متى تبلغ النملة؟
د. محمد صديق العربي:
نشأ وعرف عنه بانه انسان بسيط العقل ولم يكن يُعرف فى زمانه بمدارس ذوي الاحتياجات الخاصة ولذلك لم يكن له نصيب من التعليم وكان مبتهجا ومسرورا على الدوام ولا يعبأ لامر فى هذه الدنيا ولا يعرف اكثر غير الذي يسمعه فى مجالس القوم فى السوق او مسجد الحي ، كان يُرسل الى دكانة الحي او السوق وبالتكرار فقد تعلم كيف ينجز المهمات واحيانا تكتب له قصاصة ورق ويبلغ بها مراد مرسلها ومستقبلها، فقد سمع عن الشيخ فلان الذي يفتى على المذاهب الاربع وجمعته به الصدف وكان لابد ان يدير معه حوارا عله يستفيد من الشيخ وتكون محور حديثه فى مقبل الايام القادمة ولكنه كان لا يعلم اكثر من الذي اتاحه له مجتمعه وظلم القائمين على امور عامة الناس وفكر وقدر ثم سأل الشيخ سؤال قد يبدو مستعصيا على الناس ويجدوا عنده الاجابة فقال يا شيخنا متى تبلغ النملة ؟
فى خلال اليومين السابقين تواردت اخبار متتالية من وزارة مالية الحركات المسلحة برفع الدعم كليا عن الدواء ولا حاجة بعد اليوم بما عرفت بالامدادات الطبية والتى تجاوز عمرها الثمانين عام وبالطبع انعاكسات الامر سوف تكون كارثية على مواطن اتعبته جبايات مالية تحرس كرسي وزيرها من فوهات البنادق والامر الثاني توقيع اتفاقية قرض بقيمة 15 مليار دولار لانشاء خط سكك حديد بورتسودان – ادري ولا احد يعلم تفاصيل هذا الاتفاق ذو القرض المالى الكبير الذي سيدفع كلفته السودان ولاجيال قادمة او حتى اذا كان المشروع ممول بنظام البوتB.O.T ، يجب ان توضح كل التفاصيل وكيف لشركة عالمية المخاطرة بدفع اموال طائلة مثل قيمة المشروع في بلد غير مستقر وخاصة خط السكة حديد يربط اكثر اقاليمها اضطرابا وانتشارا للسلاح ، وتاريخيا حتى سفلتة الطرق او ربط بشبكات الاتصال في الاقليم كانت لا تتم اما باختطاف الاليات او قتل المهندسين العاملون باي مشروع داخل الاقليم وكما ان اتفاقية القبيلتين فى الاقليم لا تخدم كافة مواطنى الاقليم وهي مرفوضة كليا من داخل وخارج الاقليم.
اقليم دارفور والذي تزيد مساحته عن العراق والمغرب وسلطنة عمان وسوريا وتونس والاردن والامارات وفلسطين وجيبوتى والكويت وقطرولبنان والبحرين ويقارب مساحة فرنسا والصومال وهو ربع مساحة السودان الحالية – حوالى 495 الف كيلومتر مربع وتعداد سكان الاقليم اكثر من كثير من الدول العربية ايضا وعلى سبيل المثال قطر والبحرين وجيبوتي ومورتانيا والكويت وفلسطين وبذلك يعكس امكانيات الاقليم البشرية وايضا يتجلى ذلك فى كثرة عدد الحركات المسلحة بالاقليم وكما ان حدود السودان المفتوحة تزيد من تعقيدات الاقليم والحرب الاهلية بالاقليم ومنذ عشرين عام سابقة والتدخلات الخارجية وتجهيل العامة من ابناء الاقليم او استضعافهم من قبل حاملى البندقية وبث خطابات الكراهية بان سبب تردى اوضاع الناس بالاقليم نتيجة سياسات الشريط النيلي وليس كنتاج طبيعى بنشوب اي حرب تزيد من الافقار والتشريد واليوم ابناء الاقليم الذين تقلدوا المناصب السيادية والذين بيدهم القلم ماذا قدموا لاهل الاقليم؟ او خارجه فكان اولى اهتماماتهم المزيد من التجيش والكراسي النضالية ،او هكذا دفعهم مستشاريهم وداعموهم الخارجيون وحتى المتعلمون من الاقليم نفسه تم استبعادهم وسيطرة الذين يسألون عن عمر بلوغ النملة !!
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …