‫الرئيسية‬ رأي هواء طلق… فقر الإبداع وعدم خلق وظائف للشباب
رأي - مايو 17, 2020

هواء طلق… فقر الإبداع وعدم خلق وظائف للشباب

فتحي البحيري

الشباب دون الثلاثين الذين يعود لهم الفضل كله في إسقاط النظام السابق خرجوا من مولد السلطة الذي ولغ فيه تسعينيون وثمانينيون بكتكشة مقيتة ومبتذلة. فلم يتم تمثيلهم في هياكلها مثلما ينبغي ولا بأقل مما ينبغي حتى.. ولعمر القارئ الكريم فان ذلك من أكبر علامات فقر الإبداع لدى القوى السياسية في بلادنا. فما كان اجدرها بتقديم قيادات ثلاثينية في هياكلها ومؤسساتها الداخلية أو في سوق المحاصصات البائس التعيس وما كان اجدرنا مجتمعين بالاصرار على قيادات ثلاثينية قومية لمعت في معارك الثورة والتغيير سواء من الداخل والخارج ولكن الذي حدث قد حدث واصبح متوسط عمر العضو بأي من المجلسين فوق الخمسين أو الستين. في ثورة كانت الغالبية الساحقة لثوارها من البضع عشريين والعشرينيين والثلاثينيين.

وكان العشم بعد استواء العواجيز المتجشئين الكسالى على المقاعد الوثيرة التي تسنموها على حساب تضحيات الثوار ودماء الشهداء أن يقدحوا زناد فكرهم المتخثر المرتعش في الكيفية التي يمكنهم بها رد بعض الجميل لهؤلاء الشباب الثلاثينيين أو أقل من ثلاثينيين باستيعابهم في داخل هياكل السلطة ومكاتبها فكان الفصل المقيت البايخ الثاني حيث طفق كل مسؤول ببر حزبه وشلته الاقربين بما تيسر من وظايف دنيا أو وسيطة بشكل سافر ومكشوف ومقزز وجاء الفصل الثالث من فقر الخيال والضمير والحس السياسي الحصيف حين اختارت الحكومة زيادة الرواتب على خلق وظائف جديدة للشباب وطفقت تمد تلاليشها لنفس هؤلاء الشباب مستجدية تصفيقهم وتهليلهم لهذه العبقرية الفذة الخرقاء!

اما كان الأجدر بحكومة الثورة أن تقوم اولا بتسكين شباب الثورة داخل الخدمة المدنية اولا بخلق اعداد كبيرة من وظائف القطاع الحكومي لهم واستخدام جزء من الموارد التي خصصت لهذه الزيادات الكبيرة لتمويل هذه الوظائف الجديدة؟ أن خطوة كهذه إذا وجد لها الخيال والضمير والإرادة الكافية كانت ستمد دولاب العمل الحكومي بطاقات إنتاجية طازجة جبارة ومتحمسة وكانت عجلة الإنتاج ستدور بشكل مذهل وفوق كل ذلك ستنعم السلطة الانتقالية بأكبر مسوغات استمرارها وأقوى عوامل الحراسة والحماية وياليت قومي كانوا يعلمون أو يفكرون أو يشعرون.

وكان هذا كله سيكتمل بتكلفة صفرية لو اكتفت الحكومة العبقرية بزيادة الرواتب بنسبة 100% في هذه المرحلة وخلقت وظايف حكومية جديدة للشباب الثلاثينيين تساوي ضعفي الوظائف الموجودة حاليا.. أو أكثر… في مدخل الخدمة.

عندما نقول بين الفينة والأخرى أن بعض وزارات هذه الحكومة على الأقل تحمل كيمياء معادية للثورة وشبابها وشعاراتها فان ذلك ليس ” من شوية ” وليس سهلا علينا البتة أن نري حكومتنا تتردي في هاوية الخيارات الخاطئة يوما بعد يوم. تلك الحكومة التي يسوؤنا أن تفشل وان تفقد ثقة الشعب فيها بأكثر مما يسوؤها هي ذلك. ويا حمدوك هذا الشعب يحبك ولكنه يحب لك أيضا أن تكون أكثر إبداعا وانجاز وانحيازا للثورة وشبابها وشعاراتها ودماء شهدائها.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …