ما يشبه الثورة!

محمد فاروق سلمان

ما يشبه هذه الثورة فعلا ان نرى استقالة المسؤولين التنفيذين ونحن نظن بهم خيرًا قبل ان يصيروا محل خلاف ومسار جدل لا نتبين معه صواب أدائهم من خطله، وتصير عملية التقييم والتغيير اعلى كلفة من كلفة أداءهم والأخطاء فيها حتى وان بدت معقولة فنحن لا نريد ان نعيد ذات حجج الشمولية في التشبث بالسلطة وصياغة الأعذار للفشل وتقديمها بدلا عن صناعة الاسباب للنجاح ودفعه، من سبقوكم قد جعلوا هذا الامر صعب عليكم، فلا تصورونه كمعركة مع النظام السابق فهذه حجة بائسة وخضوع للقيم التي قام عليها النظام الذي سبق، فاجعلوا الامر اسهل لمن يخلفكم فهذه قيمة النظام المدني وجوهر الديمقراطية.

وما يشبه هذه الثورة ايضا ان تبدا دعوات الاصلاح هذه للحرية والتغيير (والتي يبدوا انها انتظمت الجميع!)، ان تبدا هذه الدعوة للاصلاح بذاتك فلا يمكن ان يكون الجميع متفقون على فشل الصيغة الحالية وكل ما يفعلوه حقيقة هو توظيف نبرات نقدها للإبقاء عليها عمليًا! وكفوا عن ترديد كلمة الحاضنة السياسية وضرورة المحافظة على هذه المنظومة الكسيحة الان، فادارة الدولة تحتاج قيادة سياسية فاعلة وعمل مؤسسي يتيح مشاركة الجميع وتوظيف الطاقات الوطنية من خلال قيادة جماعية وليست من خلال هذا التذاكي لاختزال الثورة في شخوصكم وحبس الوطن في طاقات خيالكم وحدود معرفة فقيرة وممارسة لم تختلف عما ثار عليه الناس.