إشعال الحرائق علي الحدود الأثيوبية … من المستفيد؟

تقرير – الشاهد

ألفباء السياسة تقول ان الموقف التفاوضي المصري من سد النهضة ينفعه كثيرا جدا ان تشتعل الحرب بين الخرطوم واديس ابابا لا سيما وان الموقف السوداني قد بدا مستقلا ومبتعدا عن التطابق مع مصر بعد ذهاب البشير الي مزبلة التاريخ. لكنها تقول أيضا أن المكون العسكري في السلطة الانتقالية الحالية ذو مصلحة أيضا في خراب العلاقة مع إثيوبيا نظرا لأنها كانت الاشد إصرارا على عدم الاعتراف بسلطة عسكرية خالصة بعد سقوط البشير في أبريل من العام الماضي.
التوغل في الدهاليز قليلا يخبرنا أن ثمة جهات إقليمية بخلاف مصر وإثيوبيا رغبت وترغب على الدوام في ترتيب الأوضاع السودانية بما يخدم مصالحها واجندتها الخاصة ولكن رغباتها هذه ظلت تصطدم دوما بالموقف الإثيوبي الذي ظل هو الأقرب دائما لمصالح وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة من بين كل المواقف “الشقيقة” و”الصديقة” الأخرى. والتوغل أكثر يخبرنا بما هو أشد بداهة ووضوحا من ذلك كله… وجود مليشيات مسلحة تابعة للأمن الشعبي والدفاع الشعبي إضافة إلى أن ولاء كثير من منسوبي القوات المسلحة والنظامية الأخرى الذين لا يزالون على ولاء للنظام القديم ويودون لو يسود كل أفق على الحكومة الانتقالية الحالية.

هل هناك مصلحة استراتيجية أو تكتيكية لأي من السودان أو إثيوبيا يمكن أن تتحقق بدخول البلدين في مواجهة عسكرية وفي هذا التوقيت بالذات؟

ثمة نزاع على الأراضي الزراعية بالفشقة والتي تقر إثيوبيا رسميا بتبعيتها للسودان ولكن مجموعات إثيوبية مسلحة لا تقر بذلك وتستفيد من التناقضات التي خلقها النظام السابق نتيجة لسياساته وسلوكياته غير المسؤولة وبذلك يتضرر مواطنون سودانيون في معاشهم ومواردهم واراضيهم وارواحهم باستمرار وهذه معاناة يجب أن تتوقف بشكل جذري والي الأبد ليتم سد الأبواب والثغرات على كل من يريد اصلاء البلدين بنار الحرب التي هما في غنى هنا في هذا المنعطف التاريخي المهم.

التحلي بروح المسؤولية يلزم الحكومة الإثيوبية بتفكيك مليشيات الشفتة المعتدية ونزع سلاحها وان تعي أن الضرر بعيد المدى الذي يجلبه عليها وجود هذه المليشيات على الحدود مع السودان أكبر بكثير من أي منفعة مؤقتة يمكن أن تجنيها من التغاضي والتساهل تجاه انتهاكاتها المتكررة لحقوق وكرامة ومقدرات وموارد ودماء المزارعين السودانيين بالفشقة ونفس هذا التحلي يلزم حكومة الثورة السودانية بسرعة تطهير القوات المسلحة السودانية من العناصر ذات الولاء للنظام البائد وتفكيك مليشيات الأمن الشعبي والدفاع الشعبي والتي لن تألو جهدا في تسميم الأوضاع وتخريبها بأي شكل تقدر عليه وبأي مقدار تستطيعه.