تقبيح جميل دارفور .. بقلم: يوسف البروف
“الزمان منتصف الثمانينات، أنا وصديقى الصادق اسحق سافرنا إلى الفاشر، تمينا تلاتة شهور فيها، كانت اجمل تلاتة شهور فى حياتى، كل يوم مع الصباح بنمشى السوق، الصادق عندو ود عمو اسمو يعقوب، يعقوب دا تاجر اجهزة، كل يوم يعقوب بدى كل واحد مننا جنيه، الجنيه كان كافى لشراء العنكوليب والسمسمية والتبش والفول والمدمس والتسالى وحلاوة قطن والداردمة، مرات كتيرة بنجى راجعين البيت بدون ما نصرف قروشنا، نساوين السوق لمن يعرفن انو نحن ضيوف ما بشيلن مننا قروش، كنا بنحوم الفاشر حى حى وبيت بيت، ما تعلمناهوا من انسان دارفور الطيبة والكرم والجمال والاصالة والتسامح، لمن قمنا راجعين يعقوب ادانا قروش كل زول اشترى ليهو شيلة بتاعة ملابس”.
استغربت وحزنت عندما علمت ليلة البارحة أن وفد الحرية والتغيير تعرض للضرب وألغيت الندوة المزمع قيامها فى مدينة الفاشر، نحن نحترم تقديرات كل من له رأى مخالف لقوى الحرية والتغيير، كان يمكن أن تتحول الندوة لمحاكمة علنية لقوى الحرية والتغيير بصورة حضارية تواكب الثورة وأهدافها وشعاراتها وتواكب جمال وأخلاق وأدب دارفور وأن تكبر صورة إنسان دارفور احترام وضيافة وكرم وتربية وتاريخ.
أنا أكتب هذه السطور ويعتصرنى الألم وكل وسائل التواصل الاجتماعى تضج بخبر تعرض وفد قوى الحرية والتغيير للضرب والطرد، منو المستفيد من تقبيح صورة انسان دارفور؟. فى اعتقادى أن المستفيد من تقبيح صورة إنسان دارفور هم أعداء ثورة الشباب التى أتت بأجمل شعار “يا عنصرى ومغرور كل البلد دارفور”.
فليعلم تجار المحن والإحن والثكالى واليتامى والدموع والألم، أن من وقف ضد تلبيس ابناء دارفور تهم المندسين والمخربين والحركات المسلحة أيام الثورة هم نفس الشباب الذين تعرضوا للضرب ليلة البارحة، وليعلم قيادات الغفلة أن الذين وقفوا ضد النظام البائد الذى حاول إلصاق التهم بحركات دارفور أيام الثورة هم نفس الشباب الذين تعرضوا للضرب والطرد ليلة البارحة، وليعلم أولئك، أن ما عجزت عن تحقيقه الدوشكات واللاندكروزرات والكدمول نجحت فيه أيادي وحناجر ودماء وفهم الشباب الذين لم تحسنوا استقبالهم ليلة البارحة.
وليعلم من لا يودون معرفة الحقيقة، أن الشباب الذين ضربوا ليلة البارحة هم الذين حملوا التعايشى ابن دارفور إلى المجلس السيادى بمواقف وآراء ومقالات مشهورة ومشهودة ومحفوظة، بالإضافة إلى أن أول مدينة استقبلت التعايشى بالزغاريد والتصفيق بعد عودته الى أرض الوطن كانت مدينة برى فى ندوة سيسجلها التاريخ بأحرف من فهم ووحدة ووطنية خالصة، وفيها قدم التعايشى ثقافة دارفور بصورة أدهشت الجميع بمن فيهم كاتب هذه السطور.
عفوا معارضى الغفلة، من المؤسف أن تستخدموا نفس وسائل النظام التى كان يستخدمها ضدكم عنف وتلفيق واغتيال للشرفاء بتزوير الحقائق وتلفيق التهم، حالة مدنى عباس مدنى على سبيل المثال.. ما فعلتموه ليلة البارحة لم يعجب إلا أعداء الأمس من النظام البائد والجداد الالكترونى.
الشرفاء من أبناء دارفور، الكل يعلم أن الذى عجزت عن تحقيقه قوى الحرية والتغيير ستتولى أمره الحكومة الانتقالية بقيادة رئيس الوزراء حمدوك خلال الستة أشهر الأولى من حكمه، سلام وتعويضات ومحاكمات وإعادة توطين، علماً بأن حمدوك فى أول مؤتمر صحفى له، بعد وصوله أرض الوطن، قال إن من أولوياته السلام وإنه بتربطه علاقات جميلة جدا مع قيادات الحركات المسلحة.
بالله بعد الكلام الجميل دا كله ما قادرين تصبروا لحدى ما حمدوك يشكل حكومته، علماً بأن الشاشات فى زمن النظام البائد كانت بتنقل لينا صور أذيال النظام البائد وهم يرقصون على جماجم قتلى دارفور بقيادة السفاح البشير وما شفنا لينا محاولة اعتداء واحدة زى الشلاليت والكراسى التى انهالت على ظهور ورؤوس ناس الأصم الذين لا يتسلحون إلا بالكلمة والفهم والقمصان الكاروهات ولا أبو انقدح بعرفى محل يعضى اخيو على قول المثل الدارفورى.
الاخوة شرفاء دارفور تخلص الوطن من النظام البائد والآن يجب أن تتخلصوا من دعاة الفتن والعنصرية وقاصرى البصر والبصيرة والفهم وتعيدوا رسم صورة إنسان دارفور حفاوة استقبال وكرم وثقة وشموخ وتاريخ وأخلاق وتعيدوا دارفور إلى حضن الوطن ثقة وتاريخ ووحدة ونبذ للعنصرية والجهوية.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …