بركة نورين
د. محمد صديق العربي
نندفع وراء عواطفنا وندِير أمورنا السياسية بطريقة المخلوع كثيراً مانبني قراراتنا علي إنفعالاتنا اللحظية.
النزاع في بركة نورين او منطقة الفشقة عموما ليس وليد اليوم وإنما مشكلة متجددة إذ النزاع فيها تاريخي كلما حل وقت الزرع وفلاحة الأرض، والجارة الإثيوبية كحال جُل الدول تبحث عن حل إستراتيجي للامن الغذائي والانفجار السكاني بإيجاد مزيد من الأراضي الخصبة كما في منطقة النزاع ، وكانت كثيرا ما توجد حلول بمثابة مسكن موضعي ، اذ ان الجارة الإثيوبية تتعامل مع هذا الملف بطريقتين ولا تخلو من الذكاء والدهاء:
أولا المستوى الرسمي يعترف بالترسيم الحدوى القديم بأن المنطقة تتبع لجمهورية السودان.
وثانيا المستوى غير الرسمي ومدعوم من الحكومة الاثيوبية وهو غض النظر عن التفلتات والقتل والنهب علي الحدود بالمليشيات ودعمها أحيانا.
كثيرا ماانعقدت لجان وإنفض سامرها ومطالبة الجانب السوداني المستمرة بتكوين قوة مشتركة من الجانبين ولكن دائما ماكان الجانب الأثيوبي يتملص من إبرام هذا الاتفاق ، وآخر هذه اللجان زيارة وفد رئاسي ممثل من وزارة الدفاع والداخلية والخارجية برئاسة وزير رئاسة الوزراء عمر مانيس بخصوص التفلتات والتعديات الإثيوبية في منتصف مايو الحالي.
هذا الملف شائك وبه تقاطعات وتداخلات كثير من محاور الشر والخير ، وجل مخابرات المنطقة حاضرة فيه وبقوة وبيان قوات الشعب المسلحة باستشهاد أفراد من منسوبيها ومواطنين ينذر بأن الايام القادمة ستشهد مزيد من التحركات العسكرية.
في اقل من شهرين هذا التوتر الثاني ولم يمضي زمن بعيد منذ ان أطفأ رئيسي وزراء الدولتين نار الفتنة الأولي وها هي الثانية والثالثة ثابتة.
كثيرا مانستخضر الموقف الإثيوبي من المفاوضات السودانية بعد الانتفاضة الشعبية ووقوف الحكومة الإثيوبية مع إرادة الشعب السوداني وكان موقف يحسب لها، وكثيرا ماغنى بعدها شباب الثورة إثيوبيا يا أخت بلادي وان كان بعضهم يغني نكاية بالجارة الشمالية معتقدون بان مواقفها سلبية تجاه السودان، وشحذ العاطفة بأن مخابراتها لاتعمل إلا على هدم السودان والمصلحة والنظرة الأنانية والسخرية الإعلامية التي جعلت من شباب اليوم ينادى بالافريقية البحتة ولا حتي قبول المكون العربي في مجتمع السودان والفضل يعود إلي إعلام الجارة الشمالية.
علي حكومة الثورة ان تكون واعية جدا في تناول القضايا بما فيه مصلحة السودان اولا واخيرا ولدينا من الخبرات والعقول التي نعول عليها في دراسة مستفيضة عن سد النهضة ومآلاته.
والسعي الجاد في عدم السماح للمكون العسكري بالضغط علي الشق المدني في مجلس السيادة بإعلان حالة الحرب يجب إدارة الملف بحنكة سياسية نخرج منها باقل الاضرار بما يحفظ سيادة الدولة ومخاطبة الجانب الاثيوبي بتفويت الفرصة علي الاعداء واستحضار النظرة المستقبلية التي تخدم المصلحة العامة للبلدين.
والعمل على تحييد أصحاب العباءات الملونة أصحاب الاجندات الخارجية ، فنظرة شباب الثورة الواعي الي هذه العباءات ماهي الا طبقة طفيلية تعيش علي الارتزاق والاستعباد وتاليه الأشخاص ، وأدرك شباب الثورة ان المعبود هو الله وحده لا شريك له وهالك ما كان يعبده آباءهم الأولين.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …