‫الرئيسية‬ رأي ٣٠ يونيو جس النبض
رأي - يونيو 21, 2020

٣٠ يونيو جس النبض

د.محمد صديق العربي

عقب تشكيل حكومة الفترة الانتقالية أصيب عدد كبير من الذين خرجوا لإسقاط نظام الجبهة بخيبة أمل وتكدر وسخط عام بعيد ان تم تحميض الصورة وظهرت معالمها وأكثر ما غار في النفوس الصورة المهزوزة لبعض وزراء الانتقالية.

لابد من وضع بعض الحقائق إذ لا نجد تبرير لقصور بعض الوزراء وإنما تناول الأمر بموضوعية اولا هذه الوزارات كانت عبارة عن مباني فارغة من محتواها وإنما كانت في العهد البائد ماهي الا مكتب للوزير المعين وبعض خاصته وواجهة ليس إلا، فمثلا وزارة التجارة ماكان لديها اي دور في ما يدور في أسواق وحوائج الناس ولا تهتم لذلك ؛ وكذلك وزارة الطاقة لا تعرف حتي كيف يتم إستيراد المحروقات وإنما هناك وزارات كاملة مغيبة تماما عن دورها وهذا اس مشكلة بعض الوزارات الان فهي فقيرة في مواردها ولن تجد موطي قدم لها في الإحكام والإمساك بواجباتها بيُسر، اذ تغولت عليها جهات أمنية بمسميات شركات والان تتحكم فيها كيفما شاءت واذا أرادت خلق صفوف وانعدام تام لاي منتج لن يكلفها الأمر سويعات.

لا توجد دولة عميقة بالمفهوم المعلوم وإنما تكمن في قصور أداء بعض الوزارات المستضعفة التي لا حيلة لها وهذا بالطبع لا ينفي وجود ضعف عام في إختيار رئيس الوزراء لكثير من وزراء الإنتقالية كنا نحتاج في هذه الفترة لطيور جارحة و ذئاب ضارية (إذ لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب) ؛ وكما أعتقد بانه صُعق بما وجده من بعضهم ، وهو الى الان في حالة صدمة وأتمني أن يفيق الرجل قبل ان يفوقه الشعب بثورة تطالب بإقالته قبل الوزراء المُختارين وفيهم من يطمح بمكانة رئيس الوزراء نفسه، ولا يعمل بمهنية وفشله في الزريع في وزارته وواضح ذلك في الإقالات والاستقالات المتكررة ؛ إنما يعمل بمكر سياسي وواضح ذلك في خطاباته التي تنشر علي الملأ بإيعاز من حاضنته.

سوف تخرج الجموع في يوم الثلاثين من يونيو وكما أتوقع ان يحاول إلتقاطها بواسطة عسكريو مجلس السيادة وأخص في ذلك قوات الشعب المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات العام دون قوات الدعم السريع لانهم ليسوا علي قلب رجل واحد إذ أن كل منهم يتبع لمحور مختلف عن الاخر ؛ الأول يتبع لمحور مصر والآخر يتبع لمحور الإمارات وكل منهما يطمح في إقصاء الآخر ،ولو لم يكن علي رأس كل منهما برهان وحميتي لجرت تحت الجسر مياه كثيرة ؛ ليس لحصافتهما وإنما توجد شعرة معاوية بين الرجلين.

أرى في محاولة التقاط حراك الثلاثين من يونيو لصالح محور مصر لانها داعمة لوجود الجيش علي سدة الحكم وعدم حل الجيش لما فيه عمق استراتيجي لامنها القومي ؛ اما الإمارات فتسعى لتمليك الشق الآخر زمام أمر الدولة ظنا منها أن الجيش فيه كثير من مؤيدى الإسلام السياسي ومخترق من قبل محور قطر ؛ ولا يوجد في حسابات هذه المحاور الجموع التي خرجت من أجل أبسط مقومات الحياة وهي نفس الأسباب التي أسقطت نظام البشير ولا يهم المواطن البسيط حرية او عدالة وإنما كِسرة خبز يسد بها رمقه.

الحكومة المدنية تبدو عاجزة عن حل معظم المشاكل التى تواجه الدولة لعدة أسباب اولا لا تمتلك مقومات الدول المعروفة إذ أن كل ما يعود إلي الخزينة العامة بيد القوات الأمنية بمختلف مسمياتها وحتي كتابة هذه السطور لا يمتلك أي مدني في هذه الحكومة مايصرفه علي وزارته او الجهة التي يرأسها واخطا حمدوك خطأ فادحا سيكون ثمنه ترجله من منصب رئيس الوزراء إذ أنه لم يكن واضحا مع من جاء به ( الشعب ) رئيسا وظل يتغطى وراء الكلمات والعبارات الفضفاضة وظنا منه ان الحرية والتغير سوف تسانده في مقبل الايام لإرجاع الدولة المختطفة ومكونات الحرية في مجملها تتكون من أحزاب متهافتة علي المناصب ومتنافرة فيما بينها ومتنافسة علي الظهور والمكاسب السياسية وآخر همها هذا المواطن المغلوب علي امره.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …