
هل نجحت الإنقاذ في تدمير قدرتنا على ممارسة الحكم؟
مازن حاتم المهدي
لا أدري تحديدا ما السبب لماذا بعد أن حولنا تاريخ الثلاثين من يونيو من ذكرى نكسة و إنقلاب على الديمقراطية إلى ذكرى قدرة الشعب على فرض ارادته و انحيازه للديمقراطية التي سلبت منه في نفس التاريخ معيدا صياغة ذلك التاريخ في وجدان الشعب السوداني من انتكاسة إلى انتصار لا ادرى هل نأبى نحن أم الأقدار أم العسكر أم النخب إلا أن نحيل هذا النصر في ظرف أقل من عام للفوضى غير المفهومة التي تحدث الآن. فقد كنت ارقب هذا اليوم الذي ستمر فيه ذكرى إنقلاب الإنقاذ بشعور مختلف يحمل التفاؤل و القوة بدلا من الذل و الندم و لكننا للأسف استبدلنا هذا الشعور بمشاعر متضاربة من الحيرة و الشك و التخبط و لم نعطى أنفسنا فرصة لتمر علينا بطابع مختلف.
يبدو أن الإنقاذ قذ نجحت في تدمير قدرتنا على ممارسة السياسة من موقع متخذ القرار لا المعارض. فالعجز التام في أخذ زمام المبادرة و العمل واضح و جلي في كل الأطراف السياسية. فهي حتى الآن لا تستطيع التخلي عن أساليب العمل السري و المؤامرات و تحويل النقابات إلى لافتات حزبية. مع غياب تام بالشعور بالمسؤولية تجاه الأوضاع الحالية و الإسراع لالقاء أصابع الاتهام و توجيه اللوم بعيدا عنها كأنها غير مشاركة في مراكز القوة. و حتى (الكفاءات غير الحزبية) غير قادرة على توضيح مواقفها (السياسية) و الخروج من عباءة الخبراء الدوليين المحايدين و الدفع بأجندتهم و طرحها و الدفاع عنها بصفتها فاعلا في المشهد.
أصبحت الدعوة لموكب 30 يونيو بالنسبة الأطراف السياسية بمثابة فرصة لها للعودة إلى لعبتها المفضلة الخروج للشارع و المطالبة بعد أن اتضح لها عجزها او عدم قدرتها على تحمل مسؤولية صانع القرار فقررت الرجوع إلى ملعبها المألوف حتى و إن كانت تخرج ضد نفسها.
و هكذا ستمر ذكرى إنقلاب الإنقاذ موضحة لنا مدى عجز الفاعلين السياسيين عن مجرد تخيل أنفسهم و لعب دور صانع القرار صاحب المسؤولية مبينة حجم الفراغ السياسي الموجود في الدولة و من المعروف أن منطق القوة لا يتحمل الفراغات مما يمهد لردة أخرى.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …











