الشيوعية الخطر القادم(١)
متوكل على محمدين
كيف تكون الشيوعية هي الخطر القادم؟
الأحزاب الشيوعية كما يعلم الجميع هي أحزاب شمولية تؤمن بآيدولوجية معينة.والآدولوجية هي أفكار تشير إلى موقف الحزب الشمولي تجاه الإقتصاد والسياسة الخارجية والدين والفن والأدب وغيره من نواحي الحياة المختلفة.الآيدولوجية سواء كانت شيوعية أو إسلامية أو قومية عربية لا تنتج خيرا،لانها تؤمن بثوابت معينة لا تحيد عنها حتى لو ثبت عدم مواكبتها للعصر.
إذا كانت الآيدولوجية هي ليست حكرا على الحزب الشيوعي،لماذا الإصرار على تحميل الشيوعية وزر الآيدولوجية؟ الحزب الشيوعي يرشحه علماء السياسة في السودان بلعب دور كبير وهام في المشهد السياسي القادم،لذلك رأينا أن ننفخ صافرة الإنزار المبكر قبل أن يقع الفأس في الرأس.كيف تأتى لهذا الحزب العجوز أن يكتسب هذه القوة والمنعة التي سوف تمكنه من أداء هذا الدور الرائد في السياسة السودانية،بالرغم من سقوط الشيوعية في سائر بقاع الأرض؟ هناك أسباب كثيرة أدت إلى الإعتقاد بأن الحزب الشيوعي السوداني سوف يلعب دورا مهما في السياسة السودانية، من ضمن هذه الأسباب:أن النظام البائد كان ينسب كل تحرك ثوري يقوم به الشعب ضد حكومة الإنقاذ إلى الحزب الشيوعي معتقدا بذلك أنه سوف يشوه سمعة هذا الحراك الثوري،وبالتالي فقد وقع في ظن الكثيرين أن الحزب الشيوعي هو الذي سوف ينقذهم من نير حكم الإسلاميين.السبب الثاني هو أن الشريحة الفقيرة قد نمت بصورة لا يمكن تخيلها،لذلك فقد رسخ في ذهن هذه الطبقة المعدمة أن الحزب الشيوعي هو الذي سوف ينقذهم من هذا الفقر المدقع ويقودهم إلى تحقيق العدالة الإجتماعية التي يتوقون إليها.السبب الثالث هو أن الحزب الشيوعي الآن هو من أكثر الأحزاب السودانية تنظيما وبارع في العمل السري الأمر الذي سوف يساعده كثيرا في تحقيق برنامجه. وبالتالي فإننا لا نستبعد أن يكون هو الحصان الفائز في سباق الإستيلاء على السلطة في السودان.
قبل أن أمضي في تحليلي سوف أحاول الرد على هذا السؤال المهم، وهو:هل الحزب االشيوعي إذا إستولى على السلطة في السودان سوف ينصلح الحال؟و هل برنامج الحزب الإقتصادي والسياسي والإجتماعي سوف يدفع بالتنمية إلى الأمام ويطور البلد؟
نحن نعلم أن برنامج الحزب الشيوعي السوداني يتمثل في الآتي:-
رفض الإقتصاد الرأسمالي وتبني الإقتصاد الإشتراكي.هذا بالإضافة إلى رفض التعاون مع مؤسسات البنك الدولي.الشيوعيون يرون أن التنمية يمكن أن تتحقق عن طريق قدراتنا الذاتية.ولكن كما يعلم الجميع أننا دولة تستمتع بثروات معدنية وبترولية وغاز طبيعي، وأننا نملك أراضي زراعية قل أن توجد في أي دولة أخرى من دول المعمورة، وأن تعدد المناخ عندنا يسمح بزراعة محاصيل كثيرة ومتنوعة. ولكن هذه الثروات الدفينة تحتاج إلى قروض لكي تنتج وتؤتي أكلها، ونحن لا نملك المال الذي سوف يستخرج لنا هذه الخيرات الدفينة. الشيوعيون هم أيضا ضد رفع الدعم عن السلع الأساسية وهو السبيل الوحيد لتوفير العملة وإستغلالها في إنشاء مشاريع زراعية وصناعية. فهم بذلك ضد الإستدانة من البنك الدولي في نفس الوقت هم أيضا ضد رفع الدعم عن السلع الأساسية الذي كان سوف يوفر لن عملة نستغلها في إنشاء مشاريع زراعية وصناعية.الشيوعيون هم أيضا ضد تحرير سعر العملة المحلية.تحرير العملة المحلية سوف يساعد في تخفيض تكلفة الإنتاج،فإذا كان العامل عندنا يتقاضي ثلاثمائة جنيه في اليوم،إذا حولناها بالدولار لن تزيد على الدولارين. أما يومية العامل في الدول الأخرى التي تنافسنا في السوق العالمي تساوي ستة دولارات على أقل تقدير،لهذا السبب فإن تكلفة منتجاتنا سوف تكون أقل من تكلفة منتجات الدول الأخرى التي تنافسنا في السوق العالمي.
إن سياسة الإقتصاد الحر كما رأينا في الفقرة السابقة ليس لديها تأثير سالب على إقتصاد الدولة. تدخل البنك الدولي وصندوق النقد ليس شرا كما يدعي الشيوعيون.هم عبارة عن دائنين يبحثون عن الربح ، لذلك يقرضون الدول مقابل الربح ،وهم بذلك لا يعجبهم أن تعجز تلك الدول عن السداد،لأن في ذلك ضرر كبير سوف يلحق بهم.
الشيوعيون لا يريدوننا أن نتعامل مع البنك الدولي، ويعتبرون البنك الدولي أداة من أدوات الإمبريالية لإفقار دول العالم الثالث. ولكن في حقيقة الأمر أن الكثير من الدول التي تعاملت مع البنك لم تتضرر وإنما بالعكس من ذلك قد إستفادت فائدة عظيمة وإستطاعت في وقت وجيز اللحاق بركب الأمم المتقدمة،مثل تركيا والبرازيل. نحن في حوجة ماسة للإحتكاك بمنظمات المؤسسات الرأسمالية حتى نستفيد من التقنية الحديثة والوصول إلى آخر ما توصلت إليه هذه الدول الرأسمالية في مجال التقنية الحديثة. الإقتصاد الإشتراكي هو إقتصاد معزول من التقنية الحديثة التي تمت في مجال الزراعة والصناعة. لقد عزلت الإنقاذ السودان ثلاثون عاما من الإحتكاك والتعامل مع الإقتصاد الرأسمالي المتطور بحجة أن الغرب الرأسمالي كافر، لذلك لا نريد أن يعزلنا الشيوعيون مرة أخرى مثل كوريا الشمالية وكوبا من الإحتكاك بالإقتصاد الرأسمالي بحجة عدم التعامل مع الرأسمالية.
للحديث بقية
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …