شعبية الحكومة الانتقالية وتوظيفها الامثل (الرسائل، العون الذاتي، والتطوع)
انور محمد سليمان
لم تحظى حكومة في تاريخ الحكومات الوطنية في السودان بما حظيت به الحكومة الانتقالية الحالية وعلي رأس شعبيتها يتربع الرئيس عبدالله حمدوك.
ومع هذه الشعبية ثمة آمال عريضة وسقف توقعات عالي جداً بالمقابل، ينتظر الناس من الحكومة ان تفي به أو تلامسه، ان تزيد عليه لا ان تُقصر عنه.
تحديات ضخمة جداً نعرف ذلك، و ليس بوسع حكومة وباليات حكم معتادة ان تجابهها وتفي بالتطلعات، ليس بالقرارات الادارية والقوانين والسياسات وحسب..
لذا على الحكومة ان توظف هذه الشعبية وهذا القبول في تحقيق الكثير من الاهداف دون قرارات وحبر وورق، اذ ان هذا شعبٌ بذل جهداً خارقاً لتخليص بلاده من قبضة سرطان سياسي واجتماعي، شعبٌ لا يشك احد في ارادته لبناء وطنه #حنبنيهو و لا تحتاج حكومته لقوة القانون أو قوة العنف (الشرطة والامن والجيش) لاجباره على شئ!
على الحكومة ان تبقي اولاً على اتصال جيد ومفتوح مع مواطنيها لتكون دوما قريبة من نبضه و مشاغله واهتماماته وتبقي على اطلاع جيد بما يدور في القاعدة وفي الشارع وفي الأسواق وفي البيوت وفي اماكن العمل الخاصة والرسمية..
ثم على الحكومة ان تستخدم اسلوب الرسائل، رسائل في بريد المواطن، ان تبعث برسائل لتوضح للناس ما تريد منهم فعله وما تريد منهم تجنبه، مثلاً رسائل لتغيير الكثير من السلوكيات الموروثة من العقود الثلاثة الماضية والتي كرست لثقافة الثراء والاغتناء السريع دون مسؤولية تجاه وطن أو مجتمع! ولثقافة “اللفح والختف.
رسائل تحض المواطنين على تجنب السوق السوداء المُضاربة في العملة الأجنبية وتحديداً تجنب “سريحة الدولار” والتعامل مع الصرافات المصدق لها من السلطات الرسمية والتي تدفع رسومها وضرائبها.. ان تشرح للمتعامل انه ان تعامل مع السوق العشوائي قد يربح بضعة جنيهات لكن الوطن يخسر الكثير.
رسائل تحض على عدم التعامل في السوق السوداء في الوقود و الدقيق.. فهذه السلع مدعومة من مال فقراء هذا الشعب وإن تعاملك فيها يعني انك تسرق مال الفقراء والايتام! وعدم تهريب الدقيق والوقود المدعوم لخارج الحدود لأن ذلك بمثابة السرقة من جيب كل مواطن سوداني.
رسائل بخصوص عدم التهرب الجمركي والضريبي وعدم تهريب المنتجات الوطنية التي تمثل عماد الدخل القومي (الذهب و المحاصيل الذراعية و الحيوانية).
رسائل بخصوص الالتزام بالسلوك المروري في الطرقات بعدم التوقف الخاطئ والركن الخاطئ للسيارات بحيث تغلق أو تضيق الطريق وتعرقل الحركة، ورسائل للباعة الجائلين بعدم عرض بضاعتهم على الاسفلت لأن الاسفلت مخصص لمرور المركبات لا للعرض! وعدم اغلاق الأرصفة بحيث يتعذر مرور المشاة.
كذلك بوسع الحكومة الانتقالية ان توظف اسلوب العون الذاتي الذي اسهم (أهلياً) في السابق في بناء مدارس و (جامعة) ومستشفيات ومحطات مياه وكهرباء وطرق، وغيرها الكثير من المرافق العامة ولكن توقف مع بدايات عقود النهب الكبير في 1989م، وبوسع الحكومة ان توظفه ليصبح برنامج تتبناه وتدعمه الدولة رسمياً.
ايضاً أمام الحكومة فرصة ذهبية تاريخية لتبني نهج تطوع لدعم كادر الحكومة بالعناصر المبتدئية والمؤهلة في شتي المجالات المدنية من التعليم الي الصحة الي درء الكوارث الطبيعية أو تلك التي من صنع البشر، و تأسيس برنامج حكومي لادارة كادر التطوع وتصحيح مفهوم العمل الطوعي الذي اضحى في المرحلة السابقة باب للتربح والاستثمار (استثمار ضعف الإنسانية).
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …