تقرير ميداني عن الأوضاع الصحية بولاية شمال دارفور

الفاشر – الشاهد

عاشت ولاية شمال دارفور ولا سيما عاصمتها مدينة الفاشر في الأيام القليلة الماضية حالة من الخوف والرعب وسط المواطنين بسبب تقارير صحفية أشارت الي تردي الأوضاع الصحية بشكل كارثي نسبة لجود إخفاقات وتقصير في إتخاذ التدابير الوقائية و ظهور جثث بشوارع مدينة الفاشر وتزايد أعداد الوفيات، تقارير سجلت تقريبا حالة وفاة أو أكثر برأس كل ساعة مع نقص حاد في الكوادر الطبية مقرونة بعدم تواجدهم الدائم بمراكز العزل مما تسبب في وفاة عدد كبير من المرضي ..
إنطلاقا من واجبنا ومسؤوليتنا تجاه الوطن والمواطن قامت لجنة العمل الميداني بتكون لجنة فرعية بالتنسيق مع حمات الثورة و تنسيقية لجان المقاومة بالولاية والصحفيين للتقصي حول محتويات التقارير الصحفية وبيانات وزارة الصحة من أجل الوصول الي الحقيقة وتمليكها كاملة للمواطن، وعليه قامت اللجنة بالآتي:

١- زيارة مركز العزل (٢) المقام بمبنى الحوادث الجديد غرب مستشفى الفاسر التعليمي.
٢- زيارة كل من المقابر الآتية: التيمانات، أولاد الريف، و التجانية.
٣- زيارة مستشفى نبض الحياة، مستوصف إقرأ، و حوادث مستشفى الفاشر التعليمي.
٤- مقابلة (5) من أسر المتوفين بعد قرار الوالي، مقابلة (5) من مرضى كورونا -١٩ و إستطلاع المتواجدين سابقا بمركز العزل القديم (زمزم) هاتفيا، بالإضافة الىإستطلاع كل المرضى الموجودين بمركز العزل الجديد.
٥- إجتماع مع إدارة وزارة الصحة ممثلة في مدير عام وزارة الصحة بالولاية، مدير الوبائيات والطوارئ الصحية، مدير مراكز العزل، ومدير الطب العلاجي.
تمت كتابة هذا التقرير عقب هذه الإجتماعات والزيارات الإستطلاعية والإستقصاء الميداني أعلاه.
ميدانيا:

# مراكز العزل:
يوجد مركزان للعزل في مدينة الفاشر وهما: مركز زمزم ومركز العزل بالحوادث الجديد غرب مستشفى الفاشر التعليمي.

# مشاهدات من داخل مركز العزل بمبنى الحوادث الجديد:

المركز مكون من طابقين أرضي و علوي و مساحة خارجية، يحوي الآتي:
مكتب للمدير الطبي، مخزن للمعدات و المستلزمات الطبية، غرفتين للعمال، غرفة لتبديل الملابس، غرفة خارجية للشرطة.في المدخل توجد غرفة إستقبال تدار بواسطة معاون صحي وهو المسؤول عن مراجعة وسائل السلامة للأطباء والكوادر العاملة في المركز.
يحوي المركز أيضا عدد (10) عنابر، داخل كل عنبر عدد (5) أسرة، وعدد (5) أجهزة تنفس صناعي بالإضافة لأجهزة الأوكسجين التقليدية.
يشتمل المركز على غرف إضافية إستغلت كمكاتب للأطباء، الدعم النفسي، التمريض، صيدلية داخلية، مشرحة، وغرفة علميات مجهزة بالكامل، بينما قسم الأشعة لا يعمل في الوقت الحاضر و ذلك لعدم توفر محول كهربائي يضمن سلامة الأجهزة، و وجدنا بالمركز عدد (3) وابورات توليد كهربائي.

# الكوادر العاملة بمركز العزل الجديد:

يوجد بالمركز مدير طبي و عدد (25) كادر من مختلف الأطر الصحية يعملون بالمركز مقسمون على حسب إختصاصاتهم المختلفة في الجوانب الوقائية والعلاجية.

# الأدوية و مستلزمات الأمان:

بتاريخ الأول من يونيو 2020 م وجدنا بالمركز كمية قليلة من مستلزمات الحماية التي لا تكفي لأكثر من (3) أسابيع، في الفترة السابقة تم توفير المستلزمات الحالية من وزارة الصحة الإتحادية والمبادرات الشبابية لأبناء الولاية بالداخل و الخارج.
أما بالنسبة للأدوية متوفرة بكميات مطمئنة مع وجود نقص في فايتمين C.

#الإعاشة:

يتم تقديم ثلاث وجبات يوميا بالمركز الجديد، بينما أفاد المرضى بالمركز القديم (زمزم) بتقديم وجبتين فقط في اليوم.بحضورنا تم تقديم وجبة غذائية بواسطة إدارة التغذية العلاجية مع تقديم العصائر الطبيعية كبديل لفايتمينC.وعلمنا من إفادات الأطباء والعاملين بأن تم التعاقد مع مطعم خاص لتوفير هذه الوجبات، لكن ما تم ملاحظته أن الوجبة غير مناسبة مقارنة بالجهد المبذول.
# التعامل مع أسر المرضى والمرافقين:

لا يسمح بدخول المرافقين داخل مراكز العزل، ويتم التواصل مع أسر المرضى عبر أرقام هواتف مخصصة،
ولكن وصلتنا بعض الشكاوي من الأسر بأن هنالك تأخر في الإستجابة وأحيانا عدم الإستجابة لإتصالاتهم.

# من جانب آخر هناك معزولين منزليا، و على حسب إستقصاءنا، أفاد عدد من المستقصين بأن هناك إهمال بالمتابعة نوعا ما من قبل الوزارة، مع عدم الإهتمام الكافي بمتابعة المرضى بصورة يومية من الكوادر الصحية.
# الإستجابة لحالات كورونا-١٩:
خصصت وزارة الصحة (6) أرقام طوارئ للتبليغ عن حالات الإشتباه، كما تم تشكيل (4) فرق طواريء لمدينة الفاشر و (17) فرقة إستجابة للبلاغات من جميع محليات الولاية.
# من خلال إجتماعنا مع الوزارة تم التأكيد على أن نسبة الإستجابة ضعيفة على حسب إفادات المواطنين، و أن معظم حالات الإشتباه يتم إحضارهم بواسطة أسرهم إلى الحوادث.
# لم يكن هناك زيارة لمركز العزل (1) بزمزم لأن المركز تم إخلائه من المرضى منذ (4) أيام، أي من قبل أن نقرر الزيارات الإستقصائية هذه، وعليه تم الإتصال بأسر المتخرجين أو المتوفين، حيث تم التأكيد بأن كانت هنالك خدمات صحية مقبولة وإهتمام كامل من جانب الأطباء والعاملين بالمركز، فقط اشتكوا من ردائة البئية الخارجية وبأن المكان غير صالح للعزل، حيث تم قطع الكهرباء أكتر من مرة مع عدم الإنتظام في مواعيد الوجبات وخاصة وجبة الإفطار إذ يقدم حوالي الساعة 12 ظهرا.
# التعامل مع حالات الوفاة:

في حالة الوفاة يتم الإتصال بأسرة المتوفى أولا، ثم يتم تجهيزه وتكفينه ولفه بأكياس الموتى، و لوزارة الصحة فريق مكون من (4) أفراد مسئولين من عمليات دفن الموتى، و لكن دائما ما يواجهوا بإصرار الأهالي على القيام بعملية الدفن بأنفسهم مما يضطرهم الي تدريب الأهالي على ذلك وتوفير اللبس الواقي لهم.
# هناك تفاصيل دقيقة يتم عرضها في المؤتمر الصحفي التى تنظمها اللجنة في مقبل الأيام.
# في إجتماع اللجنة مع مدير عام وزارة الصحة الولائية و مدراء الإدارات الفرعية رحب الدكتور سليمان آدم إدريس المدير العام باللجنة و أقر بالقصور وأكد أنهم بشر يصيبون ويخطئون وبعد نقاش مستفيض وشفاف خلصنا الى التوصيات الاتية:

* أولا على المدير العامتوفير الحماية للكادر الصحي العامل بالولاية مقابل المجهود الذي يقدمونه في ظل الظروف الصحية الصعبة التي تمر بها البلاد.
* تعين مستشارين لمراكز العزل و المستشفيات.
* زيادة عدد فرق الإستجابة السريعة لتغطية مدينة الفاشر بالإضافة الى المحليات و معسكرات النازحين.
* تكوين غرفة خاصة بعمليات الدفن بالولاية، وذلك بتخصيص مبني بكامل تجهيزاته و فريق متخصص و مركبة مناسبة لخصوصية الغرض مع تحديد رقم هاتف خاص بغرفة الوفيات يملك للمواطنين.
* توفير محول كهربائي بمركز العزل الجديد وخط كهرباء ساخن لضمان تشغيل جميع الأجهزة الطبية وخاصة أجهزة الأشعة والتنفس الصناعي.
* فرض رقابة صارمة على حظر التجوال.
* تنوير المواطنين بحالات الإشتباه، الإصابة، التعافي، و الوفيات بواسطة منصة إعلامية خاصة بالوزارة.
* إقامة مؤتمر صحفي في أقرب وقت ممكن بغرض تمليك الحقائق للمواطنين وتوضيح أماكن القصور وفرص التحسين.
* واجبات الوزارة الاتحادية:
– توفير معدات ومستلزمات الحماية و الوقاية للكوادر الصحية بصورة كافية تضمن قدرتها علي تقديم الخدمات علي أوسع نطاق.
– توفير الادوية اللازمة وإكمال النقص في قوائم المستطبات بالولاية.
– توفير عدد كافي من سيارات الإسعاف المجهزة علما بأن المتوفر حاليا لقسم الوبائيات بالولاية فقط عدد واحد سيارة إسعاف، مما يضر بسرعة إستجابة الأتيام.
– توفير جهاز PCR ومعمل مجهز ومطابق لمواصفات فحص الفيروسات ومنها فيروس سارس-2 المسبب لمرض كورونا-19 المستجد وتدريب إختصاصيو المختبرات وإنشاء معمل مركزي بالولاية.
* على المواطنين التبليغ الفوري في حالة ظهور أي من أعراض كورونا عليهم، أو الإتصال بطوارئ الوزارة لإجراء اللازم.
* عدم المساهمة في نقل الشائعات في ظل هذه الظروف الصعبة التى تعيشها البلاد.