‫الرئيسية‬ رأي الموقف الآن …!! إن في الصمت كلام …!!!
رأي - يونيو 18, 2020

الموقف الآن …!! إن في الصمت كلام …!!!

الطيب عبد الماجد

نقدر حرية التعبير في كل مايمس الوطن والمواطن وهي إحدى المكتسبات الرئيسية والأساسية التي قامت من أجلها الثورة …!!
ولكن التعبير أحيانا له إشتراطات وأسس ..!!
أقلها أن يكون لديك تصور لمواطن الضعف و ومواقع الخلل ….وكيفبة التصدي ..

فكل من يقول أن الدولار وصل السما …!! والأسعار لاتطاق ….!! والأزمات تخنق السودان ….!! والوضع خارج السيطرة ….!!!
عليه ان يرفق ذلك بتصور بسيط للحل وكيفية الخروج من هذه الأزمات ….!!

ولنذهب مباشرة لخط النهايه وهولاء الذين يدعون فقط لذهاب الحكومة ….وان هذا هو الحل المتاح …!! ودعونا نفترض جدلا هذا التصور ونقر بقبوله ومشروعيته…!!!

يبقى هناك سؤال بديهي وجوهري يفرض نفسه …!!

ماهي الصيغة القانونية والتشريعية التي تستندون اليها لإحداث ذلك …!!!؟؟
(( ولا ساكت كدا بس لقينا المقاس ما ( ظابط ) عايزين نغير ( القميص ) …!!؟؟))
وهل هناك أي تصور واضح لما بعد ذلك …!!!؟؟؟ ولا زي
ما تجي …تجي …!!

ولا أقصد هنا بأي حال من الأحوال قصة ( البديل منو ) ….!!
فهذا المصطلح البائس قد انتهى ولن يعود …!! ويجب محوه من القاموس السياسي السوداني …!! كواحدة من تجليات هذه الثورة ..!!
وقد صرعونا ب ( فوبيا ) البديل منو ..!؟؟ والبديل وين .!؟؟ والبديل سوريا …!!؟؟ وطلع إنو ممكن يكون في ألف بديل ..

إذن تبقت هناك فقط أطر تشريعية وقانونيه متاحة
….
ولكن في المقابل فهناك عشاق القفز على الحواجز
الداعين لتجاوز الفترة الانتقالية برمتها والإتجاه مباشرة نحو صناديق الإنتخابات المبكرة …!!

كأننا خلاص ( مقطعين ) الديمقراطية …!!

أولا نحن لسنا ببريطانيا ( تشريعيا ) وليس لدينا ذلكم الإرث الديمقراطي الراسخ الذي نعول عليه حتى نلجأ لمثل هذه الخيارات والحلول ….!!

فنحن منذ الإستقلال وحتي الآن عشنا عقدا ونيف ديمقراطية ( مجهجهة ) …!! وأكثر من خمسين عقدًا من الحكم الشمولي العسكري المطعم أحيانًا بالزهور والورد ..( مبكرة بتاعة شنو ….!!!) ….!!

وقفزة أخرى حرة تتمثل في قصة الكاب ولا الأحزاب ( المشغلنها ) لينا اليومين ديل …!!
فحقو الناس تفهم إنو قصة إنقلاب عسكري دي تاني مافي …!! لا بشكلو التقليدي أو غير التقليدي كما فعلت الإنقاذ ….!!
الفلم دا خلاص انتهى …. نحن عارفين وهم عارفين ،،!! والعالم عارف …!! وهناك تعقيدات دولية (( حقيقية )) تحول دون هذا التوجه …!!
السلاح الذي يحكم العالم الآن هو الإقتصاد والدولارات …!! وليس الهاون والدوشكات ……!!!والطلقة ما بتقتل ….بقتل غياب ( بندول ) …!!

و بتأمل الواقع نجد أن المشهد السياسي السوداني لايخرج من أربع فئات …

أولا المحسوبين علي النظام السابق وديل طبيعى أن يكونو ( ضد ) …!!
حتى لو وزعت الحكومة ( المن والسلوي ) وأحرز الجنيه هدف التعادل في الدولار ….!! دي مسالة قناعات وتوجهات ماعندها دخل بنجاح أو إخفاق الحكومة …!!

