره الله بذلك..
الدولة المدنية التي يحاول حميدتي هدمها هي التي أعطته المشروعية والحماية، ولو سقطت سوف يسقط معها وعليه فرض سلطته كرجل قبيلة وليس كرجل دولة كما يفعل الان.