الاحتباس السياسي
د. محمد صديق العربي
كثيرا ما نسمع مؤخرا بالاحتباس الحراي او ما يعرف ب Global warming وعُرِف على انه ارتفاع درجات حرار ة الكرة الارضية خلا ل قرن حوالي 1.5 م° مما كانت عليه من قبل ويعود ذلك إلى النشاط البشري الذي يعد المسبب الأكبر بعد الثورة الصناعية خلال المائة عام المنصرمة والكثير من التعريفات والاسباب والآف البحوث كُتِبت ونشرت وقدمت عنه وعن تداعيات ارتقاع درجة حرار الكرة الارضية ونسب اليه كثير من العوامل البيئية من حرائق غابات وفيضانات واعاصير وجفاف وكوارث زراعية وحتى حدوث الامراض الوبائية وانقراض كائنات حية وتعقد وتنحل له المؤتمرات وتدابير وتحذيرات وسياسات اخرى.
كان نصيب السودان من الاحتباس الحراري باضافة احتباس اخر خلال هذا القرن باحتباس سياسي وكما ان نتاج النشاط الصناعي وانبعاث الغازات فى الغلاف الجوي كان مسبب الاحتباس الاول، كان فى السودان نتاج نشاط المنظومة العسكرية فى الحكم وما يقارب المائة عام اذ ما قدر لمواصلة العسكر فى حكم السودان لفترة مقبلة سيكملون المائة عام الاحتباس الثاني،وتداعيات ذلك الامر التناحرات السياسية وغياب الخطابات العقلانية وانبعاث غازات سامة فى الحياة السياسية والتكتلات التاريخية والثأرات القديمة فما ان تتشكل مجموعة والا سؤل عن من فيها حتى يحدد الاطراف او الطرف الاخر الى اي جهة سيكون موقعهم ومثال لذلك وباختلاف المواقف حزبي الامة والشيوعي والى ان تقوم الساعة لن يكونا فى طرف واحد وان حدث سيكون كارثي وانشغال بالمشاكل داخل الائتلاف المكون.
قطعا لا ندعم طرف على اخر ولكن تداعيات الحكم العسكرى ولد هذا العداء التاريخى والامثلة طويلة ولكن نحن كسودانيون مالم ننظر الى حالنا البائس ونتالم لما يحدث وما سيحدث سوف تستمر هذه التناحرات واضيف اليها مؤخرا تناحرات اقليمية ومناطقية وايضا طفحت جراء الحكم العسكرى وانتشار ثقافة القتل والتهجير وفكرة استئصال مجموعة واحلالها بمجموعات اخرى وحتى أصبحنا مضرب مثل للدول الفاشلة والبائسة ومن اسوأ دول العالم من حيث العيش واقلها رفاهية لشعبها وساكنيها.
الناظر الى العالم يجد ان معظم الدول تخطت مسالة اكتمال البنى التحتية وخاصة خلال الخمسين عام المنصرمة فلم تعد كثيرا من الدول تحتفل بسفلتة طريق او اعادة السفلتة ولا حتى افتتاح جسر يربط بين ضفتى مجرى مائي ضيق وانطلق العالم بابتكارات التكنلوجيا والتى تعمل على خدمة ورفاهية شعوب العالم وبيعها وتيسيير الحياة بدلا من استصعابها وتسعى الحكومات المنتخبة الى تقديم افضل الخدمات الى مواطنيها وزائريها والاستمتاع برحلة العمر، وها نحن نجابد الامرين بحياة ضنكا ومشاهد تفزع وتستفز المشاعر كتخريج حديثي السن والقصر فى ما يسمى بالدعم السريع مؤخرا ولو عرضت الكاميرات الناقلة للحدث صور مقربة من الخريجين لشاب لها الراس ولكن الاحترافية فى نقل الحدث جعل الامر يبدو تخريج رجال بالغين ولكن الاعلام البديل ومن خلاله شاهدت لقطات لمجموعات تحتفل بتخرجها على ايقاع ورقص قبلى ينتمى لها قائد المجموعة وللاسف اكبرهم لا يتجاوز ال15 عام ومن هم فى سنهم لم يبارحوا فصل الدراسة فما بالك بتعليم جامعى وبالتالى مازال مسلسل التجيش مستمر بتخريجات مماثلة لمليشيات اخرى وتكوين مليشيات جديدة والاستعداد لحرب قادمة والمستفيد الاو ل منها عدو خارجي ودمار داخلي.
د.محمد صديق العربي
17نوفمبر 2022م
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …