الكل يشتكي منها … فمن الذي يطلق الشائعات ؟
كثرت في الأونة الأخيرة الشكوى المريرة من انتشار الشائعات والأخبار غير الصحيحة وبدت الجهات الحكومية جميعها عاجزة عن محاربة هذا الانتشار ومحاسبة ومعاقبة مصادره ومن يساعدون فيه
صحيفة الشاهد الالكترونية تداولت هذا الهم الوطني الملحّ مع عدد من الناشطين والمثقفين فكانت هذه الحصيلة
الأستاذة ردينة تقول أن الشائعات قد كثرت في الآونة الأخيرة واعتقد أنها من أقوى الأسباب التي يمكن أن تعيق عمل الثورة والحكومة لذلك على قوى الحرية والتغيير أن تتبين الطريق الصحيح وأن تترك الخلافات وتتحد لدعم الحكومة ودعم البلد وحماية الثورة من المتربصين الذين يطلقون الشائعات.
ولكن من الذي يطلق الشائعات ؟
تقول الدكتورة لبنى أحمد أن الشائعات موجوده في الوسط السوداني منذ زمن و الذين يطلقون الشائعات كانوا من المكونات النظامية وكانت تُجرى دراسات على الشعب السوداني دون أن يدري و ذلك لمعرفه طريقة تفكيره و أولوياته لكي يتم السيطرة عليه بقانون العصا و الجزرة على حد تعبيرها
نجحت هذه المكونات النظامية تماما – والحديث لا يزال للدكتورة لبنى – وتمكنت من السيطرة إلى حد كبير على الرأي العام السوداني و التحكم به لأجيال واذكر من ضمن الشائعات التي راجت خلال العهد البائد السوميتة و مكوة الحديد و وأبو القنفذ و غيرها من الشائعات. والآن انقلبت الصورة و تغيرت الأهداف فالذين تدربوا على نشر الشائعات لمصلحة السلطة هم الآن خارج السلطه فأصبح هدفهم زعزعة الثقة في السلطة الانتقالية الجديدة.
الأستاذ عبد السلام يوسف يمضي خطوة أبعد ليقول أنه وللأسف الشديد فإن مجلس السياده ومجلس الوزراء وقوى الحرية والتغيير لايمتلكون إعلاما محترفا ومخلصا للثورة وأهدافها ليستبق الإشاعات ويملك الشعب الحقيقة وأصبحت وظيفة الإعلام الحكومي مجرد “ردّاد” يرد على الإشاعات بدلا ً عن استباقها.
ويختم حديثه لصحيفة الشاهد الالكترونية مبتسما أنه يجب أن تكون هناك رؤيا إعلامية قوية وخطة إعلامية محكمة فقط لاغير
الشاعرة الكبيرة الاستاذة سعادة عبد الرحمن تقول لصحيفة الشاهد الالكترونية أن الإشاعة تظل سلاحا يستخدمه كل من هو ضدك للتضليل والتغييب وإثارة الغبن… وللأسف الشديد فإننا فقدنا في الآونة الأخيرة مصداقية الكثير مما يرد إلينا عبر وسائل التواصل وحتى الصحف.. وغامت الرؤية …. وشددت على الحاجة الماسة الآن إلى قنوات موثوقة موثقة تضعنا في الصورة لما يحدث….حتى لاننشغل بأحداث انصرافية ونبقى( نعرض برة الدارة).. على حد تعبيرها.
ولكن عودا ً على بدء : من الذي يطلق الشائعات
الاستاذ ممدوح هاشم الفكي يتساءل .. عن من هم الذين من ضمن مهامهم وطبيعة وظائفهم إخفاء المعلومات وتغييبها والتشويش عليها … من هم الذين تسوؤهم سيادة الحريات المسؤولة المنضبطة وتفشي الشفافية والمعرفة بما يحدث خلف الأسوار وأمامها؟ للإجابة على سؤال الشائعات يتعين علينا أن نجيب على هذه الأسئلة أولا … ولا اعتقد أن ذلك صعب على من أراد الحقيقة.
دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر
د. أسامة تاج السر : تمثل دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر، واجهة كبرى من واجهات جامعة الخر…