أحمد ضو البيت وغيابه القسري عنا

فاروق عثمان:

حكاية لم تبدأ تفاصيلها بعد،ورواية ستُحكي يوما للأطفال القادمين من جرح المعاناة ورحم الأنين،مازال يمارس تطوافه الجميل علي جنبات الروح،فيوقظ وسن الذاكرة،من ثباتها اللحظي ،ويصحي فينا عزم النضال،إبتسامته الوضيئة تداعب متاريس الحزن وتنسف عوائق المستحيل،تمدنا بزاد للطريق وتفتح لنا ضياء للأمل ومسارات للمضى في زمن الزيف وأنتكاس المبادي وسقوط الرفاق عن قطر مشروعنا المضني والمنهك والطويل.
هو يخترق مسام ذواتنا ويصل جذر الروح،فيضرب عميقا في تربة أحزاننا وطمي فقدنا له لتنبض أزهار الأماني ويفوح عبق الأمل من بريق عينيه الجميل،ضوء البيت وجع التوقع ونحيب الإنتظار دموع المشاوير الرهق وبكاء الرفقة المرير.
ضو البيت فتي من دمانا تبعثر في فضاءات الرحيل،بيد أنه لم يمضي لضفته الأخري،مازال يسبح بعناده في يم الطريق،متأرجحا في حبال الذاكرة وشادا علي أوتار التذكر، ستصل يا صديقي نحو ضفاف وعيك ومرافي إنتظارك وحلمك المستحيل،وسنتفيأ معك ظلال الأرخبيل،أرخبيل ذات المشروع،الذي خبأته من عين الجلاد لتعطيه لنا،لهم وللصغار القادمين،ضوء البيت وجع ينكأ خاصرة بحثنا، وجرح يتاور ألمه عصب الذاكرة،يتأرجح فينا بين التمني واليأس،ويمارس سطوة وجوده رغم الغياب،أحمد ضو البيت مازلت فينا، في ذات بهاءك،قلقك النبيل،شاربك المميز،ودخولك اللطيف،تقتحم المجالس فتحيل الصمت ضوضاء،والسكون صخب، والجمود فعلا وإبداع،وتفارق مشروعنا في صمت مريب،ضوء البيت يا وجع الحروف ،وبكاءات الرفقة،ودموع الفراق،ستظل فينا ذاك الانسان،كامل الإيمان بقضيته شجاعا،مهابا،خطيبا مفوها،وصاحب كاريزما قل أن تجود بها الأيام،مازلت أتحسس موقعك في براحات الروح وأزقة الوجدان فهو خاو وليس من أحد له شرف أن يملأ هذا الفراغ إلا أنت.
اخبرك يا صديقي أن الرفاق ذات عجلة حكموا سريعا ومضوا بأسرع منها، ولكن سأصدمك أنهم لم يسخروا بعضا من نفوذ لمعرفة أين انت ويعيدوك لنا جسدا أو رفات.
المهم يا مان
سلام لك أينما كنت وحيث ما كنت وكيف ما كنت،وستظل معنا دائما أنيقا جميلا ،ثوريا صادقا ومفكرا وسنقريك السلام.

صديقك دائما وأبدا
فاروق عثمان
أو آفريقا كما قولك.