سقوط بنك وادي السيليكون

د. معتصم أقرع :

طلب أكثر من صديق مني التعليق علي الأزمة البنكية في أمريكا. هنا استجيب،

يتخصص بنك وادي السيليكون في تمويل شركات التكنولوجيا ، وخاصة الشركات الناشئة.

للسيطرة على التضخم ، يواصل البنك المركزي الأمريكي في رفع أسعار الفائدة. عانت الشركات التي تقترض من هذا البنك كثيرًا من أسعار الفائدة المرتفعة لأن ذلك يزيد من تكاليفها و يقلل الأرباح أو حتى يولد خسائر.

بالطبع انتقلت هذه الضغوط إلى البنك المقرض. كما وجد البنك أنه من الصعب الاقتراض من المؤسسات المالية الأخرى لعبور مرحلة الفوائد المرتفعة. القروض لو توفرت تاتي باسعار فائدة مرتفعة بشدة.

بالإفراط في التبسيط ، لنفترض أن لديك دين مائتي دولار وتدفع سعر فائدة بنسبة 2٪. هذا يعني أنك تدفع 4 دولارات فائدة. الآن إذا قفز سعر الفائدة إلى 8٪ ، فإن مدفوعاتك سترتفع إلى 16 دولارًا. الآن بعد أن زادت تكلفتك من 4 دولارات إلى ستة عشر ، فهذا يعني أنك في ورطة عميقة وأن أرباحك الحالية أو المتوقعة تنخفض بشكل حاد أو حتى تتحول إلى سلبية.

إذا اقترض منك صديق ليستثمر ولكنه خسر المال ، فأنت معه في نفس الورطة.

ارتفاع أسعار الفائدة هو القصة الأساسية وراء سقوط بنك وادي السيليكون، ولكن هناك تداعيات وتفاصيل معقدة للغاية لا داعي لذكرها هنا. منها ان البنك عنده اصول قيمة لو باعها الان لعبور أزمته سيخسر كثيرا. بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.
جادل علماء اقتصاد البارزون مثل بول كروغمان وجو ستيجليتز وأحدث تقرير عن التجارة والتنمية للأونكتاد بأن الزيادات الحادة في أسعار الفائدة سياسة خاطئة وخطيرة حتى لو كانت بعض الزيادات المحدودة مبررة.