‫الرئيسية‬ آخر الأخبار قوش والنصري وست الدار
آخر الأخبار - نوفمبر 6, 2022

قوش والنصري وست الدار

جعفر خضر:

دعا فنان الطمبور محمد النصري إلى عودة مدير جهاز الأمن الهارب صلاح قوش إلى الوطن، ‏ووعد بالغناء في حفل استقباله !!
تجيء هذه الدعوة، بوعي من النصري أو دون وعي، في إطار العمل المنظم من الثورة المضادة لإعادة العهد البائد، سبقتها عردة لرئيس الوزراء المخلوع محمد طاهر إيلا، ودعوات إخراج المجرم نافع علي نافع من السجن، وإرجاع نقابات الكيزان … الخ
كان يتوقع المرء من فنان بجماهيرية النصري الذي يمتلك رصيدا من جميل الأغنيات أن يكون له القدر الكافي من الوعي والانحياز لثورة ديسمبر والوطن، الذي يجعل لسانه يعف عن الولوغ في هذه الدهاليز النتنة !
لقد ظل مدير جهاز الامن صلاح قوش يتقرب للفنانين والشعراء والرياضيين ضمن خطة جهاز الأمن في زمنه ، ليزين بهم وجه جهازه الملطخ بدماء الأبرياء. كانت هذه المحاولات دائما لا تنتهي بتطهير الجهاز او مديره قوش، وإنما تنتهي دائما بتلطيخ سيرة وصورة الفنانين والشعراء والرياضيين.
ألا يدري الفنان محمد النصري من هو صلاح قوش؟ أم هي عصبية الجهة والقبيلة؟ تلك العصبية التي ستورد بلادنا موارد الهلاك..
‏ إن هذه العصبية البغيضة تتناقض مع غناء النصري نفسه، إذ أن أغنية ست الدار، تناولت الخوف على هزيمة هذا التنوع السوداني الجميل :
يا خرطوم وينك وينك
يا خرطوم شن شب وقلبك وسلبك
بجتك .. زنجك.. نوبتك .. عربك ؟
فكيف يتنكر النصري لهذا وتدفعه القبلية لمناصرة هذا السفاح القاتل، الذي سام الشعب السوداني سوء العذاب على مدى ثلاثين عاما، ولا يزال يعبث بالوطن من وراء ستار..
ألا يدري النصري أن الذي يجول بخاطر مستمعيه وهو يتغنى :
أسبوعين عشناهم جوه ..
أسبوعين زادننا قوة
يجول بخاطرهم السجان صلاح قوش الذي ظل يزج بالمعتقلين “جوة زنازينه” أسبوعين او شهرين أو سنتين ، هذا إذا كان الشخص محظوظا ولم يبعث به إلى الآخرة جراء التعذيب أو برصاصات في الرأس .
ألا يعلم النصري أن قوش يندرج ضمن قائمة قدمت إلى مجلس الأمن تضم 17 شخصا يعتبرون من أهم الشخصيات المتهمة بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور وقد تورط قوش وحكومة الإنقاذ في تسليح ميليشيات الجنجويد، أي انه احد صناع هذا الخطر الجنجويدي الماثل.
إن قوش، الذي يريد النصري أن يتغني له، قد قتل المواطنين واغتصب النساء والرجال وعذب المعارضين في بيوت الأشباح..
وهو إحد أعضاء اللجنة الأمنية المسئؤولة مباشرة عن شهداء ثورة ديسمبر، بما في ذلك شهداء مدينة كريمة : أحمد صلاح ابو ريش، وعثمان سليمان اللذان استشهدا بطلق ناري في الرأس بمدينة كريمة في يوم ٢٠ ديسمبر ٢٠١٨ م، فلماذا ينحاز النصري للقاتل ويولي وجهه عن المقتول؟

ست الدار تتوهدبي ليه
ام الناس تتوهدبي ليه
وديلا جماعة السي اي ايه
تعرفي ايه السي اي ايه؟؟

هل يعرف النصري ان صلاح قوش كان عميلا لوكالة المخابرات المركزية الأميركية سي اي ايه. وقد اعترف وزير خارجية الإنقاذ مصطفى عثمان إسماعيل بتعاون حكومته مع الولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب، وأكد أن هناك تعاونا استخباراتيا بين واشنطن والخرطوم. وأن هذا التعاون أدى إلى فتح مكتب اتصال خارج السفارة السودانية في واشنطن، للتنسيق بين جهاز المخابرات السوداني والسي اي ايه.
إن الذي يؤكد ولوغ قوش في العمالة حتى أخمص قدميه هو اعتراض السي اي ايه بشدة على إدراج اسم قوش ضمن المتهمين بارتكاب «جرائم حرب» في دارفور!!
ومن المفارقات أن السي.آي.إيه ، سيئة السمعة، خشيت على سمعتها من تعاونها مع قوش، إذ تعرضت إلى حملة إعلامية في الولايات المتحدة، إلى الدرجة التي جعلت مدير السي اي ايه يتراجع عن عقد اجتماع مع قوش حين زار واشنطن. لكن النصري جاهز للغناء لقوش والتمردغ في الاوساخ .
كان قوش هو المرافق اللصيق لأسامة بن لادن خلال وجوده في الخرطوم طوال النصف الأول من تسعينات القرن الماضي، وهو الذي ساعده على إنشاء مشاريعه التجارية والمالية.
وقد طلبوا من اسامة بن لادن الخروج من السودان، وقد وصف بن لادن لاحقا ما يحدث في السودان بأنه مزيج من الدين والجريمة، قبل ان تتخلص منه الولايات المتحدة بعد استنفدت أغراضها منه. وقد سلموا كارلوس لفرنسا، وسلموا آخرين لمصر وغيرها.. إن قوش وجهاز أمنه شيمتهم التنكيل بالخصوم والغدر بالرفاق.
إن قوش لا كرامة له فقد اعتُقل في عام 2012 بتهمة المشاركة في محاولة انقلابية وزج به في السجن، ثم أُفرج عنه بعد عام، وواصل نائبا برلمانيا عن المؤتمر الوطني، ثم اعيد مديرا لجهاز الأمن في 11 فبراير 2018، وهو يقبل طائعا أي منصب، ولا يستطيع ان يقول لا .
ويبدو ان البشير في فبراير 2018 قد تعلق به كما يتعلق الغريق بالقشة، ليسقطا معا في أبريل ٢٠١٩م، وقد سهل البرهان وحميدتي هروب قوش، شريكهما في الانتهاكات، خارج البلاد.
إن قوش ليس عميلا لأمريكا وحدها، وليس مزدوج العمالة بل متعددها ، فقد رفضت السلطات المصرية تسليم قوش بعد الثورة ، وهو يقيم في القاهرة بصفة رسمية تحت رعاية المخابرات المصرية، وفي جعبته كم هائل من المعلومات بحكم موقعه السابق!!
كما أن هنالك معلومات – حسب رويتر – بأن قوش أجرى في الأيام التي سبقت سقوط البشير مكالمة واحدة على الأقل مع مسؤولين في المخابرات الإماراتية، لإخطارهم مسبقا أن التضحية بالبشير صارت لا مناص منها .
ست الدار تتوهدبي ليه
وديلا جماعة السي اي ايه
إن أكبر خطر يهدد هذه البلاد هو العودة إلى الانتماءات الاولية والتعصب لها، وهي التي تجعل فنانا يناصر سفاحا، فقط لأنه ابن منطقته، أو ابن قبيلته.
إن ثورة ديسمبر العظيمة، التي قدم شبابها التضحيات الجسام والبسالات العظام، قد نبذت العنصرية إلى الأبد وأكدت على أن الاصطفاف الآن يقسم الناس إلى فسطاطين : أنصار ثورة الحرية والسلام والعدالة، الداعين للمواطنة التي لا تفرق بين المواطنين على أساس العرق أو الدين أو الاثنية أو النوع أو أصيل وغير أصيل، من ناحية ؛ وأنصار العهد البائد الفاسدين الذين يفرقون بين الناس ويريدون العودة بهم إلى عصور لا تليق.
ويبدو أن النصري قد اختار قوشا، لكن الثورة مستمرة ومنتصرة وفجر مدنيتها قد أوشك . ونبشر النصري بأنه لن يغني لقوش داخل هذه البلاد، لأن قوش من فرط جبنه لن يعود إلى السودان ..

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …