رسالة إلي السيد القائد العام البرهان..
خليل محمد سليمان
قال صلى الله عليه و سلم ” المرء علي دين خليله فلينظر احدكم من يُخالل”
للأسف قرأت مقال للسيد مستشارك الإعلامي، فأيقنت انك تسير في الطريق الخطأ، و تُخالِل الرجال الخطأ، لا يمكن ان يُصدق ان مستشار رئيس دولة، و قائد جيشها بهذه الضحالة، و عدم الموضوعية شكلاً، و مضموناً.
لغته لا تفرق كثيراً عن لغة كهنة النظام البائد، الذين اتوا به، من اين، لا اعلم، و اجزم انه لم، و لن يرفع يده من غموس الجبهة الإسلامية بعد، و ان تعلق بأستار الكعبة.
في تشبيه مُخل، و مُخجل شبه القوات المسلحة بالعجوز الهَرِم، و جيل الثورة بالإبن العاق، و تسائل بعنجهية من اين اتوا هؤلاء؟
نقول له اتوا من عمق معاناة و إذلال، و تدمير مُمنهج لكل اوجه الحياة، لا يمكن لأمثاله ان يحسها، او يؤمن بها، لأنه مُشبع بفكر معطوب، و منهج شاذ، لا يرى في المشهد إلا نفسه، و فكر جماعته، و سواه، التخلف، و الرجعية، و الإنحطاط.
نقول له أنبتتهم الارض سنابل خضراء، و قذفتهم السماء شهاب حمراء ملتهبة، ستحرق كل قديم بالي مُتعفن، لتوقد شموع للتغير، و النهضة، طال الزمن او قصر.
ذكر مستشار سعادتك بأن اي حديث عن الجيش غير مشروع.
نقول له : زمن صناعة الاصنام قد ولى، و من حق اي مواطن ان يطمئن ان عقيدة جيشه سليمة، و تمثل وجدانه، و تعمل علي حمايته، و صون حرياته، و كرامته، و هو صاحب الحق الحصري في ذلك.
قال: ” يريدوننا ان نقعد في السهلة، و يتحل الجيش صامولة صامولة، ويريدون ان يخلو لهم، و يدوسوننا دوساً”
لم و لن نسمع ايّ مواطن، او ثائر هتف بأنه يريد ان يدوس الجيس دوساً، فالهتاف” اي كوز ندوسو دوس” اعتقد تشابه البقر علي مستشارك، و ظن انه يُخاطب إخوته في التنظيم المعني بالدوس!
تسائل بشكل مُقرف.. هل نجحت الجبهة الإسلامية في تحويل الجيش إلي حزب سياسي؟
نعم يسيطر علي الجيش، وكل مفاصله حزب سياسي محلول، و جماعة ضالة، و من يُنكر ذلك “يبقى اعمى، و اصم”، و الدليل عليك ان تسترق السمع لتعرف ما يدور في قروبات الضباط في الخدمة، و بعضهم يزاحم في وسائل التواصل الإجتماعي بشكل علني، بصورة مُقرفة، دفاعاً مستميتاً عن نظام هالك مقبور بأمر الشعب، و المجاهرة بالعداء للثورة، و الثوار.
قبل هذه الثورة كان مُحرم علي ايّ ضابط في الخدمة الحديث عن اي امر سياسي، او نقد النظام بايّ شكل، ولو في القروبات الخاصة، بل المدح محمود ” كسير التلج، و التعريض مُباح للحزب الحاكم،و جماعته” و حدث ان أُحيل ضابط للتقاعد، و نُكل به لمجرد مداخلة في مجموعة واتساب خاصة تُعتبر فضفضة تم تسريبها، و كل الجيش يعلمها مع إختلافنا مع هذا الضابط.
ثم تسائل.. هل البشير اكثر علماً من الترابي لينحاز له الجنرالات، و ماهو السحر؟
نقول له : السحر هو السلطة، و المال يا “العشا ابلبن” قسمتهم، و فرقت جماعتهم، و لم يكن الجنرالات إلا اداة طيعة في يد علي عثمان، و كرتي، و عوض الجاز، و الفاشاشوية، هؤلاء هم الذين كان امر القوات المسلحة بيدهم، و عليك ان ترجع الي تسجيل إستجواب رئيس الاركان السابق، ستعرف السر الذي إنجذب بسببه الجنرالات.
ثم طلب بأن تتوقف هتافات ” الجيش جيش الكيزان”
هذا الامر لا يتحقق بطلب ابله، و لغة متعالية تنقصها الدراية الكافية بالعلم، و المعرفة، و قراءة الواقع بشكل سليم.
تتحقق بقرارات حاسمة تطمئن الشعب، و شباب الثورة بأن جيشهم هو ملكهم، و تصفية الكيزان بشكل سريع، و ممنهج، و الكل يعلم انهم كما تركهم المخلوع، و الثورة في عامها الثاني.
استمعت الي تسجيل صوتي خصني به احد الاصدقاء لضابط بالخدمة تربطه به صلة قرابة، ذكر ان كل قيادات الجيش العليا هم كيزان، بل و يُضايقون كل من يناصر الثورة، و اصبح امر الثورة مثار للسخرية، و الإستهزاء بينهم، و إحالة الضباط الذين إنحازوا الي الثورة، و التنكيل بهم خير دليل.
قلناها مراراً،، و تكراراً ان مسألة الروح المعنوية، و الحفاظ علي الجبهة الداخلية كتلة موحدة خلف القوات المسلحة في حالة السِلم، او الحرب، تحددها إجراءات عملية، و اهمها تحديد الجناة، في جريمة فض إعتصام القيادة، و تقديمهم للمحاكمة، حتي يتم تبرأة القوات المسلحة كمؤسسة، و هي صاحبة المصلحة في ذلك قبل الجميع.
وحديثه الغير مؤسس يفترض ان الجميع هم اعداء للجيش، و الاكيد انهم هم الاعداء، ولكن لا يعلمون!
نعم هناك عمل تم التخطيط له لإتساع الفجوة، و عدم الثقة بين الجيش، و الشعب، و جيل الثورة، و خلق حالة العداء الحالية، لتخدم اجندة النظام البائد، فكان فض الإعتصام، فاصبح جداراً عالياً، لا يمكن ان يُهدم إلا بالشفافية، و ان تتحرر القوات المسلحة من حالة التردد، و الضعف، و ان تنحاز بشكل كامل للشعب، و الثورة.
الجيل الواقف “قنا” الذي خاطبته سعادتك من قبل لا يمكن ان تقنعه كلمات، او عبارات لدغدغة المشاعر، و إن تحدثت بلغة “الرندوك”
إن اردت ان تكسب الشعب، و الشارع، و تسيطر علي قلوب هذا الجيل الواقف “قنا”، عليك ان تنزل إليهم بشكل مباشر، وتخاطب قضاياهم المُلحة، و مطالب ثورتهم، لا ان تخاطب عواطفهم التي اصبحت كالحجارة بسبب الظلم، و الحيف الذي مارسه كهنة النظام البائد، عليهم بالظلم، و عدم المساواة، و التهميش، و تشريد آبائهم، فكانت الصرخة التي زلزلت اركانه ان #تسقط_بس
ثم قال: الشغل الشاغل للقيادة بعد الثورة هو إعادة تنظيم القوات المسلحة، و هيكلتها.
نعم نسمع جعجعة، و لا نرى طحين!
و ننتظر نتائج ما تؤول له توصيات لجنة الفصل التعسفي بعد اسابيع قليلة من الآن، و من هنا نقول لا نعتبرها نهاية المطاف، في الفشل، او النجاح، فمعركتنا هي تحرير القوات المسلحة بالكامل من قبضة الكيزان، و ستستمر حتى نراها قومية ذات كفاءة عالية، بعقيدة تخدم الشعب، و مكتسباته.
ثم قال: للشعب الحق في ان يطمئن علي جيشه..
السؤال ماهي الآلية ؟ و كيف؟ ومتى؟ و ما هو المنهج الذي يمكن ان يُطرح علي الشعب كما يحدث في جميع دول العالم المحترمة، و من هذا المنطلق تترسخ الثقة، و تبادل الشعوب جيوشها الحب، و التقدير، و الوفاء؟
ثم ختم قائلاً : “نخشى ان يأتي يوم فنقول للجيش كُر فيقول انا لا احسن الكَر و إنما الحليب، و الصر”
اعتقد مستشارك مُنفصل عن الواقع، فالجيش الذي اوكلت مهامه لتقوم بها مليشيات منذ عشرات السنين، و يُقتل المواطنين امام بواباته، و اسواره، و تحاصره المليشيات من كل جانب، لا يمكنه ان يكُر، و حتى الحليب، و الصر سيصبح امراً شاقاً، لطالما امثال هذا المستشار الجاهل بابسط ابجديات العمل العسكري هو صوت القوات المسلحة، و قلمها.
ثم نهى مقاله الذي يجعلك تتقيأ، و انت تقرأ آخر حرف فيه..
قال:” سيقول الجيش انا دولة عميقة دعوا الدولة الضحلة الحديثة تقاتل”
اعتقد هذا السطر وحده جدير بإقالته، لما يحمله من ركاكة في الإسلوب، و خبث في المعنى.
نعم لا يزال الجيش تسيطر عليه الدولة العميقة ما لم يرى الشعب الذي بدأ يعلوا صوته بذلك، بيان بالعمل، و هاهو قد اسمع، و للأسف لا احد يستجيب.
أللهم قد بلغت فأشهد..
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …