صادرات المواشي للسعودية لماذا توقفت وكيف عادت؟
تقرير – الشاهد
كان السودان اكبر مصدر للمواشي الحية الى الخليج وخاصة الى المملكة العربية السعودية حيث يبلغ المتوسط حوالي خمسه مليون راس من المواشي سنويا ..
في العام الماضي قامت المملكة باعتماد آلية جديدة لاستيراد المواشي الحية تلزم جميع الدول المصدرة بعدم تحصين المواشي المصدرة الى المملكة بلقاح حمى الوادي المتصدع ، وحيث ان المرض من الأمراض المستوطنة في السودان سعت السلطات المختصة الى استثناء صادرات المواشي السودانية من الالية الجديدة التي اعتمدتها المملكة ووافقت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية على استثناء المواشي السودانية من الشروط الجديدة لمدة ستة أشهر والتي امتدت لأكثر من سنة كاملة ، بعدها وبعد اعلان السودان لوجود اندلاعات لمرض حمى الوادي المتصدع صدر قرار من المملكة بفرض حظر على استيراد الحيوانات الحية من السودان ، واستمر الحظر لعدة اشهر حتى تم اعلان نهاية الاندلاعة الوبائية في السودان بواسطة المنظمة العالمية للصحة الحيوانية (OIE) لتقرر بعدها السلطات السعودية عودة استيراد المواشي الحية من السودان ولكن وفقا لآلية الاستيراد الجديدة والتي تشمل اهم شروطها عدم تحصين المواشي المصدرة ضد مرض حمى الوادي المتصدع وخلوها تماما من أي اجسام مناعية للمرض ، اضطرت السلطات السودانية للدخول في مفاوضات طويلة لاستثنائها من الشروط الجديدة والاستمرار في التصدير بالآلية القديمة ، وبعد زيارة وفد من وزارة الثروة الحيوانية في السودان بقيادة الوزير وبعض الفنيين تم الاتفاق على استئناف صادر المواشي الحية من السودان الى المملكة بنفس الشروط القديمة على ان يتم تحصين المواشي الحية المعدة للتصدير الى المملكة بلقاح مرض حمى الوادي المتصدع وفحص المواشي قبل التصدير للتأكد من ان الأجسام المناعية للمرض لا تقل عن نسبة ٤٠٪ وتم لاحقا تخفيض النسبة الى ٣٠٪ بحيث يتم رفض اَي باخرة تحمل إرسالية تقل نسبة المناعة فيها عن هذه النسبة وهو ما فشلت فيه السلطات السودانية بحيث تكررت عودة البواخر التي تحمل المواشي السودانية بسبب عدم استيفائها للاشتراطات المتفق عليها بين الجانبين
هناك بعض العوامل الاخرى التي تداخلت وأدت الى تفاقم المشكلة ومنها تشدد السلطات السعودية في فرض شروطها الصحية نتيجة لقلة الطلب على المواشي الحية بسبب تاثيرات مرض فيروس كورونا ، وكذلك عدم حوجة المملكة لكميات المواشي الحية السنوية نظرا لإلغاء حج هذا العام بالاضافة لدخول منافسين جدد في السوق السعودية والتي كانت حكرا على المواشي السودانية ومواشي القرن الأفريقي عموما ، حيث تم خلال العام الماضي فتح استيراد الحيوانات الحية من عدد من الدول الأوروبية والآسيوية.
دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر
د. أسامة تاج السر : تمثل دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر، واجهة كبرى من واجهات جامعة الخر…