سد النهضة، هبة السماء للسودان
الفاضل عباس
قطعت جهيزة قول كل خطيب البارحة بمنتدى التجاني الطيب في واشنطن، حيث تحدث البروف ياسر وزير الري والدكتور سلمان رئيس مجلس جامعة الخرطوم عن فوائد سد النهضة بالنسبة للسودان، وهي تفوق السلبيات المحتملة التى قد تسببها مواسم الجفاف نادرة الحدوث؛
وأهم الفوائد:-
1. سوف يستقر منسوب مياه النيل الأزرق، وكذلك باقي النيل من المقرن حتى حلفا، لكل شهور السنة، مما يسمح بالآتي:
أ. سوف تحافظ المياه الجوفية على جانبي النهر على وجودها ومستواها الدافق طوال العام.
ب. سوف يمكن للملاحة النهرية أن تواصل عملها طول العام.
ج. سوف تزداد كميات الكهرباء المستولدة من خزانات الدمازين وسنار ومروي بنسبة 60 في المائة.
د. سوف تصبح الدورات الزراعية ثلاثا وليس اثنتان فقط.
ه. سوف تتقلص مساحات الجروف بنسبة 50 في المائة، ولكن التعويض المدهش يكمن في امكانية زراعة النصف الباقي بالأشجار كالموالح والمانجو والموز والتمور، وليس خضروات محدودة موسمية لمرة واحدة في العام.
2. هنالك استعداد من جانب إثيوبيا لمد السودان بتيار كهربائي أقل تكلفة من تلك التى تنتجها سدود السودان والسد العالي، وبذلك تنتفي الحاجة لقيام سدود للتوليد الكهربائي مثل كجبار وغيره؛ (وفي الحقيقة يمكن توليد الكهرباء من السدود المزمعة بدون بحيرات خلفها تأتي بآثار سلبية على قاطني تلك المناطق، مثلما فعل السد العالي بأهل حلفا، وسد مروي بالمناصير).
3. مطلوب من إثيوبيا (وهي لا تمانع) أن تقوم بالتخزين في شهري يوليو وأغسطس فقط، ثم يقوم السودان بالتخزين في الدمازين وسنار خلال شهر سبتمبر، إذ تكون معظم الأطماء قد تم حجزها بسد النهضة؛ وعلي الرغم من فوائد الطمي النيلي فإن أضراره أكثر، وتتمثل في الأطنان التي تتراكم بالقنوات الكبيرة والصغيرة وتعرقل ري المشاريع المعنية، والتي تكلف ٱزالتها بالكراكات والآليات الصخمة مبالغ طائلة تضاف لتكلفة الإنتاج.
4. سوف يتيح قيام السد الفرصة للسودان أن يستفيد من الستة هكتارات من نصيبه التي ظلت تذهب لمصر منذ عام 1958، وبذلك تستطيع وزارة الري أن تحفر ترعتي امتداد الرهد، بشرق النيل الأزرق، وامتداد كنانة بالغرب، المتفرعتين من خزان الدمازين، وهما مشروعان واعدان يستوعبان مليون أسرة فلاحية، وما يقارب النصف مليون من المهنيين والعاملين، وكل ذلك في غضون عام أو عامين على الأكثر .
The real windfall
وما لم يتعرض له المتحدثان بندوة واشنطن، وما يتردد السودانيون في طرحه على بساط البحث والمناقشة والتخطيط (تخوفا من ردة الفعل المصرية، في ظني)، هو الإمكانية المتاحة لقيام main canal، ترعة رئيسية، من سد النهضة، على بعد بضع كيلومترات داخل إثيوبيا، وتنساب عبر السهول المسطحة الخصبة بأقصي جنوب النيل الأزرق، حتى مشارف النيل الأبيض، وبالاتجاه الشمالي الغربي حتى مشروع كنانة بمنطقة ربك. وتلك هي حواكير ومراتع ومرابع قبائل رفاعة الهوي وكنانة العربية البدوية التي ظلت هائمة مع قطعانها بهذه الفيافي والوهاد منذ دخول العرب في السودان قبل تصف قرن . ويستطيع هذا المشروع أن يستوعب كل من تبقي من هذه القبائل ، بالإضافة للقبائل الإفريقية الحاملة للسلاح حاليا بجنوب النيل الأزرق، الإنقسنا والبرون والبرتا والوطاويط، وبذلك تنشأ ظروف الاستقرار والتنمية المستدامة التى تسمح بتقديم الخدمات الضرورية لهذه الأقوام، خاصة التعليم والصحة والرعاية البيطرية والاجتماعية، كما تنشأ إمكانية التثاقف والتمازج عبر المؤسسات المشتركة الإتحادية كالمدارس ودور العبادة والأندية والأنشطة الرياضية والثقافية والإعلامية التي يقوم المركز بتشجيعها ورعايتها.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …