‫الرئيسية‬ رأي انني أحلم
رأي - يوليو 12, 2020

انني أحلم

الهام عبدالخالق
هاملتون- اونتاريو ١١ يوليو

في عام ١٩٦٣ والفصل العنصري في اوجه في امريكا الشمالية خاطب مارتن لوثر الجموع بصوت واضح قاطع كالشمس هادرا بالحلم “انني احلم بيوم يجلس فيه ابناء المستعبدين مع ابناء الاسياد في تلال جورجيا الحمراء وعلي طاولة واحدة من الاخوة الحقة .انني احلم ان ولاية مسيسبي التي اشتهرت بعدائها للعدالة والتي تشتعل فيها رغبة القمع والقهر ان تتحول الي واحة للحرية والعدالة”وكان ان تحقق الحلم .. حلم كان بين طلبه وتحقيقه مؤسسة العبودية وقلعة الاستعمار العتيدة .. ومصاصي الدماء من قاتلي السكان الاصليين وصائدي الكنوز وخريجي سجون اوربا ورغما عن كل هذا تحقق الحلم . والمعركة مازالت مستمرة black lives matter
و هنا في هذا الوطن الصابر اهله تغني محجوب شريف وقبل الديمقراطية الثانية بأن ” سنبنيه البنحلم بيه يوماتي وطن شامخ وطن عاتي وطن خير ديمقراطي ”
وقال ايضا ً
” وطن بالفيهو نتساوي نحلم نقرا نتداوي”
ثم تغني حميد ” نعمة تحلم بوجود ما مشت فوقو القيود اكبر اكبر بي كتير بي وطن من غير حدود ”
وواصل الحالمون يتغنون برؤاهم الباذخة في اوطان حرة وشعوب كريمة تستمتع بحرياتها المشروعة المستحقة.
هل تعتقد يا سيدي الامام ان بلايين الفتيان والفتيات السود سيكفون عن الحلم بواقع فيه حياة كل اسود تعني الكثير وان حركة ” حياة السود مهمة ” ستكف عن الثورة والهيجان حتي يتحقق الحلم ؟
وهل يا سيدي الامام تعتقد بان ابناء وبنات السودان سيكفون عن الحلم بمجانية التعليم والصحة ؟ رغم انف البنك الدولي واربابه مثل بدويك هذا ؟ ” وليكن في علمك ان حلم المجانية في الواقع لهو اكثر الاحلام واقعية ومشروعية لانه كان ماثلا بل ان بعض ابنائك وانت نفسك تمرغتم في ” ميريه” يوما ما … اسال ابنك الصديق .. دفعتي في كلية العلوم.
فلولا الحالمون ما كانت هناك رؤي لتتحقق. ولولا الحالمون لما انفتحت الافاق عن تصورات فخيمة بهية لحياة انسانية شامخة. فالحالم واسع الرؤية غير قابل للاخضاع والتقييد ولا يقبل المهادنة والمساومة . واهم من ذلك كله يمتاز بشجاعة تجعله يحمل روحه في كف وقلبه في الكف الثانية متقدما الصفوف.
يا سيدي الصادق المهدي لولا حلم هذه الجماهير لكنت لا زلت تائهاً في صحراء بيوضة تصرخ بصوتك النشاز ” سيرجعون” وفِي افضل الفروض لكنت قد تقلدت نيشاناً جديدا من جماجم اطفال دارفور وانت تحاور القاتل وتشرب انخاب انتصاره علي اعداء الدين في غرب الوطن الحبيب . حينما تجاوزك الحالمون تدثرت بعمامتك ودفنت راسك في ازقة ودنوباوي تتزرع بمواجبة اهل العزاء وتتبرأ من خروجك علي ولاة الدم في القصر الجمهوري وحين تواصل هتاف الحالمين اردت ان تطمئن نفسك كواهم بامتلاك ناصية الشوارع فاستدعت مخيلتك اسفاف القصص الشعبي وهبت عليك نسمة من دخان شاف نئ فوصفت هبة الحالمين بانها ” دخان مرقة” في اشارة لفطارة حلم الحالمين.
سيدي الامام .. ان لم تصح من ثباتك العميق و تترجل من برجك العاجي .. سيفاجئك الحالمون .. بان الامام المهدي العظيم قد تجلي لهم في الحلم وهو يعتذر لكشة والعباس وبقية العقد الفريد من الشهداء ولشهداء دارفور من نيرتتي وحتي الضعين عن قصور مخيلتك عن ادراك حلمهم المهيب وحلم الجماهير الهادرة والسادرة في حلمها .

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …