‫الرئيسية‬ رأي النفرة الخضراء 2020
رأي - يونيو 26, 2020

النفرة الخضراء 2020

د.محمد صديق العربي

أعلن ممثل الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية عن تبرع الصندوق بمبلغ مليار دولار في مؤتمر شركاء السودان المنعقد في برلين اليوم الموافق ٢٥ يونيو ٢٠٢٠م وتُقدم في ٥ أعوام وتخصص هذه المبالغ للزراعة بواقع ٢٠٠ مليون دولار سنويا.

في عام ٢٠٠٦ م خصصت مبالغ حوالي ٢.٨ مليار دولار لما يسمى بالنفرة الخضراء ومن بعدها النفرة البيضاء وكانوا يجيدون التسميات التى لا تحمل أكثر من شعار براق يستغلونه للاستهلاك الاعلامى ولا عايد يرجى منه.
كان هدف النفرة تطوير الزراعة وموجهة لكل ولايات السودان وحتى بعد انقضاء فترة النفرة وبحلول عام ٢٠٠٧ م سئل وزير الزراعة حينها اين ذهبت أموال النفرة الخضراء وكان رده لم تذهب مباشرة للزراعة وإنما مشاريع لها علاقة بالزراعة ومازلت أتساءل عن نوعية هذه العلاقة ؛ وكعادة لصوص العهد البائد يجتهدون في كيفية توظيف هذه المبالغ لخدمة جيوبهم ولا ينتفع منها عموم اهل السودان فكانت نفرة فارغة في محتواها ولا تقدم ماينفع عمود الاقتصاد الوطني كيف لا وهم من قاموا بتدمير مشروع الجزيرة وغيره من المشاريع القومية الأخرى.

ما يقارب الثلاث مليار دولار أهدرت في خلال عام ونيف ولم تقدم اي نفع علي هذه البلاد والان على حكومة الثورة وبيدها فقط مليار دولار ومقسمة علي ٥ أعوام؛ فهى قليلة لتطوير المشاريع الزراعية الكبرى ولكن مشوار الميل يبدأ بخطوة واذا اجادوا توظيفها سيكون المردود منها مجزى وحتى لا يكون المردود كما كان يفعل سفهاء القوم السابقين يجب تقديم خطة عمل مدروسة توظف فيها هذه المنحة وتقديم عمل يصل مباشرة إلى المزارع ويجنى ثماره الاقتصاد الوطني بمعني خطة العمل تشمل العائد المتوقع بعد انقضاء المدة.

لا أريد الخوض في تفاصيل كيفية توظيفها لخدمة القطاع المطري او المروى وإنما اسناد الأمر لأهل الشأن ولكن يجب استصحاب كل الأخطاء السابقة في ما يسمى بالنفرة الخضراء وإن كان مسبقا معروف القصور إذ يكمن في العامل الأساسي إلى الخلل الادارى والفساد المستشرى الذي كان مستصحبا لفشل كثير من مشاريع السودان.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …