‫الرئيسية‬ تقارير هل هناك مقاومة جدية للمؤامرة التركية على السودان؟
تقارير - يونيو 6, 2020

هل هناك مقاومة جدية للمؤامرة التركية على السودان؟

تقرير– الشاهد

في حين يخرج بين الفينة والأخرى احد مسؤولي السلطة الانتقالية ليقول بملء الفم أنه من المستحيل عودة النظام السابق للحكم مرة أخرى فإن الوقائع الموضوعية تقول ان النظام السابق لا يزال موجودا ومتمكنا بشكل أو بآخر داخل دهاليز السلطة التنفيذية نفسها من القمة إلى القاعدة عبر عناصره في الشرطة والأمن والجيش وعبر تحالفات مكتومة مع بعض أحزاب الحرية والتغيير التي أحكمت قبضتها على وزارات مهمة مبقية عناصر النظام السابق في تلك الوزارات مع سبق الإصرار والترصد وعبر الأسلحة الثقيلة التي لا زالت بأيدي الأمن الشعبي والدفاع الشعبي وهيئة العمليات وحتى بأيدي ما يسمى بالوحدات الجهادية المكونة من طلاب الجامعات المنضوين تحت تنظيمات الاسلاميين المحلولة وغير ذلك من مليشيات تابعة لهم. لا يبدو أن الحكومة الانتقالية لديها خطة لعمل شيء إزاء كل تلك المخاطر الحقيقية التي تجعل من احتمال عودة النظام السابق واردا بنسبة تفوق بكثير ورود احتمال عدم عودته. فمن أين يأتي المسؤولون الانتقاليون في الخرطوم بهذه الثقة المفرطة أن النظام السابق سوف لن يعود على الإطلاق؟

يعتمد أولئك الحالمون على أن المجتمع الدولي والإقليمي سوف لن يعترف بانقلاب على السلطة شبه المدنية الحالية.. لكن من قال ان الفلول سيحتاجون اصلا لانقلاب كي يعودوا؟ لقد رأى الناس كيف أن بعض أحزاب قوى الحرية والتغيير في أتم الجاهزية للانقسام على نفسها وللقبول بالاسلاميين كشركاء في تحالفات جديدة تقوم على أنقاض التحالف القحتي الذي يسعون لهدمه الان حثيثا.
ويعتمد بعض الحالمين بعدم عودة النظام السابق علي ما يسمونه صحوة الشارع واسنيقاظ لجان المقاومة.. وهذا صحيح في حد ذاته.. الشارع السوداني محصن ضد قبول الإسلاميين في السلطة مرة أخرى.. لكنه جاهز لمقاومتهم متى ما تسلقوا إليها وليس جاهزا بأية حال لمنع محاولات هذا التسلق وبترها في مهدها بأي حال من الاحوال.

الواقع انه لكي تكون للسلطة الانتقالية القدرة على التحصن ضد هذه المحاولات التي لم تتوقف ولن تتوقف لحظة واحدة.. فإنها يجب أن تمتلك قدرات دبلوماسية واستخباراتية أكبر بكثير من التي تتوفر لديها الان ومؤخرا نشرت مصادر صحفية إماراتية تقارير في غاية الخطورة تقول انه في حال سيطرت تركيا على ليبيا فإنها ستشكل خطرا أمنيا كبيرا على استقرار السودان، مستخدمة فلول الكيزان المدحورة ، لا سيما أن تركيا تدعم حركة الأخوان المسلمين العالمية وتأوى الهاربين من كيزان السودان . وحسب تقرير ورد فى العين الاخبارية، فإن الفلول الهاربين يمارسون نشاطا سياسيا متكاملا لضرب الحكومة الانتقالية بقيادة مساعد البشير فيصل حسن إبراهيم ، ولديهم دوائر مغلقة لإنتاج محتوى إعلامي، أسندت مهامها إلى وزير الإعلام في العهد البائد ياسر يوسف. ويقومون ببث هذا المحتوى عبر عدد من الأبواق، بينها قناة طيبة المملوكة للإرهابي عبدالحي يوسف، ومواقع إلكترونية، أبرزها “سحر البيان” التابع إلى مها الشيخ، زوجة مدير المخابرات سابقا محمد عطا.
وأشارت المصادر إلى أن فيصل حسن إبراهيم يتولى ملف الاستثمار في أموال الحركة الإسلامية السياسية بعد أن تمكن من تهريبها إلى تركيا .
ووفق التقارير فإن تركيا تأوي قيادات بارزة بينهم اثنان من مساعدي الرئيس المعزول، وهما إبراهيم محمود حامد، وفيصل حسن إبراهيم، بجانب مدير المخابرات سابقا، محمد عطا المولى، وزجته مها الشيخ. وتأوي أيضا العباس البشير، شقيق الرئيس المعزول، بجانب حامد ممتاز المسؤول السياسي في حزب المؤتمر الوطني المحلول، وياسر يوسف وزير الدولة بالإعلام سابقا ورئيس قطاع الإعلام في حزب المؤتمر الوطني الحاكم إبان حكم البشير.
والأخطر من ذلك كله انه يتواجد بتركيا أيضا عمار باشري وهو العنصر الأبرز في الأمن الشعبي “جهاز سري يتبع للحركة الإسلامية السياسية”.
ويعتبر عمار باشري أحد أبرز كوادر العنف في نظام الحركة الإسلامية السياسية، ومتهم بتنفيذ اغتيالات وسط الطلاب المناوئين لتنظيم الإخوان الإرهابي في الجامعات السودانية. كما تحتضن أنقرة عددا من قيادات الصف الثاني والثالث في تنظيم الإخوان تحت مظلة منح دراسية مدتها 5 سنوات، بجانب عبدالحي يوسف الذي ظل متجولا بين الدوحة وإسطنبول، مع توفير ملاذ آمن لقناته الفضائية “طيبة” بعد أن أغلقتها السلطات السودانية لمخالفتها قواعد البث المعمول بها في البلاد
الصورة الكاملة أشد فظاعة وخطورة وإذا أضفنا إليها مؤثرات ومؤشرات وجود اتصالات الان بين الدوحة واحد أبرز المسؤولين السياديين في الخرطوم فإن عدم سرعة التحرك للحيلولة دون عودة النظام السابق الان يوشك أن يكون بعد قليل جريمة لن تغتفر وخطأ غير قابل للإصلاح على الإطلاق.

‫شاهد أيضًا‬

دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر

د. أسامة تاج السر : تمثل دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر، واجهة كبرى من واجهات جامعة الخر…