‫الرئيسية‬ رأي تجمع المهنيين الخرطوميين
رأي - يونيو 7, 2020

تجمع المهنيين الخرطوميين

جعفر خضر

إن تمثيل – تجمع المهنيين السودانيين – للمهنيين، أو حتى للسودانيين كلهم أجمعين، من الممكن أن يكون مقبولا جدا في بداية الثورة، لكنه الآن، بغض النظر عن الطرف الذي سيؤول إليه التجمع، غير مقبول على الإطلاق، بل حتى لو اتحدا الآن “وبقت صافية لبن” فإنهما لا يمكن أن يمثلا المهنيين في كل السودان بعد أن مرّ أكثر من عام على الثورة.
إن كل الصراع الدائر الآن في تجمع المهنيين تغيب عنه حقيقة بسيطة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، هو أن هذا الصراع صراع خرطومي بحت في شأن قومي يهم – على الأقل – المهنيين في كل السودان، بل يهم الشعب السوداني بأكمله.
ويحدث هذا بسبب العقلية المركزية التي لا ترى أبعد من خرطوم الخرطوم، أو أبعد من تحالفها أو حزبها الضيق، وفي بعض الأحيان لا ترى أبعد من أرنبة أنفها الشخصية.
إن الطرفين المتصارعان في تجمع المهنيين، في غمرة معركتهما التي وصل غبارها عنان السماء، لن ينتبه أي منهما إلى أن التجمعات المهنية بالأقاليم لا محل لها من الإعراب، بل هي خارج الذاكرة تماما،
علما بأن تجمع المهنيين السودانيين، محل الصراع الآن، ليس جزءا من الحرية والتغيير – ولاية الخرطوم وإنما هو جزء من الحرية والتغيير القومية – جدلا – التي تخص كل السودانيين، والتي صنعت، وتصنع، القرارات المصيرية التي يتأثر بها السودانيون كلهم في بركة نورين، أو جرجيرة أو شلاتين..
بالرغم من أن الطرفين متصارعان، إلا أنهما متفقان تماما على إقصاء الأقاليم، أو في حقيقة الأمر هما لم يفكرا حتى في إقصاء الأقاليم، بل سارا على الروتين، لم يفكرا بغيرهما، وإنما هما يسلكان السلوك الذي صار طبيعيا في كل العهد الوطني.
وستعمل قوى الحرية والتغيير، في كل الأحوال، على تعزيز خرطومية تجمع المهنيين، إما باعتماد الممثلين للتجمع في المجلس المركزي، بالانتصار لطرف خرطومي دون الآخر، أو بإنجاح وساطتها بين الطرفين الخرطوميين وحل الخلاف، واعتماد الممثلين المتفق عليهم، ولن تسأل الحرية والتغيير بكل كتلها عن تمثيل الأقاليم في تجمع المهنيين، لن تسأل أبدا! ، مما يرسخ أكثر وأكثر خرطومية التجمع لتتواصل كحقيقة سياسية بديهية.
وأرى أن بعض المهنيين بالولايات، ربما كثيرون، منغمسون في صراع المهنيين الخرطومي كمشجعين، وليس كفاعلين، إذ أن تجمعات المهنيين بالولايات ليس لها أي تمثيل في تجمع المهنيين السودانيين “القومي” مجازا، ولم يكن هذا التمثيل للأسف طرحا لأي من الطرفين المتصارعين، حتى تتوفر أسباب إقليمية لتأييده.
بل أن كثيرا من المهنيين بالولايات راضون عن هيمنة تجمع المهنيين على زمام الأمور بالخرطوم، بل بعضهم يتسم بذات العقلية المركزية التي ترى أن تجمع المهنيين بحاضرة الولاية، هو تجمع مهنيي الولاية كلها، متجاهلين تجمعات المهنيين بالمحليات، فليس مهنيو الخرطوم هم الأشرار، بل الشريرة هي العقلية المركزية أينما وجدت.
ده أصل الحكاية وضروري النضال

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …