‫الرئيسية‬ رأي ليلة الغدر ٢٩ رمضان ١٤٤٠ هجرية
رأي - مايو 20, 2020

ليلة الغدر ٢٩ رمضان ١٤٤٠ هجرية

د.محمد صديق العربي

ليلة القدر كألف شهر تتنزل الملائكة فيها والروح ، إنها ليلة مباركة ينقطع العباد فيها الي رب العباد متبتلين، مستغفرين ،مسبحين بحمد رب كريم ، ساجدين فيها لله الخالق العظيم.
مبتغاهم أن يعفو ويغفر ويصفح ويسامح خالق الكون وآهب الحياة، فيها عباده المخطئين التائبين الي رب عظيم.

في عام ١٤٤٠ هجرية في آخر ليلة وِترية من شهر الصيام والقيام من تلك السنة ظن العباد أنها الليلة المقصودة، الليلة المرجوة كانت سماء ذاك اليوم صافية وقُبيل شروق شمس اليوم التالي هطلت أمطار خفيفة علها غسلت ذنوب الخلائق .

في نفس المكان والزمان كان من هو ليس بخالقٍ ولا واهبٍ أو حتي صاحب حق ، كان يتبرص بصبيةٍ لم تتجاوز أعمارهم العشرين خريف ، كانوا نُضراً في عنفوان شبابهم يحلمون بغدٍ مُشرقٍ، يلتحفون ألارض ،وتغطيهم سماء صافية كصفاء نِياتُهم يهيمون حباً بأرضِهم ( أرضُ القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ) يحتضِنونها في غنج وفخر.
بكت سماء ذلك اليوم علي أجسادِهم النحيلة، الغضة، حينما عَلِمتْ السماء بأن ليلة القدر ستكون غدراً وخيانةً ،قتلاً واغتصابا ،سحلاً ورمياً في النهر ، وستعقبها ليالي سوداء كالحة، وأمهات ثكلى ، وأخوات جزعى وقلوب لوعى.

قُبيل ساعة صفر فض سامرهم ، أقسموا بأنهم لن يعودوا الي نقطة الصفر كر وفر ، بل سيلقونهم وجها لوجه، بلا خوف أو وجل، لا تراجع أو إستسلام وبناء وطن يسع جمعهم ويلم شملهم ويداوي جراحاتهم.

مرت ذكراهم بين الجوانح والضلوع، والأكثر حزنا عام على رحيلهم ولم يتبدل حال هذا ألبلد العظيم ونسير بخطي التغيير بأرجل ثقال وآمال عراض فقد عقدنا العزم ولن نتراجع وإن مرت أعوام وأزمان.

يارب في علاك إجعل مثواهم أعالي الجنان وأبدلهم داراً من عندك خيرا من ديارهم وآنس وحشتهم وأربط علي قلوب ثكلى، وأرنا عدلاً بمقدار عدلك عاجل غير آجل في القتلة المغتصبين فإنهم لايعجزونك ياقادر يا كريم.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …