‫الرئيسية‬ رأي مابين أحداث بورتسودان وانفجار الشجرة
رأي - أغسطس 16, 2020

مابين أحداث بورتسودان وانفجار الشجرة

ناهد صالح :

مع الفجر كنت اكتب عن بورسودان و إذا به القدر يجعلني اشتم رائحة الفزع و الدخان هنا.
قال الشاعر اسحق الحلنقي في ندوة قديمةما معناه :ما قادر اتكلم من هالة الشعور بيكم – شفتوا دقة التعبير و جماله – اهل الشرق السمحين المرقوا زول زي اسحق الحلنقي ، السودان كله، زرقة و عرب اتغني بكلماته مع اعظم المطربين- بتتعلم من الايام ومشي امرك يا قدر و اقابلك و قطر الندي و بنتاسف و ودوري و القائمة تطول – الليلة شايلين الوش الشين للعنصرية محل ريحة البن البتتقلي للكيف و عدل المزاج قبل طعم الجبنة يجيك . الليلة من الشرق فائح دخان الرصاص و ريحة الدم و البنية البتسويها في شط البحر كايسة الامان في ركن و ما لاقية.
وجه العنصرية القبيح بطل علينا كل يوم و نتصابح بيه ؛ في الشرق وفي الغرب . نتاسف لمن نلقي المهزوم الوحيد فينا هو البلد -يا حليل حميد وقت قال :
” يا ضو حبـيبـين القسا
طول ما انت غرقان في الأسى
تبت يدين ما ترمى ساس
ما تبنى مجدك من جديد
تفتح شبابيك الخلاص
تدخل نسيمات النشيد
بيت القصيد يستقبله مستقبله ..
و الحاضر الماضي التليد.”
يا حليل الحلم بي بلد تقيف و تتعدل مشيتها ، يا حليل الشهيد المات علي بعد قوسين من نصر اتسرق ، و حليلنا نحن نشوف في السوس يسوس و ينخر في عضامنا و جيشا سكت ،سكت خلاهم زرقة و عرب يتقاتلوا ما اتزكروا قول الحلنقي :
” وطنا كحل العين … حبات رمالو دهب”.
كسرة :
و مع صوت الانفجار الان في الخرطوم ورائحة البارود ،وجدت كلمات يحي فضل الله تدخل مسامي :
“بالأمس كان غناؤنا عذبآ
و كنت تتخذين قافيةً
لها طعم التواصلِ و التبادلِ بين قمحٍ و خصوبة
فلماذا تأخذين الآن شكلاً يرتدي لغة الظهيرة
يقتفي ظل الفجيعةِ
تختفي منه العذوبة
إنها اللغة التي عمقت فينا التداعي
و غلغلت بين العظامِ
تزامن الوجعِ المعبأ بالضياعِ و بالرطوبة
فأخترنا من بين الزحام
خرائط الفرح الملون
بالطبول العازفات مقاطعآ تنمو علي عين الحبيبة
بادرتني هواجسي
فأستعرت من الشوارعِ عظمةً كانت تحدقُ في الحياةِ
و تعتريها الأمنياتْ
و سمعتُ من مدنِ الخرابِ حكاية الآتين منك
يلعقون السمّ
من شفةٍ تدندنُ بالرخيصِ من التباكي التشاكي الأغنياتْ
فيا بنتُ المسافةِ والرجوعْ
و يا بنتُ الخريطةِ و الدموعْ
إذهبي مني تمنِّي
و أمنحي القلب التجلِّي
و غادري اللغة التي ظلت تموتْ
أغرزي فيّ الثباتْ
الله يا وجعآ تمدد في العشيةِ
و الصباحْ
الله يا حلمأ تناثر بين افواهِ الرياحْ
هل يكون الموت نوعآ من تآلف
في غياباتِ الخليلْ ؟

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …