هواء طلق… كارثة زيادة المرتبات وكلام الذي يبكيك!
فتحي البحيري
نبارك لكل موظف حكومي العهد الجديد من المرتبات الفخيمة التي تكرم بها وزير مالية رفع الدعم الذي ضاعف سعر الوقود فعليا بأكثر مما ضاعف هذه المرتبات.
نحن نقف مع حكومة الثورة قلبا وقالبا واي حاجة ولكن وزارة المالية بشكلها الحالي تحتاج إلى ثورة كبرى حتى تستحق أن تكون إحدى وزارات حكرمة الثورة.
زيادة المرتبات سوف لن يكون سوى كارثة على اقتصاد البلاد ومعاش الناس في ظل امتناع السيد وزير المالية العبقري عن السيطرة على الكتلة النقدية بإجراءات تغيير العملة ومحاربة السوق الأسود للدولار والعملات الأخرى بشكل منهجي وحقيقي وفاعل.
لقد زادت أسعار الضروريات خلال أسابيع الحظر القليلة اضعافا مضاعفة رغم المجهودات الشعبية والحكومية بتوفير كميات منها بأسعار مخفضة ومن غير المتوقع أن يتوقف سعر شي اي شي عن الارتفاع بمتوالية هندسية بعد تطبيق الزيادات الجديدة للمرتبات والذي بدأ بالفعل.
والذي كان يحدث منذ أربعين سنة أو أكثر انه مع تطبيق كل زيادة جديدة في المرتبات يرتفع التضخم وتتضاءل قيمة الجنيه السوداني وترتفع الأسعار في السوق فيصبح الموظف الحكومي أشد فقرا بكثير بالمرتب الأعلى ظاهريا منه بالمرتب الأقل السابق.
لتوضيح الصورة فإن مرتب الموظف إذا كان بضعة جنيهات في السبعينات فإنه كان يكفي معاش وسكن هذا الموظف ويمكنه أن يقضي إجازته من المرتب في لندن أو باريس أو القاهرة أو بيروت ويعود بمدخرات وافرة تكفي لبناء منزل جديد وكل ذلك على هذا المرتب وحده. والآن وقد ضرب هذا المرتب في مليون… أي أنه تضاعف عدديا مليون مرة بالفعل… فإنه لم يعد يكفي لتمشية بضعة أيام بالكفاف والستر.. ناهيك عن كامل الشهر.
ما الذي سيجعلنا نحلم أن الزيادة الجديدة في الأجور ستفعل غير ما كانت تفعله أربعين سنة مضت وأكثر… لا تغيير موضوعي في السياسات يبيح لنا هكذا حلم غبي.. ومالم تحدث ثورة حقيقية داخل وزارة المالية الان وليس غدا فإن حلاوة الضحاكات في أيدي الموظفين المساكين ستتحول إلى مرارة وحرقة وغبن والمثل السوداني يا أهلنا يقول اسمع كلام الذي يبكيك ويبكي عليك.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …