الفلسطيني الذي اعتقلته الشرطة : خطورة الحسنات وأمثاله على السودان وثورته
تقرير – الشاهد
ضجت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام في الأيام الماضية بنبأ اعتقال الفلسطيني محمود الحسنات في الخرطوم ضمن أجانب اسلاميين شاركوا فلول النظام السابق في تظاهرة احتجاجية تدعو لعودة عمر حسن أحمد البشير إلى الحكم واتضح من ردود الأفعال أن الرجل رغم تطابقه الفكري مع حركة حماس الإخوانية التي تسيطر على قطاع غزة موطنه الأصلي ومسقط رأسه إلا أنه غادرها ربما إلى غير رجعة وأنه ممنوع من دخول المملكة العربية السعودية “إلى الأبد” وأن هناك انتقادات واسعة لمنهجه في الدعوة وضبطت عليه استشهادات بأحاديث موضوعة وضعيفة أثناء خطبه ولكن الأسئلة صارت تتناسل بأشد من انهمار المعلومات عن “محمود الحسنات” عن مدى ارتباطه بالتنظيم العالمي للجماعة الارهابية المحظورة في العديد من بلدان العالم والمنطقة؟ وإلى أي مدى هو متغلغل في المؤامرات التي يحيكها “كيزان السودان” ضد الثورة وضد الحكومة الانتقالية؟ لا سيما والرجل قد دخل السودان واستقر فيه تحت جناح غلاة الكيزان أمثال محمد عبد الكريم وعبد الحي يوسف، بل أن هناك تأكيدات أنه كان يتم تحضيره ليحل محل عبد الحي يوسف في اهتمامات العوام بعد ما تم استهلاك عبد الحي وانكشاف لهاثه المتهافت على أموال البشير لدى الناس العاديين. صحيفة المواكب تفرد هذه المساحة لتتضح لقرائها الكرام بعض ملامح هذه الشخصية التي يشكل وجودها ووجود أمثالها من المتطرفين الأجانب خطورة بالغة على الثورة المجيدة وعلى الأمن والاستقرار وحريات المواطنين وسلامتهم ؟
كيف تم استخدامه ضد حماس؟
تتميز طبيعة الإخواني في كل مكان بضعف الوازع الوطني وانعدام روح التضحية لأجل الوطن والميل للعب الأدوار السهلة البعيدة عن هذه الروح وذلك الوازع . وسواء كانت المشكلة في سياسات حماس ذات الفكر الإخواني التي أهملت طيلة سنوات سيطرتها على قطاع غزة الجوانب التنموية والمعيشية والخدمية تماما كما حدث في السودان أو كانت المشكلة في الفتي – الإخواني المشارب هو أيضا – فإن قرار محمود الحسنات كان هو مغادرة غزة بشكل نهائي والتماس أوطان بديلة أخرى في المحاضن الإخوانية التي يمكن أن توفر له ملاذات مرحلية سهلة، سواء في اليمن أو في الجزائر أو السودان ، إلى حين الهجرة النهائية إلى أمريكا أو أوربا . هذا القرار أصبح للأسف مؤشرا قويا في يد الخطاب الإعلامي الاسرائيلي ليتم استخدامه للبرهنة على فشل حركة حماس في إدارة وتنمية قطاع غزة وجعله بيئة جاذبة لبقاء أهله فيه وبالفعل شكك أفيخاي أدرعي؛ المتحدث بلسان جيش الدفاع الاسرائيلي للاعلام العربي، في يوليو 2018، في أن مغادرة محمود الحسنات لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس جاء نتيجة لفشل هذه الحركة في جعل القطاع منطقة جاذبة لأهلها وأن الحسنات غادر على سبيل الهجرة النهائية وليس لغرض الدراسة كما يقول وأكد أدرعي في تغريدة له على تويتر في 19 يوليو 2018 أن لا أحد يصدق هذه الرواية سواء في غزة أو غيرها لأن قصة الشيخ البكاي الذي هاجمني شخصيًا أكثر من مرة تثبت سخط شريحة كبيرة في غزة من تعامل حماس مع الأوضاع وخاصة إصرارها على تطوير الإرهاب بدل الاهتمام بهموم السكان وقال ادرعي أيضا ان الحمساوي البكاي محمود الحسنات هاجم الدول الإسلامية كلها وترك غزة فعليا وكأنه يقول لأنصاره ومعجبيه هاجروا كمان أنتم إلى أوروبا فإن فيها وحدها حكام لا يظلمون . ورد الصحفي أيمن خالد حينها على أفيخاي أدرعي مؤكدا هذه الحقيقة وأن القصة ليست في الحسنات وإنما هنالك احصائيات تؤكد أن 40% من النساء القاطنات بقطاع غزة يسعين إلى الهجرة النهائية منها إلى الغرب مما يعني أن – والحديث لا يزال للصحفي أيمن خالد – 70% من مجموع سكان غزة يسعون إلى الهجرة النهائية في الغرب
السعودية لن تصدر له تأشيرة ” أبدا”
المعروف أن دولة كالمملكة العربية السعودية لا يمكن أن تمنع أي شخص من دخول أراضيها بشكل قاطع لمجرد الانتقادات وأن قرارا مثل هذا إن صدر فإنه لا بد وأن يكون نابعا من معلومات أمنية واستخباراتية تؤكد أن له خطورة إرهابية أو تنظيمية تستوجب هذا المنع والذي حدث أن السلطات السعودية قد منعت في نوفمبر 2018 الفلسطيني محمود الحسنات من أداء العمرة، ورفضت منحه تأشيرة لأداء العمرة لأكثر من 20 مرة، وفي أخرة مرة تقدم بها لاستصدار التأشيرة أبلغته السلطات السعودية أن لا يتعب نفسه لآنها لن تصدر له تأشيرة ابدا. وكان ناشطون قد تداولوا آن ذاك مقطعا مصورا من احدى خطب الحسنات والتي ينتقد فيها دفع العاهل السعودي وولي العهد محمد بن سلمان مئات المليارات من الدولارات لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب مدعين أن ذلك هو سبب المنع إلا أن الحقيقة التي يعلمها القاصي والداني أن كثيرون جدا من الكتاب والخطباء بمختلف دول العالمين العربي والإسلامي قد تناولوا هذا ألامر بالذات بالنقد والرفض ولم يحدث لهم ما حدث للحسنات .. وليس هذا كل شيء .. فبعد استقرار الحسنات في سودان عمر البشير جراء التسهيلات والحضانة التي وفرها له كيزان السودان .. وتحديدا في أواخر مايو 2019 تلقت السلطات السودانية طلبا من السلطات السعودية بمنع الشيخ محمود الحسنات من إلقاء خطبة الجمعة!!
تجهيز الحسنات لخلافة عبد الحي يوسف
خطورة الفلسطيني محمود الحسنات على ثورة ديسمبر المجيدة وعلى استقرار الفترة الانتقالية تتضح من زاوية أخرى أيضا وهي أنه كان يتم تجهيزه ليقوم بنفس الدور الذي ظل يقوم به المدعو عبد الحي يوسف لسنوات طويلة ومما يؤكد هذه الحقيقة أن الشيخ مزمل فقيري قد أوضح في مارس الماضي بأنه قام بكشف الداعية الإسلامي الذي أعدته جماعة الإخوان المسلمين أو (الكيزان) في السودان ليكون بديلاً للشيخ عبد الحي يوسف حيث أوضح في خطبة له بأن لعبته انكشفت قائلاً :(الآن لعبتك انت اتكشفت وخطبك دي كلها خطب الإخوان المسلمين ). وأضاف فقيري بأن حسنات فلسطيني الجنسية حيث قال:(المدعو محمود الحسنات فلسطيني هو جالس الإيام دي في السودان تقريباً ليه سنتين جابوهو جماعة الإخوان المسلمين أو الكيزان ليكون بديلاً لعبد الحي يوسف السوداني). وأشار فقيري بأن جماعة الإخوان المسلمين قاموا باستبدال عبد الحي يوسف بحسنات بعد الكراهية التي وجدها من الشعب السوداني في قوله:(بعد ما عبد الحي يوسف كرهه كل أو جل أو معظم الشعب السوداني بفضل الله سبحانه وتعالى وانكشف تناقضه وحربائيته لجميع الشعب السوداني أو الغالبية العظمى منهم).
لماذا يحتفظ السودان بأمثال هؤلاء ؟
محمود الحسنات كشفته الأحداث. وأبانت خطورته المعلومات المتواترة عن حذر العديد من الدول والمجتمعات من منحه مجرد إذن بالدخول إلى أراضيها عابرا غير مقيم. والمتوقع أن تحسم السلطات السودانية أمره بالمحاسبة والترحيل والمنع من دخول السودان مجددا .. لكن أمثال محمود الحسنات كثيرون .. وربما هناك من هو أدهى وأخطر منه .. يخبئهم الكيزان في طول السودان وعرضه .. بين أهلنا البسطاء المساكين … فلابد للقوى الحية في المجتمع والدولة أن تضطلع بدورها في حماية أمننا واستقرارنا وسلامتنا وحرياتنا من أمثال هؤلاء .. قبل أن تقع فأس التطرف والإرهاب في رأس المجتمع السوداني الوادع المسالم ورأس ثورته التي لا زالت تتألق ورأس دولته التي بدأت تتخلق
دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر
د. أسامة تاج السر : تمثل دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر، واجهة كبرى من واجهات جامعة الخر…