منظمة الانقلاب والإرهاب والتمكين والفساد والإقصاء والافقار.. هل تكفي معها مجرد مصادرة؟
تقرير – الشاهد
يكفي أن نعرف ارتباط اسم منظمة الدعوة ببن لادن وجمال الوالي وحسن فضل المولى مجتمعين لنعرف ارتباطها الكامل بالإرهاب والتمكين والفساد وانفصالها التام عن الدعوة والتبشير والإرشاد.. ولكننا لا نعرف ذلك وحسب وإنما نعرف انها كانت المكان الذي تم فيه التدبير لانقلاب ٨٩ المشؤوم والمكان الذي تمت مكافأة الرجل الذي سهل وصول الانقلابيين للسلطة بأن جعلوه على رأسه… ولكننا نعرف أيضا أن أنشطتها الاقتصادية جاءت كلها في سياق متزامن تاريخيا ومتوافق مزاجيا مع عمليات الافقار الممنهج للسودانيين والتخريب المنظم لاقتصادهم للدرجة التي لم تحتفظ فيه العملة الوطنية الا بواحد من مائة في المائة من قيمتها… وفقدت 99.99% منها وتصدر السودان قائمة الدول الأكثر فسادا في ظل هذا التزامن الاعتمادي والتوافق الاستحواذي.
في 1991.. أي بعد عام من القانون الجديد لمنظمة الدعوة الذي جعلها فوق الدولة وفوق القانون اوفدت موظفها الصغير آنذاك حسن فضل المولي لاستقبال بن لادن في المطار و كان جمال الوالي حينها موظفا صغيرا أيضا بمكتب سوار الدهب الذي كان حينها مقرشا مديرا لمنظمة الدعوة بعد تمكينه المجرمين الانقاذيين من الوصول إلى السلطة
هذه مجرد لقطة صغيرة من المسلسل المكسيكي الطويل الذي يحكي عن اجتهاد منظمة الدعوة الاسلامية في استيراد الاٍرهاب و تصدير الفتن و الحروب لبوكو حرام و منظمة الشباب الصومالية بعد ان اصبحت جسراً بين الجماعات الارهابية المُمَوِلة و المنظمات الارهابية المنفذة ولعل هذا يفسر ولو قليلا أسباب عويل المنظمات الإرهابية في الصومال وغيرها على قرارات لجنة التمكين بحل منظمة الدعوة الإرهابية ومصادرة أصولها.
بسبب منظمة الدعوة جاء حظر السودان اقنصادياً و تأثرت البلاد علي كافة المستويات و تراجعت الخدمات عندما تم تصنيف السودان ضمن الدول الراعية للارهاب .
وبسبب منظمة الدعوة الاسلامية اضطرت حكومتنا الانتقالية لدفع مبلغ 70 مليون دولار لعدد 17 أسرة امريكية كتعويض عن ضحايا المدمرة كول و في وقت يحتاج فيه الشعب لدعم ابسط ضروريات الحياة كالخبز و الدواء و الغاز و الدقيق .
كل هذا الخراب الذي يشهده الوطن و الديون الخارجية التي تعدت الخمسون مليار دولار و تخريب الاقتصاد و المؤسسات الخدمية و التعليمية و الحروب الدينية و النازحين و الابادات و سياسة التجويع و التمكين جميعها بسبب منظمة الدعوة الاسلامية الارهابية التي خططت لانقلاب 1989 تنفيذاً لفكرة جماعة الاخوان المسلمين و قامت بالتخطيط و التفيذ لخطة الترابي في الاستيلاء علي الحكم بالسودان و قامت بتجهيز البيان و كتابته و بثه من مبانيها .
جميع الشعب تضرر من منظمة الدعوة الاسلامية الارهابية لذلك يجب مصادرة جميع شركاتها و مؤسساتها و تأميمها لصالح الشعب السوداني و محاكمة كل الضالعين في هذا التخريب و المنفذين له.
حكي أحدهم هذه الحكاية عن فساد منظمة التمكين والارهاب فقال
عندما اجري الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عليه الرحمة عملية نقل الكلي في مايو كلينك في امريكا ونجحت العملية كان يزورني في مكتبي في ابوظبي المرحوم كمال التلب مستشار منظمة زايد الخيرية فقال لي بعد عودة زايد ساله رئيس المنظمة الشيخ احمد بن زايد ماذا تقترح بمناسبة شفاء الوالد فاقترح عليهم حفر آبار في افريقيا فقرر الشيخ حفر ٢٠٠٠بئر في افريقيا منها ١٠٠٠ للسودان فاتصلت من مكتبي بسوار الذهب لابلاغه بالقرار وارسال من يستلم التكليف لكني ابلغته بان التنفيذ سوف يكون شركة اماراتيه وعدم منح المنظمة المبلغ فقط يحددوا مناطق الآبار وقال لي امنحني ثلاثة ايام لارتب واتصل بكم وعندما اكمل اسبوع لم يتصل اتصلنا به انا والمرحوم فقال والله المدير عايز يمسك مشروع الآبار ده لابنه وهو خريج جديد فقلت له يا سيادتك مشروع شنو دي آبار حتجيكم مدفوعة بالكامل والشركة المنفذة اماراتية ووالله لم يحضروا لاستلام المنحة حتي الآن والله علي ما اقول شهيد.
انتهت حكاية من حكي ولنا أن نجيب الان من أين تعلم أهل الإنقاذ كل هذا الفساد والإجرام.. وكيف لا يتعلمونه وهذه هي حاضنة النظام ومرضعته.
دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر
د. أسامة تاج السر : تمثل دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر، واجهة كبرى من واجهات جامعة الخر…