كادقلي على حافة الهاوية …..من يتحمل المسؤولية .
أحمد سليمان كنونة
أفتتح مقالي هذا بقول الشاعر السوداني الأصيل إدريس جماع الذي قاله منذ عشرات السنين :
ليس الخراب بطولة
إن البطولة في البناء
وبرغم وضوح كلمات ومعاني هذا البيت من الشعر إلا أنني أجد نفسي عاجزاً عن التعبير ففي كثير من المواقف العصيبة تتبعثر الكلمات وتتوه الحروف من هول المصيبة ولا أجد كلمات لوصف إحساسي العميق بالفجيعة والصدمة الكل يرى كادقلي تتدحرج نحو الهاوية بسبب القتل العمد والممنهج وأصبحنا نستقبل كل يوم قتيل أو قتيلين أو ثلاثة فى أوساطنا غيلة أو غفلة وبرصاص حي بلا رحمة وهذا القتل الذى يتم يومياً هنا وهناك تتعدد أسبابه ولكن نهايته واحدة السقوط في الهاوية التى نقف نحن على حافتها والخوف كل الخوف أن يقود هذا القتل إلى الفتنة والخراب وزيادة بؤر الصراع والنزاع كما أن القتل قد يجعل الزراعة والرعي في خطر تتهددها أيدي المتفلتين والمجرمين القتلة يمضوا طلقين أحرار ولننجو من الهاوية علينا أن نسأل أنفسنا عدة أسئلة تمثل الإجابة عليها طوق النجاة حيث أن المسؤولية في ذلك مشتركة.
# إلى أين يمضي بنا هذا القتل ومن يقوده ويقف وراءه ومن المستفيد من تأجيج نيرانه؟
# أين حكومة الولاية؟
# أين الحاضنة السياسية؟
# أين لجان المقاومة؟
# أين الإدارات الأهلية؟
# أين منظمات المجتمع المدني؟
# أين الإعلام؟
# أين المساجد والكنائس والأندية الرياضية والجماعات الثقافية؟
#أين الشباب والمرأة؟
# أين الحادبين على مصلحة البلد من أبنائها وبناتها؟
# أين الذي يبلغ على المجرم؟
# متى وكيف يتم جمع السلاح؟
هذه الأسئلة هي محور مقالنا والإجابة عليها تشكل المخرج من هذا النفق الضيق فالكل له دور ينبغي أن يلعبه فالمسؤولية مشتركة والأدوار متداخلة فالتوعية والإرشاد وإعلاء قيمة وكرامة الإنسان والقبول بالآخر بعيداً عن القبلية والعشائرية والجهوية والعنصرية والمناطقية والعصبية فإما أن تكون معول خير للبناء والإعمار وإما أن تكون معول هدم للخراب والدمار .
فالوالي ليس وحده يعمل ولجنة الأمن ليس وحدها تعمل والحاضنة السياسية ليس لوحدها تعمل وكذلك لجان المقاومة والإدارات الأهلية والإعلام والشباب والمرأة والمساجد والكنائس والأندية الرياضية والجماعات الثقافية كل هؤلاء كذلك ليس لوحدهم يعملون.
وصحيح أن المطالبة دوماً بفرض هيبة الدولة وبسط القانون ولكن إذا ظل السلاح منتشراً بهذه العشوائية وظل المجرم متستر عليه ومحمي بقيلته دون مساعدة من الجهات المذكورة آنفاً يظل هذا القتل وحتماً سنهوي في الهاوية وحينها سيعم الخراب ويصعب رقع الفتق.
عليه فنحن جميعاً يجب أن نفعل شيء حيال ذلك ويؤدى كل دوره تجاه هذه المسؤولية المشتركة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لا ينهار مجتمع الولاية وعلينا أن نستلهم العبر والدروس في العيش معاً من ماضي الأجداد وأن نعمل ما بوسعنا لتصفية النفوس من الأحقاد والكراهية وإعلاء قيم المحبة وقبول الآخر والتمهيد للسلام النهائي بأرضية السلام الإجتماعي والتعايش السلمي ويكون همنا الوطني أكبر من القبلي والإثني وأن نمضي في طريق الهوية الجامعة ( السودانوية) فيا أخي يدك ويا أختي مدي يديك بالدور الإيجابى لإنتشال كادقلي من حافة الإنزلاق في الهاوية دون إنتظار أحد أو تحميل المسؤولية لأحد وبتكاتفنا وتعاونا نبني بلدنا.
وبرضو : ليس الخراب بطولة
إن البطولة في البناء.
وعشتي يا كادقلي تسعينا جميعاً..
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …