‫الرئيسية‬ رأي بركة قبايل العيد ….!!
رأي - يوليو 30, 2020

بركة قبايل العيد ….!!

الطيب عبد الماجد

مزيج من الإحتقان والضباب في سماء الخرطوم الصابرة وكثير من الإصطفاف والتجاذبات تعكر أجواء الثورة النقية ….!!
وكل يرى في نفسه أنه صاحب الكعب العالي والفهم المتعالي …!! وسيد الرصة والمنصة ….!!

ولا ضير في ذلك هذه طبيعة الكون وتحدث في أرقى ( الديمقراطيات ) ..

وبحسن النوايا نفترض أن أي ًشخص أو كيان في هذه الأرض يخال أنه هو الصاح الوحيد والبقية على النقيض لذلك نحتاج فقط الي ثوابت متفق عليها …وأساسيات وتقديم السودان على الزمان والمكان ..!!

أعلم انها محض أمنيات وبعض عشم وأنا أعرف معارك ( تقليم الأظافر ) فيما بينكم رغم إبتسامات الصوالين واللقاءات المكشوفة أمام عدسات التلفزة وصفحات الأسافير ….!!!

ولكن تذكروا علي الدوام أن هذه المعادلة يتقاسمها معكم هذا الشعب الملهم والشباب الأشم والذي يشكل الغالبية العظمي في تعداد السكان إحصائيا …!!
والنسبة الأعلى منهم لا يعرفون غير السودان حزباً أو فصيل..

البعض بحاول إستمالتهم لصفوفه باعتبارهم الأحصنة الرابحة …!! والكفة الراجحة في هذه الثورة والضامن لحمايتها …..!! والرصيد المدخر لانتخابات قد تطول
وقد تتأخر ..

ومثل هذه الخطوة لن تنجح وقد يعتريها الفشل والتعثر ….!!
لسبب بسيط هو عدم تقدير البعض لوعي و إمكانات هؤلاء الشباب بشكل علمي ومدروس …!!
فحتى إذا كانت قراءاتكم وخبراتكم تتفوق على علاقتهم بالسياسة …!! يجب أن تعلموا ان هذا الكون قد تغير ومعادلاته تبدلت …

وعلو الكعب والتفوق فيه الآن لمن له القدرة علي تحريك عجلات ( قوقل ) …..!! وامتطاء ظهور محركات البحث …والسيطرة علي بنوك المعلومات المتدفقة عبر الأثير ….!!
والمقدرة على التماهى بما يحدث في الداخل والخارج وقراءته بشكل علمي ودقيق …..!!
كل هذه المعطيات تشكل لديهم دعماً ووعياً
يجعلهم يعرفون خبايا الأمور أكثر مما تتخيلون …!!

وكم من والد يعهد لابنه الصغير ( بظبط ) الموبايل
وتعليمه كيف يخفي حالته في ( الواتس ) خوفًا من مفاجآت الطريق…!!
والمشكلة أن الابن يعرف لماذا أراد الوالد أن يفعل ذلك ….! ( ولن يخبر أمه ) ولكن آباؤهم لايعلمون

أمثال هولاء سيخفون عنكم يوما ما ….سجلات أحزابكم
وأسرارها …ولو رميتم بها في غياهب ال iCloud أو خزنتموها في الأقراص المدمجة ….!!

ولو تركتوها كما هو الحال الان في دفاتر الأحوال وصدور الرجال …!! فستظل حبيسة الجدران لا تأثير لها ولا بريق …!!
ولن يتعامل معها هؤلاء ( الشفوت ) فقد مزقوا ثقافة الورق والكلام …!!

وبعض الأحزاب يجب أن تعيد النظر في طريقة حياتها وقد نال منها الضغط والسكر ….!!
وأشياء أخر
لاتمارس الرياضة وهواية القراءة ونقد الذات ….!! مشغولة بالمكاسب بدلًا من تجديد الروح وضخ الدماء …!!
تحتاج vitamin D …وضوء الشمس …!!

يريدونها مدنية واخرون يريدونها غير ذلك …!!
وجزء مقدر لإيمانع من الدولة الهجين ….!!!
هناك من يفضلها ( فدرالية) وأصوات تنادي ( بالكونفدرالية ) …!!
والبعض يؤمن بالمركزية وكل في فلك يسبحون

لن يحدث إتفاق إذا لم تقدموا ( السودان ) على الخاص والكيان …
ولن يحدث ( إنقلاب ) مهما تعثرت الأوضاع وحتي لو وصل ( طبق البيض ) الي ألف جنيه ….فلن تعود الأوضاع كما كانت …!! ولن يعود الماضي علي ( طبق ) من بيض …!!

لن يسيطر حزب أو فصيل واحد أو جيش على هذا البلد مرة أخرى حتى لو أدي ذلك للحرب والاقتتال ….!!
وهو امر مستبعد الحدوث ..

إنتهى زمن تكرار ( السيناريوهات ) القديمة إياها …….!!
فالداخل أخذ اللقاح والعالم لن يمرر ذلك هذه المرة
ليس غزلًا في جمال ( حروفنا ) …!! ولكن رغبة في نعيم ( جروفنا ) …..!!!
والأمن الغذائي والمائي سيضحى هو الأهم من الأمن النووي في عالم ما بعد الأزمة ….!!
أفلا تنظرون ….
وداخليًا فمشهد فيديو لإمراة تشكو شظف العيش وقلة الحيلة لن يحرك ساكناً وثورة كما أسهم سابقاًً ….!! لأن استعداد المتلقي ومزاجه العام قد تبدل …!!

الثورة زي ( الزواج ) إستعداد وأقدار ومواقيت …!!
….!! قبول وإيجاب …!!
لكنها وحيدة دون مثنى وثلاث …!!

إنتهى هذا ( المسلسل ) فنحن في عصر جديد
والعالم من حولنا تغيرت فيه طريقة اللعب وتحولت من الخطط الهجومية للتركيز على الدفاع ….!!
واستخدام ( الريموت ) ومن علي البعد للتقليل من حجم الخسائر …!!
والاقتصادات في العالم تهتز تحت وقع ضربات كورونا الموجعة ….!!وحسابات المصالح تتبدل بشكل أسرع…!!
فلا حليف دائم ولا عدو مستمر …!!

ضعوا مصلحة السودان العليا فوق كل اعتبار …..!! وطوروا من خططكم في اللعب والإنتشار
لا تتنازلوا ….!! فنحن كبار …!! وشجرتنا شايلة

هناك من يريد ان يعطي البلد كل ماعنده وهناك من ينتظر أن تعطيه البلد كل ما عندها ….!!
وبين الاثنين ( برزخ ) …!!

انظروا للدول القريبة من حولنا ….وقد تركت أوجاعها وآلامها واختلافاتها جانباً حتى تلحق بركب الأمم …!!
أين نحن منها وقد كانت ( ماما أفريكا ) تتغزل فينا علناً حضارة وعزة في احدي دورات التاريخ ….!! وشارع الجمهورية يغسل بالماء والصابون …!!

أصبحنا نصفق لأنو الكهربا جات …ونحلحل في موضوع
الموية القطعت ….!!
والنفايات تكتم انفاس المدينة العريقة
وصفوف البنزبن المتراصة البطيئة تعبر بجلاء عن زحفنا نحو المجهول ….!!
البقالات المتخمة تقفل ابوابها في وجه الكادحين …!!
وخروف العيد الأكثر أمانًا هذه المرة …!!!
فقد لا تطاله أيدي الكثيرين ….!!

فعلي أي بلد تتقاتلون …!!!؟؟؟؟؟

على الجميع ان يتحلوا بالمسؤولية الوطنية وان يتخلوا ولو قليلا عن النظرة الضيقة وينظروا الي السودان الوطن الفسيح والكيان والذي يسع الجميع …!!
ساعتها فقط نتحدث عن دولة نباهي بها العالمين …!!

فلتدخلوا التاريخ من هذه الأبواب ….فهي أشرف و أفق وأبرك من بوابة ( قراش ) في فيلا فخمة يفتح بالريموت كنترول في ضاحية ( الرياض ) من مال سحت وحرام
فلبئس الباب وبئس التمنيات و الأحلام …!!

أبشركم ورغم كل هذه الإحباطات فنحن علي يقين أنها قادمة ….ولو بعد حين …!!
ويابركة قبايل العيد ….تفرح ياوطن وتضوق السمح والزين ….!!!

وترانا على درب الأمل واقفين .

ولو وشوش صوت الريح في الباب ….
يسبقنا الشوق قبل العينين

قدام بس!!

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …