افورقي في القاهرة
امال صالح
بالعودة الى زيارة افورقي للقاهرة اليوم ، في زيارة ستدوم وعلى حسب وزير الإعلام الإرتري يماني قبر مسقل، وعلى حسابه في توتير ، لثلاثة أيام .
نلاحظ انه لم يتم ذكر فيما اذا كانت هذه الزيارة بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتح السيسي ، أم انها فرض حال من افورقي؟
من ناحيتي أُ رجح أن افورقي هو من بادر الى القدوم الى مصر ، في خطوة عاجلة واستباقية، للتسارع الكبير للأحداث في اثيوبيا” في ظل الاضطرابات الداخلية والتحديات التي تواجه أبي أحمد”.
افورقي يريد انقاذ الوضع . فأبي أحمد الذي كان يستعرض عضلاته ويهدد بملء خزان سد النهضة ، بغض النظر ما قد يؤول اليه الوضع من ذلك ، و دون تنسيق مع مصر، هو الآن في وضعِ حرج . حرج جداً ، داخلياً وإقليمياً.
افورقي يُدرك ذلك تماما ً. لماذا؟
لأن افورقي مايزال اللاعب الأساسي في منطقة القرن الأفريقي.
كيف؟
اذا ما حيدنا كلِ من الصومال وجيبوتي المنشغلتان بقضايا الداخل ، وكذلك السودان الذي يواجه مُعضلة داخلية حقيقية، تخصمُ من فعاليته سياسيا ً في منطقة القرن الإفريقي. ، ستكون ارتريا ، افورقي تحديداً ، صاحبة الفرصة الحقيقية للعب دور الوسيط بين مصر واثيوبيا .
وكما يبدو ، هو دور فعال. و في جوهره يخدم مصلحة افورقي الذي يسعى الى تعزيز تأثيره السياسي على اثيوبيا ، وحكمها وإن كان ” وهو حلم قديم له ” بشكل غير مباشر ، مقابل تقديم خدماته للوساطة وتوجيه الخلاف بين مصر واثيوبيا بما يخدم بوصلته الخاصة.
ويبدو ان افورقي ، وكما يُعرف عنه بأنه صاحب الفكرة الأولية حول انشاء سد النهضة في العام ١٩٩٦ ، متهماً مصر بنيتها في تصدير وبيع مياه النيل لإسرائيل، ومحرضاً اثيوبيا بالمقابل بحقها في بناء السدود والإستفادة من تلك المياه، يبدو ان كل هذا الجهد التاريخي له ، وبكونه الرجل الطامح ، والسياسي المُحنك، والذي ليس من الحنكة الاستهانه بقدراته، سيدفعه ، أي ، افورقي، الى السعي الجاد ، للتوصل الى تسوية واتفاق بين مصر واثيوبيا حول تعبئة سد النهضة وتجنب أي شكل من اشكال التوترات على مستوى منطقة القرن الإفريقي .
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …