في حب جعفر
د. محمد صديق العربي
حينما بدأ حراك ديسمبر 2018 كنت كحال كثير من شباب السودان الذين يهمهم التغير ونهفو لذلك بالرغم من أنني من الذين آثرنا حل مشاكلنا الشخصية بأسلوب الأنانية والهروب الي الغربة والاغتراب كحل فردى ولكن لم يغمض لنا جفن وكنا مع كل فجر جديد نحلم بالعودة الي الوطن وهبت ثورة سبتمبر 2013 ولم يتم لنا فيها المراد وإرتقى فيها نفر كريم نسأل الله أن يتقبلهم في اعالي الجنان.
وحالي مثل كل الطيور المهاجرة ومنذ اللحظات الأولى للثورة المجيدة كتبت علي صفحة الفيس ( عزرا وطني حضرت ولم تجدني ) وانشغل الفؤاد وكنا نجلس الساعات نتابع منصات الإعلام البديل إذ لم يكن في حينها متاح بشفافية وينقل لنا الواقع غير منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
فرايت شاب مقعد تارة سجين ،وتارة حرا طليقا ونقرا في الميديا جعفر مضرب عن الطعام؛ وجعفر ممنوع عنه الحمام وكلاب امنهم تحبسه علي كرسيه المتحرك لساعات طوال وهو مصاب بالام حادة في السلسلة الفقرية نتيجة ذلك وجعفر ممنوع عنه مقابلة الطبيب وكنا تارة تدمع أعيننا وتارة ندعو في خشوعنا.
وحالي كالعامة لا يعرفه إلا من عاصره في سنى الدراسة بجامعة الخرطوم او من مواطني القضارف وفي يوم رأيت منشور كتبه أحد الزملاء من طيور المهجر أيضا وكتب والله إن نزلت سُوحِه ( ارض السودان ) لاذهبن الي ارض القضارف زائرا هذا الثائر واقبل جبينه.. وقلت في سري ليته يطبع لي قبلة علي هذا الجبين باسمي.
سالت أحد الزملاء من هذا الجعفر فقال لي أولم تسمع بقصيدة ابصق فيك يتسخ بصاقي في الجامعة في بداية التسعينيات كان يرددها في الجامعة فقلت له ياعجوز انا لست نِدكم ولكن هات نسمعها وكتب لي أبيات منها
أبصق فيك يتسخ بصاقي
ألعَنُكَ ؟ وأنت اللعنة على لعناتي أهزّكَ يسّاقطُ ورقكَ أصفر
فرعك يتكسّر
يأتي المستقبلُ أمنية جذعك مجتث وتلاشى الجذر الباقي أبصق فيك يتسخ بصاقي
كلبك يحرس كرسي العرش
خلفك يجلس
يشم مؤخرة حكومتك الرعناء
يجثو في جنبيك
يقبع تحت الكرش .. صومعة غذاء
والفقر تمدد في الأنحاء
كُفَّ عن نباحك
أترك مسيل دموعي .. أترك الدماء
***
لا أستغرب إن أنجب كلبان الكلب
ولا أستغرب لو مُسخ الإنسان بمقدرة الرب
فأضحى كلب
لكني أستغرب أن تختار ـ
وبمحض إرادتك ـ
أن تصبح كلب لتركب
موتر أو “عربية”
أنا
أجوب الأرض على رجليا
أحفرها بيديا
قد أبغي أن أزرع خبزا
لكني أبحث أبحث عن معنى الحرية
أبصق فيك يتسخ بصاقي.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …