صورة المرأة في مقررات المرحلة الثانوية – اللغة العربية نموذجا.
الأستاذ نادر السماني
أتحفظ على استخدام كلمة مناهج , وافضل استخدام كلمة مقررات فى حديثى لانه سوف يُركز على ما قُرر على الطلاب دراسته , والتركيز سيكون على المرحلة الثانوية وتم اختيار مادة اللغة العربية نموذجاً , سوف اتجنب قدر الامكان الكلام النظرى .
هناك شبه اتفاق على ان المقررات سيئة , ولكن من اى زاوية ؟ هنا يختلف الناس .. الحديث عن تغيير المقررات عادةً لا يقود لنتائج ايجابية , لان التغيير من الممكن ان يُصبح للاسواء وهذا ما حدث فعلاً .. فى عام 1992 كان هناك مؤتمر قومى للتعليم وكان الحديث عن عدم جودة المقررات عموماً , والذى حدث ان التغيير كان سلبياً فى بعض الجوانب وكانت هناك اشراقات فى جوانب اخرى .. وهذا ما حدث ايضاً فى عام 2002 , حقبة التسعينات بكل قمعها اوصلت الجميع لنقطة ضرورة تغيير المناهج , ولكن تغيير عام 2002 كان سلبياً اكثر مما حدث فى عام 1992 .
سوف اتناول صورة المرأة وكيف تبدو فى مقررات المرحلة الثانوية , وانطلق من بعد ذلك لضرورة التمييز الايجابى فى هذه المرحلة للمرأة لكى تحدث نهضة حقيقية فى المجتمع .
لا خلاف ان الدستور الانتقالى مع كل التحفظات التى يمكن ان تُقال عنه , تحدث بصورة واضحة عن ضرورة الالتزام بالمواثيق الدولية والمساواة بين الناس جميعاً .
اى تقدم اجتماعى لا يكون الا بجناحى المجتمع الرجل والمرأة , ونظرة المجتمع للطرفين هى التى تُحدد مساهمة كل طرف فى العملية الاجتماعية , وبما ان مقررات المرحلة الثانوية تبقى فى اذهان اليافعين وتساهم مع عوامل اخرى فى تكوين شخصياتهم /ن , كان لابد من النظر لهذه المقررات وما تحمل من مفاهيم .. وقد تم اختيار المرحلة الثانوية فى هذه الدراسة لانها تُمثل بدأية الشعور بالنوع , ولان الطلاب يقضون نصف يومهم مع المقررات الدراسية , وتُصبح هذه المقررات ذات تأثير كبير عليهم .
تم اختيار نموذج اللغة العربية لعدد من الاسباب , لانها المادة التى يتم تدريسها فى ثلاث سنوات فى المرحلة الثانوية لكل الطلاب – هناك بعض المواد التى يتم اختيارها من الطلاب – , عدد حصص اللغة العربية هى الاكثر بين المواد مما يجعل تأثيرها اكبر , عدد الكتب المقررة للمادة هى الاكثر على الاطلاق بين المواد – 9 كتب – , وهى مادة اكثر ارتبطاً بثقافة المجتمع والمفاهيم السائدة وبالتالى تُمثل معيار لقياس المفاهيم الثقافية والاجتماعية للفئة موضوع الدراسة .
اسوف احاول اتباع منهج يقوم على ثلاث محاور , المحور الاول هو احصاء الشواهد التى ترد فى هذه المادة وتقسيمها على انواع , المحور الثانى الشواهد المنتقاة للدراسة وستقوم الدراسة بتقسيمها لمفاهيم مختلفة وحجم النسب التى تشكل كل مفهوم , والمحور الثالث هو الحديث عن الاعلام فى المقرر وسنجد مُفارقات مُدهشة فى هذا الجانب .. الشواهد التى سيتم تناولها مُقسمة الى ابيات من الشعر , أيات قرآنية وأحاديث نبوية وقطع نثرية وعبارات نثرية .
اذا تناولنا ابيات الشعر سنجد فى كتاب البلاغة للصف الاول 189 بيت من الشعر وما تم فيه الحديث عن المرأة باى شكل من الاشكال 20 بيت .. البلاغة الصف الثانى 328 بيت شعر والاشارة للمرأة فى 39 بيت .. البلاغة الصف الثالث 249 بيت من الشعر وما له علاقة بالمرأة 42 بيت من الشعر .
مُجمل ابيات الشعر فى كتب البلاغة فى المرحلة الثانوية 766 بيت من الشعر والابيات التى تتحدث عن المرأة هى 101 بيت من الشعر وهى التى تُمثل المادة الخام للدراسة وتحليل مضمونها .
كتاب القواعد للصف الاول 60 بيت من الشعر 6 فقط تتحدث عن المرأة .. قواعد الصف الثانى 75 بيت 12 منها تتحدث عن المرأة .. قواعد الصف الثالث 149 ما يتعلق بالمرأة 13 بيت .
مُجمل ابيات الشعر فى كتب القواعد 282 بيت من الشعر , وما له علاقة بالمرأة 31 بيت من الشعر .
ادب الصف الاول 192 بيت , 18 عن المرأة .. ادب الصف الثانى 223 , 49 بيت عن المرأة .. ادب الصف الثالث 253 بيت من الشعر , 57 عن المرأة .
مُجمل الابيات 1716 بيت من الشعر , 256 بيت تتحدث عن المرأة وهى اعلى نسبة نجدها فى الدراسة .
الايات القرآنية فى كتاب البلاغة الصف الاول 23 أية , واحدة فقط تتحدث عن المرأة .. 70 أية فى الصف الثانى , 2 عن المرأة .. الصف الثالث 38 أية , 3 عن المرأة .
فى قواعد الصف الاول 84 أية , أية واحدة عن المرأة .. قواعد الصف الثانى 93 أية , 6 أيات عن المرأة .. قواعد الصف الثالث 92 أية , 2 أية .
ادب الصف الاول 4 أيات , أية واحدة عن المرأة .. ادب الصف الثانى 24 أية , 2 عن المرأة .. ادب الصف الثالث 3 أيات وكلها عن المرأة .
مُجمل الايات 439 أية , 21 أية تتحدث عن المرأة .
مُجمل الاحاديث النبوية 40 حديث , 4 احاديث عن المرأة .
مُجمل القطع النثرية 107 قطعة , ما يتعلق فيها بالمرأة هى 6 قطع .
عن العبارات النثرية يجب ان نتوقف لتوضيح ان هذه العبارات هى الوحيدة التى يقوم بتأليفها واضع المقرر , بينما بقية النصوص الاخرى يتم اختيارها من نماذج موجودة اصلاً وهى تُظهر الافكار والقيم الكامنة لواضعى المقررات .. تم ذكر اسم 15 مؤلف و مُراجع لواضعى المقررات وليس فيهم امرأة واحدة وهم فى اغلبيتهم من جامعة افريقيا العالمية .. فى عدد العبارات النثرية فى كتاب البلاغة للصف الاول هناك 270 عبارة نجد 5 فقط تتحدث عن المرأة بشكل من الاشكال .. فى بلاغة الصف الثانى 196 عبارة وليس هناك اى عبارة تذكر المرأة .. فى بلاغة الصف الثالث 171 عبارة , 5 فقط تتحدث عن المرأة .. فى كتب البلاغة الثلاثة هناك 637 كتبها واضعى المقرر ورد منها فقط 10 عبارات تتحدث عن المرأة .
فى كتب القواعد الصف الاول 687 عبارة , 31 منها عن المرأة .. قواعد الصف الثانى 518 عبارة , 26 عن المرأة .. الصف الثالث 662 عبارة , 30 منها لها علاقة بالمرأة .
فى كتب الادب هناك 1379 عبارة فى كتاب الصف الاول , منها 132 عبارة تتعلق بالمرأة .. الصف الثانى 792 عبارة , 65 عبارة منها عن المرأة .. فى الصف الثالث 108 عبارة , 5 منها عن المرأة .. جملة العبارات 4783 عبارة , نصيب المرأة منها 299 عبارة .
فى جملة النصوص باشكالها المختلفة 6302 نص , نصيب المراة 501 نص .
العملية الاحصائية للدراسة تُملك حقائق لقطاع واسع قد لا تتوفر له هذه الارقام .
فيما يتعلق باعلام – الاسم العلم – فى كتاب البلاغة اعلام الذكور 53 علم , مقابل اعلام الاناث 8 , ويمكن ان يتكرر العلم اكثر من مرة وحدث تكرر 101 مرة , واعلام الاناث حدث لها 9 مرات من التكرر يعنى هناك علم واحد تكرر مرتين .
فىكتاب القواعد هناك 30 علم مذكر , تكرروا 98 مرة , مقابل هذا وردت 5 اعلام مؤنثة وتكررت 9 مرات .
فى كتاب الادب 81 علم مذكر تكرروا 417 مرة , مقابل 11 علم مؤنث تكرروا 26 مرة .. جملة الاعلام التى تكررت 226 علم مذكر تكرروا 473 مرة , مقابل 17 علم مؤنث تكرروا 27 مرة .
لو تحدثنا مثلاً عن مادة البلاغة اقول انها فرع جديد على الطلاب فى المرحلة الثانوية وياتوا اليها بشوق ورغبة ومن هنا تُصبح تربة خصبة لزرع الافكار وتنمية المشاعر تجاه النفس والغير .
النسب هنا تُظهر بجلاء ان اليافع واليافعة ترسخ فى اذهانهم ان المرأة هى كيان هامشى فى المجتمع وفى ذهن واضعى المقررات , مع ملاحظة ان المرحلة الثانوية هى مرحلة عمرية بين 13 وحتى 19 وهى مرحلة تكوين الشخصية والشعور بالنوع والذات , ومن هنا يستمر القمع .
نجد فى كتاب البلاغة للصف الاول وفى مجال العبارات النثرية تم تناول المرأة فى 5 نصوص فقط من اصل 270 نصاً , والعبارات هى (حملت المرأة وليدها بين جناحيها) , (تزهو هذه الفتاة بجيد غزال) , (رفقاً بذات السوار) , (قالت اعرابية لاحد الولاة اشكو اليك قلة الفئران فى بيتى) , (شاركت بنات حواء فى الدفاع الشعبى) , اوضحت هذه الامثلة فى الكناية لان اخر درس فى الكتاب هو درس الكناية ولا يجد الطالب فى الدرس الاخير غير هذه الامثلة .. وعند تحليل النصوص نجد ان المرأة هى جسد جميل , وتهتم بتزيين جسدها , وهى صورة ستتكرر كثيرا لتصل 70% من مُجمل المقررات التى لها علاقة بالمرأة , بينما حنانها على اطفالها سيمثل 11% , وهى فقيرة تحتاج للمساعدة , حالة المشاركة الوحيدة هى مشاركة بنات حواء فى الدفاع الشعبى .. اتذكر عبارة لتلميذة فى العام الماضى عندما قالت (ليه يا استاذ دراستنا كلها حرب؟) .
فى النصوص الشعرية يمكن ملاحظة 4 أبيات فقط من اصل 189 بيت شعر هن لشاعرة وهى (حمدونة) وتصف وادياً , وتُقدم (حمدونة) دون تعريف كامل لها , 20 بيت تتحدث عن وصف الرجل لجمال جسد المرأة , 7 ابيات تتناول المرأة كموضوع للشوق ليست هى المشتاقة وانما مشتاق اليها وهى تصور عاطفة الرجل تجاه المرأة ولا تصور عواطف المرأة تجاه نفسها او تجاه الاخرين , سنجد عواطف المرأة فقط فى (حمدونة) وهى تصف الوداى وفى التى تشكو ابنها الذى يضربها .
نجد كذلك الخنساء فى الرثاء , وبراء بنت الحارث وهى الوحيدة الموجودة فى ال 9 كتب ولديها قصيدة وعندما تم تغير المناهج فى 2004 تم حذف قصيدتها .
هناك صورة اخرى للمرأة وهى ان يُفتخر امامها .
أيات القرآن الكريم التى وردت فى كتاب البلاغة للصف الاول هى 23 أية , كانت هناك أية واحدة عن المرأة وتُبرزها فى صورة ايجابية وهى قول الله تعالى على لسان مريم العذراء بانها نذرت لله صوماً ولن تكلم اليوم انسان وهى صورة نجدها لاول مرة فى كتاب البلاغة , المرأة فى صورة فاعلة وقد اتخذت قرار .
القطع النثرية فى كتاب البلاغة للصف الاول هى 10 قطع ولم نجد امرأة مُنتجة لاى قطعة نثرية , ولا حتى تحدثت هذه القطع عن المرأة .
فى اسماء الاعلام فى كتاب البلاغة للصف الاول عليك تقليب عشر صفحات للعثور على علم مؤنث , نجد اسماء الاعلام المؤنثة هى مريم – وهى اسم يتفق عليه المسلمين والمسيحيين – , عزة , فاطمة , سلمى , حمدونة , حواء – وهى ليست اسماً وانما كناية عن جنس النساء عموماً – , اميمة .
حتى فى الامثلة نجد (ضرب خالد الجرس) ولا نجد (ضربت فاطمة الجرس) , والاعلام المؤنثة ترد غالباً كمحبوبات للرجال , اعلام الذكور وردت مُعرفة تعريفاً كاملاً وتكررت وتنوعت – انبياء . وشعراء , ومفكرين الخ – .
فى كتاب القواعد للصف الاول نجد فى العبارات النثرية 5 منها تُصور المرأة الام , 12 عبارة تُصور المرأة بصورة ايجابية .
هناك مثال جدير بالنظر وهو ( امرأة عالمة خير من رجل جاهل) ورغم ان الدراسة صنفته فى الجانب الايجابى الا ان هناك ايحاء ان مُطلق رجل افضل من مُطلق امرأة , لذا كانت العالمة افضل من الجاهل .
هناك ايضاً الاصرار فى الكتاب على ان التبرج مُقابل الحجاب – الحجاب المفروض فى المدارس – وهناك مثال (لا مؤمنة متبرجة) , (المرأة محجبةً افضل منها مُتبرجةً) .
والفكرة واضحة , ان المرأة جسد جميل وبمقدار ما تُغطيه من جسدها تكتسب قيمتها .
فى الكتاب لا نجد اسم امرأة من صفحة 1 حتى صفحة 80 , حيث نجد اسم هند يرد فى صفحة 80 .
فى كتاب الادب نجد ان المقرر على الطلاب من القصائد 12 قصيدة – هناك فقط 5 شعراء سودانيين يتعرف عليهم الطلاب طيلة دراستهم فى المرحلة الثانوية – نجد ان النصوص كلها لشعراء وليست فيهم شاعرة ولم يجد واضعى المقرر اى شاعرة تستحق الدراسة .
ايضاً فى كتاب المطالعة للصف الاول نجد 25 قطعة مطالعة , بينما فى الصف الثانى 20 قطعة , وفى الصف الثالث 6 قطع مُقررة .
قطع الصف الثالث لا علاقة لها بالمرأة , حيث نجد فى قطعة تتحدث عن الهيكل العظمى يقول (رجلُ انت ام امرأة ؟) وهو عندما يتخيل الهيكل لامرأة يقول هل كانت هناك عينان ساحرتان فى هذا الهيكل ؟ وتحدث عن الثغر والصدر الناهد .. وعندما يفترض ان الهيكل العظمى لرجل يسرح به الخيال ويضعه فى صورة ملك او فقير الخ .
فى الصف الاول هناك انجاز حقيقى فى هذا الجانب حيث نجد 4 قطع تتحدث عن المرأة , واجمل مافى الامر ان واحدة من هذه القطع لامرأة وهى (بنت الشاطىء) من كتابها (بنات النبى) ولم يُكلف واضع المقرر نفسه عناء الاشارة الى انها (عائشة عبد الرحمن) الكاتبة والباحثة .
فى كتاب الصف الثانى سنجد (بنت الحارث) وهى وصية لابنتها وهى مُقبلة على الزواج وتُقدم الوصايا الكلاسيكية لان تُصبح مُطيعة لزوجها .
نسبة مجموع الطالبات لمجموع الطلاب فى المرحلة الثانوية تقترب من 50% , وبالنسبة للناجحات فى الشهادة تتجاوز 60% الى 63% حسب احصاء 2008 .
الموضوع الاول فى كتاب المطالعة للصف الاول نجد درس (المرأة فى ظل الاسلام) وهو بتصرف من كتاب (بنات النبى) والحديث ليس عن مفاهيم الاسلام نحو المراة ومناقشة تلك المفاهيم , وانما يعكس رؤية (بنت الشاطىء) لبنات النبى (صلعم) وسيرتهن ويتناول سيرة (زينب) بنت النبى وفداءها لزوجها عندما كان اسيراً , وهو موقف يُعبر عن اخلاق المجتمع فى ذلك الوقت اكثر من تعبيره عن الاسلام , وهو ليس قدحاً فى الاسلام وانما كانت تلك المفاهيم سائدة عموماً .. تتقاسم ثلاث شخصيات الفعل الايجابى فى هذا النص , النبى (صلعم) , و (عمرو بن العاص) الزوج , و (زينب) .. فى كل الصور كانت (زينب) مُستجيبة اما لعاطفتها لزوجها , او عاطفتها واحترامها لاوامر ابيها .
الموضوع الثانى هو (الفتاة ربة منزل) .. سنجد من خلال الرصد ان الفتاة وردت مرة واحدة كمعلمة , محامية , ما يقرب من 7 مهن كلها وردت مرة واحدة فى موضوع واحد .. ولكنها كربة منزل وردت 17 مرة فى موضوعات مختلفة .. يتضمن موضوع (الفتاة ربة منزل) الافكار التالية , ان اعمال المنزل واجب على الفتاة , عليها تعلمها منذ الصغر , على الفتاة الاعتياد على النظافة والنظام وعدم تأجيل عمل اليوم للغد – فيما يتعلق بعمل المنزل – , عدم التدريب على اعمال المنزل يجعل من الفتاة عبءً على زوجها , تعلم اقتصاد تدبير البيت امر حتمى على المرأة , الفتاة العاملة يتوقف يُصبح نجاحها فى التوفيق بين العمل والمنزل .. هذه الافكار مُركزة فى صفحة واحدة تؤكد على تقسيم العمل الذى يحصر المرأة فى البيت دون المساهمة العامة , لا يتم الاشارة لعمل المرأة دون التذكير بان النجاح فقط هو فى المقدرة على التوفيق بين العمل والمنزل .
الموضوع الثالث هو (الفتاة السودانية بين الامس واليوم) , يشتمل على افكار ان المرأة السودانية ظلت تتخبط فى ظلمات الجهل وتتحكم فيها العادات البغيضة وذلك بسبب رفض الاباء منذ 50 عاماً لتعليم البنات وبسبب الاستعمار , بعد الاستقلال ظهر الاهتمام بالتعليم واقبلت عليه الفتاة السودانية بشغف واستطاعت منافسة الطالب السودانى , فى عام 1968 احرزت طالبة المركز الاول , فى 1999 كان عدد الطالبات فى العشرين الاوائل بنسبة 66% , التوسع فى التعليم جعل الفتاة تقتحم مجالات كانت خاصة بالفتيان , واجب الفتاة اليوم المساهمة فى محو اُمية اخواتها .. يُلاحظ ايجابية هذا الموضوع بشكل عام الا انه يفتقد الاحصائيات العلمية ودور الثقافة والوعى فى معالجة العادات الضارة والربط الميكانيكي بين تلقى التعليم المدرسى والتطور الاجتماعى , كما انه لا يحرص على ايراد اسماء اعلام نسائية لتُصبح حافزاً للطالبات , وكذلك عدم الاشارة لدور نضال الحركة النسوية .
الموضوع الرابع والاخير هو ( دور النساء فى الحركة العلمية) , وتحدث عن ان النهضة العلمية فى المجتمع السنارى شملت النساء , الخلاوى جمعت بين الولد والبنت , اكثر تلاميذ الشيخ (ود مريوم) من النساء , (فاطمة بنت جابر) حفظت القرآن وبنتها (امنة) كانت فقيهة كذلك وتخرج على ايديهن علماء , اقامت (عائشة بنت محمد) مدرسة على النيل الابيض لتعليم الصبيان والبنات ومن تلاميذها الشيخ (خوجلى) و (بتول الغبشاء) وهى نفسها (بتول) التى اقامت مدرسة فى (سنار) وصرفت عليها من مالها وكانت مهارة فى نسخ الكتب .. هذه الحركة خرجت علماء غير الذين درسوا فى الازهر ونشروا العلم فى غرب افريقيا .
الموضوع هنا اشار لاعلام نسائية وهذه ايجابية وخصوصاً انها سودانية , حدث خلط بين مفهوم العلم وحفظ القرآن – الخلط هنا مقصود – , وهو امر يجعل ذهن الطالب مشوشاً .
الموضوعات التى تحدثت عن المرأة عندما تطرح الاسئلة يُصبح التركيز على الجوانب التى تتعلق بالمرأة اقل .
هناك اشارة لمسرحية (حارس البستان) وهى المسرحية الوحيدة فى كل المقرر , نُلاحظ اسماء الاعلام النسائية فيها هى , مالكة البستان والمرأة الفقيرة ونسوة , هكذا دون تحديد .
اخيراً النسب المئوية للدراسة , 34% من الموضوعات التى تتحدث عن المرأة تتحدث عنها كجسد جميل , 26% المرأة موضع للشوق , اما المرأة فعالة وايجابية فهى 13,5% .
شكرا لكم .
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …