مليونية ٣٠ يونيو.. السلطة لا زالت للشارع السوداني
امال صالح
افتكر أن خروج الشارع السوداني في مليونية ٣٠ يونيو ، هو أمر مهم وضروري وثوري الآن كما كان من قبل.
فالثورة السودانية، والشارع السوداني ، الذي خرج بتصميم، ووعي وضخامة مذهلة في ثورته، لم يكن عظيماً فقط، بل كان مخيفاً ومفاجئاً للآخر.
كان هنالك الشعب ، الشارع السوداني ، شارع الثورة ، مقابل ليس نظام الإنقاذ وورثته فقط، بل ومقابل كل القوى التي ارتجفت فرائصها رعباً من الحراك المستمر ، من قوته، و من رفده ومن كل الجهات لثورته بوتيرة متناسقة ومتجانسه في حركتها الموزونة على بوصلة لا تخطىء وجهتها.
ذلك الخوف الذي فعله الشارع السوداني بمليونياته الملتزمة بخط الثورة وبقوة، كان لابد له من أن يُقابل بفعل ضخم ومخيف للحد من تقدمه ولإيقافه، ولو الى وقت أو حد محدد.
هذا الفعل المخيف كان مجزرة فض الإعتصام.
فض الثورة، كسر شوكتها وإرباك بوصلة الشارع والتشكيك في قوته وفي قدرته على الاستمرار في رفد ثورته والسير بها الى النهاية.
وهذا ما حدث . وكان بالفعل مخيفاً وإرهابي .
كان الآخر كله، محلياً ، إقليمياً وعالمياً ، مقابل الشارع السوداني .
ولأن الثورة السودانية، وكما عايشناها كانت فعلاً ثورة الشعب السوداني. ثورة استرداد الهوية السودانية ، الإنسان السوداني بكليّته. لأنها كانت كذلك ، لملم السودانيون الامهم، ووضعوا الملح على الجرح وخرجوا في ٣٠ يونيو لحماية ثورتهم ، و حماية السودان من الآخر المتربص به وبشراسة.
والخروج في مليونية ٣٠ يونيو الآن ، هو مهم ومفصلي في مسار الثورة . بنفس المستوى والشكل . ولا بديل له على الاقل الآن في مواجهة ما قد يتهدد السودان اذا ما تمكن المتربصين به من التمدد أكثر .
المليونية بكل حرفيتها تعني التأكيد على أن السلطة والكلمة الفصل ما زالتا للشارع السوداني دون شك
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …