بين صلاح قوش وحسن فضل المولى ومعاييرنا ومعاييرهم

الشاهد– نافذة تحليلية

دعونا نضع كل الضغينة جانبا مع صعوبة ذلك.. فالضغينة هنا ليست شخصية وإنما تخص بلادا وعبادا واجيالا … بأية معايير يمكن قبول أمثال صلاح قوش كجزء اساسي من التغيير الذي نتج عن اسقاط نظام كان هو نجم حمايته الأساسي.. كيف ستكون طبيعة نظام يأتي بعد الإنقاذ وقد شارك في صناعته قوش.. هل يكون نظاما مدنيا ديمقراطيا شفافا يحفظ حرمة الدم والكرامة والمال العام والتي لم يتربى المذكور الا على إتقان الولوغ فيها جميعا.. ولم يسطع في الآفاق نجمه الا بهذا الولوغ الذي صار جزءا من تركيبته… ألم نقل لكم ان الامر ليس محض ضغينة؟

وليس صلاح قوش وحده… فالنادي السياسي القديم برمته يحتاج لان يضبط ايقاعه بهذه المعايير الجديدة… فالذي بحكم الناس هو من بخدمهم وليس من يخدعهم.. وهو من ينفعهم وليس من يقمعهم.. وهو من يقبل أيادي أطفالهم وليس من يقبل أطفالهم اياديه.. هو من يفلح معهم الصحراء ويحيلها إلى جنة وليس من يعدهم بشبر في الجنة.. وهكذا وهكذا وهكذا.. فإذا كان هؤلاء يحتاجون إلى هذا التغيير الجذري في معاييرهم فما بالك بهذا القوش.. وبعد ذلك.. لا توجد وصاية بعد الآن.. ولا شغل تحت الطرابيز ومن خلف عيون الناس واذانهم وانوفهم.. فما قدرة قوش على هذا كله.. وما عرفته بهذا كله.. حتى يكون مع الكائنين الجدد ويخوض مع الخائضين الجدد؟

وحتى ان فعل… فليس هناك أبدية في المعايير الجديدة للحكم والسلطة وليس هناك نرجسية ولا رامبوية ممكنة والبقاء في قمة اي واجهة لابد له وأن يكون رهينا بأنظمة ومواقيت ومعايير.. ليس لاي كائن من ورائها أن يكون. فلا خير لقوش في محاولات البعض أن يجد له مكانا في بحار لا يحسن التنفس فيها ونفس الشيء يقال عمن اسمه حسن فضل المولى أو أيا كان اسمه.. فالوظيفة العامة مكان مؤقت في نهاية المطاف حتى وإن بلغ الموظف أقدام عمر وسماحة حاتم وحلم احنف وذكاء اياس والمعية أينشتاين ونيتشه ولن يبلغ موظفو الإنقاذ ذرة من ذلك بطبيعة الحال والا لما كانوا موظفي إنقاذ.
لذلك فإن الأولى بما يراق من حبر غزير ووقت عزيز في المماحكات مع هؤلاء ومع من يدعون إلى أمرهم… تكربب الحديث عن محض المعايير الجديدة وتكريسها والتبشير بها في كل شان وحدث ومقام.