والفئة الثانية تتمثل في أصحاب المصالح الذين تضرروا من ذهاب الإنقاذ …والتي وفرت لهم النفط مقابل ( العواء ) …وهم من المؤلفة قلوبهم ….وليس لديهم إنتماء …..!!
ولائهم لمصالحهم فقط بغض النظر عن من يحكم..!!

المتشددون في النظام السابق والتنظيم كانو يحذرون منهم على الدوام وأنهم ( حيجيبو العيد ) ….!!
وبعد ثبوته بالفعل …!! كان لسان حالهم يقول ….
أغروك ولا براك نسيت عشرتنا وأيام الصفا ….

ولاشك ان كثيرين من هذه الفئة تضرروا بشكل مباشر لذهاب الحاضنة وتوقف الإمداد..!! فتعثرت مصالحهم وتبعثرت الأحلام وبالتالي هم تلقائيا ( ضد ) …!!
الا إذا لقو ليهم ( عضة ) في الأجواء دي …بغيرو رأيهم
وهي أمنيات تبدو بعيدة المنال حاليًا …!!
والشعب كلو واقف في خط التماس يحمل العلم ويراقب …!! وقد إنتهى زمن التسلل …!!!
أما الفئة الثالثة وهي جماعة كانت تمني النفس بالشراكة الكاملة و أخذ فرصة أكبر في الحكم ….!!
( حتى لو إنتقالية …!! )
ولكن هذا لم يحدث …!!
ووجدوا أنفسهم خارج التشكيلة ….
فمن الطبيعي وجدا كمان إنهم يكونو مسجلين في شريحة ( ضد ) ….!!
وهولاء أكثر ( شراسة ) في معارضتهم …!! لأنهم حاسين بالغبن ….!!
يلتقو مع الفئة الأولي في الأهداف ويتقاطعوا معها في المنهج …!!
وذات نظرية ( المن والسلوى ) تنطبق عليهم …!!
إلا من رحم ربي …!!

واخيرا نجد الفئة الرابعة وهي الفئة الغالبة …!
و ديل الناس العاديين والوقود الحقيقي لهذه الثورة دون أي توجه معروف بما فيهم الشباب الذي كانو يحاورون ( التاتشرات ) في شوارع الخرطوم ومدن السودان وبواديها … وبذلوا دمائهم رخيصة في سبيل
ذلك فهؤلاء من حقهم ان تكون لهم الكلمة العليا ….!!!

لأن الفئات الأخرى يترسخ في أذهان الكثيرين منهم أنهم فقط الأقدر على إدارة شئون البلاد والعباد …!
وهذه واحده من الإشكالات الكبرى التي تفتك بالوطن تحت عنوان …!!
( أنا أو الطوفان …!!) ….!!!
وبالعموم …أي فرد أو كيان يسعي للمنصب والسلطة بيده وأسنانه …..!! دا طوالي ( أقتع منو ) …!!
الزول المنو فايدة …السلطة بتمشي ليهو ….ما بمشي ليها …!!

لذلك منتظرين نسمع آراء الفئة الرابعة ورغم غلبتهم لايوجد من يتحدث باسمهم عشان كدا بسموها الأغلبية الصامته ….!!وفي بلدي السكوت من دهب ….!!

ديل كلامهم بكون في الشارع …!!
ولما ينضمو الرصاص ذاتو بسكت …!!
وتجدهم يجتمعون من حيث لاتحسبون …!!!

لذلك كثيرا مايخرج متحدثون باسمهم أفرادًا وجماعات …و بكل ثقة الواحد منهم يقول ليك
( باسم الشعب )…!!
ولسان حال الشعب كله يقول ..!!
إنت جيت قاصد تزورنا ولا عابر سكة فايت …!!

وهذه الفئة هي الأكثر هدوءا الآن رغم الجراح لسبب بسيط وهو أنهم كانوا الأكثر حراكا في الثورة وهذه تسمى ( إستراحة المحارب ) ….!!
لديهم ثورة أنجزوها وينتظروا مردودها ….!!
يعني ما ودو ليهم ( عيش ) الطاحونة مفروض يستلموه ( دقيق ) بعد خمسة دقايق …
إنها ثورة ……!!!وليست نهائي الممتاز ياسادة ….!!

لذلك فهم ينتظرون …!!
…..ويقيمون ..!! ويصبرون …!! ومن ثم يتخذون المواقف ….!

والثورات أصلا وتاريخيا تمر بمراحل تطور جيني بدأ بالمخاض العسير مرورا بالوقوف …!! حتى تبلغ الرشد والتشكيل ….!! وذلك يحتاج لعزيمة وصبر جميل …!!

لكن من إعتاد أن يمسك ( الريموت ) يكون دوما ملولا وشغوفا بالحركة والتنقل ويريد متابعة برامج بعينها حتى لو كانت عكس المزاج العام …!!!
ونطمئن هؤلاء أن هذه القناة خلاص ( إتشفرت )
…عايز. تشترك تدفع…!! (( تجرد ..!! ووطنية…. ونكران ذات ….!!! ))
وهي متاحة للكل وفق الشروط أعلاه ….!!
( فالتوجه لنفسك …!! والوطن للجميع

ولكن كل هذا لايقلل بالمطلق أن هناك كثير من الأزمات الحقيقية التي نعيشها و أن الحكومة تفشل في التعاطي معها وفق رؤية واستراتيجية واضحة
وأن هناك وزراء يبذلون جهدًا مقدرًا وملموسًا وهناك في المقابل آخرون لا نعرف حتى ( أسمائهم ) ..

وعلى الحكومة أن تنتبه ….وأن تعلم انها تحت عين الشعب والذي يعرف كل شيئ ….!!
نعم ….!! …….
كل شيئ ….!!
يجب أن يكون المواطن وصحته ومعيشته وأمنه هو هاجسكم الأول والأخير وأقصى أولوياتكم فهو من أتى بكم إلى هنا …!! وقادر على أن يرجع بكم الى هناك…!!

تحدثوا الي الناس في شؤونهم ….!! وأشركوهم في صناع
القرار ….!! وكونوا أكثر قربا …!!

وتذكروا دوما قصص من سبقوكم …!!
إن في قصصهم عبرة يا أولي الألباب ….!!
لعلكم تتفكرون ….!

وإذا تحدثنا فقط عن مساحة الحرية التي توفرت
نجد أنها مكاسب يصعب التفريط فيها
و جماعة ( الضد ) نفسها تعى الأمر وتقول ماتشاء كيفما تشاء ….!!
وبعضهم ينادي نهارًا جهارا بعودة ( الكاب ) في ذات المكان الذي اكتمل فيه للثورة النصاب …!!
(( إنها الأقدار عندما تحلق في سماء الدهشة وتلامس السحاب ))

وبالتالي علينا نحن في المقابل أن نتماهى مع التجربة كلها …!! وان لا نستبق الأحداث والنتائج …..!!
فهذه ثورة بذلت فيها الدماء والأرواح ….!! وقدمت فيها التضحيات ….!!!

صحيح أن لكل شخص توجهه وقناعاته وميوله ووجهة
نظره التي تقدر وتحترم ….!!!
لكن لابد من ميثاق شرف …يجعل مصلحة الوطن العليا فوق كل إعتبار …!! وأن تمنح الفرصة كاملة لما ارتضيناه من شكل للمرحلة ……!! وان ندعها تمضي بتصحيح المسار ودعم الجهود …!!
بدلًا من قطع الطريق نحو المجهول ….!!
يامن صبرتم الثلاثين كيف ضاقت عليكم الاثنين !!؟

ولنتعلم من كل الأخطاء حتى نستشرف واقعا جديدا كله حرية …! وسلام …..وعدالة …..!! وفوق كل ذلك ……!! أمل …..
وهذا لايعني ترك الحبل على الغارب بل لابد من تفعيل منظمات المجتمع المدني وقوى الشارع لتكون الرقيب على الأداء العام للدولة والحفاظ على مكتسبات الثورة وحمايتها ….!!
وأهمس في أذن صناع القرار والحكومة صحيح ان الشعب لم يمنحكم شيك علي بياض …لكنه ملتزم بتاريخ الإستحقاق والسداد …!!
ويومها يكون الحساب ….!!! والحساب ( بلد ) …!!

ورغم الضباب وهذي الصعاب ….!!
ترانا عابرين …!!! ….
والزاد مدد …!

#سوا_بنقدر

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …